كيفية إدارة عدم اليقين في الأوقات الأكثر اضطرابا حتى لا يغزوك القلق

كيفية إدارة عدم اليقين في الأوقات الأكثر اضطرابا حتى لا يغزوك القلق

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

كيفية إدارة عدم اليقين في الأوقات الأكثر اضطرابا حتى لا يغزوك القلق

لقد مررنا بموسم معقد فيما يتعلق بعدم اليقين ، ناهيك عن المواقف الشخصية التي يمكن أن تحدث في حياتنا مثل الانفصال الرومانسي أو وفاة أحد أفراد أسرته. اللحظات التي نشعر فيها بالخوف ، ولكن نضطر فيها إلى الاستمرار في حياتنا وكأن شيئا لم يحدث. ولكن كيف يمكننا فعل ذلك حقا دون الشعور بالقلق المشلول؟ نعيش اليوم في عصر يُطلق عليه علماء الاجتماع وصف "عالم الفوكا" (VUCA)، وهو اختصار لمفاهيم التقلب، وعدم اليقين، والتعقيد، والغموض. في هذه الأوقات المضطربة، يجد الإنسان نفسه واقفاً على أرضية رملية متحركة، حيث تفقد التوقعات قيمتها وتصبح الخطط المستقبلية مجرد احتمالات هشة. هذا الغياب للوضوح ليس مجرد تحدٍ خارجي، بل هو معركة داخلية شرسة؛ فالدماغ البشري مبرمج بيولوجياً على كراهية المجهول، حيث يفسر "عدم المعرفة" كتهديد مباشر للبقاء، مما يطلق صافرات الإنذار في الجهاز العصبي ويغرق النفس في بحر من القلق الوجودي والتوتر المزمن. إن مواجهة عدم اليقين لا تعني محاولة السيطرة على أحداث العالم – فهذا وهمٌ يستنزف الطاقة – بل تعني تطوير "مرونة نفسية" تحول القلق من وحش كاسر يغزو حياتنا إلى طاقة دافعة للتكيف والنمو. الأمر يتطلب إعادة صياغة علاقتنا مع المجهول، والانتقال من عقلية "البحث عن الضمانات" إلى عقلية "إدارة الاحتمالات".

إليك استراتيجيات عملية وعميقة لإدارة عدم اليقين وحماية سلامك النفسي:


1. التفريق بين "دائرة التأثير" و"دائرة الاهتمام"

أكبر مصدر للقلق هو استهلاك طاقتنا في أمور نهتم بها لكننا لا نملك القدرة على تغييرها (مثل السياسة العالمية، الاقتصاد الكلي، أو قرارات الآخرين).

الحل: ركز 90% من جهدك الذهني على "دائرة تأثيرك" (عاداتك اليومية، جودة عملك، ردود أفعالك، وكيفية قضاء وقتك). التركيز على ما يمكنك التحكم فيه يمنحك شعوراً فورياً بالتمكين ويقلل من حدة القلق.

2. التخلي عن "وهم السيطرة" والقبول الجذري

القلق هو محاولة العقل "لحل" مستقبل لم يحدث بعد. كلما زادت مقاومة الحقيقة (وهي أن المستقبل غير مضمون بطبعه)، زاد الألم النفسي.

الحل: مارس "القبول الجذري". قل لنفسك: "أنا لا أعرف ما سيحدث، وهذا أمر مربك، لكنني سأتعامل مع الواقع كما يتكشف". القبول ليس استسلاماً، بل هو توفير للطاقة المهدرة في المقاومة لاستخدامها في الفعل الحقيقي.

3. تقنية "تحديد وقت القلق"

بدلاً من السماح للقلق بغزو يومك بالكامل، قم بتخصيص نافذة زمنية محددة له.

الطريقة: خصص 15 دقيقة يومياً (مثلاً في الخامسة مساءً) لكتابة كل مخاوفك. خارج هذا الوقت، إذا هاجمتك فكرة مقلقة، قل لنفسك: "سأفكر في هذا في الوقت المخصص له". هذا يساعد في استعادة زمام المبادرة فوق تفكيرك.

4. التركيز على "اليقينيات الصغيرة"

عندما ينهار اليقين الكبير (المستقبل، الوظيفة، الأمان العام)، ابحث عن اليقين في التفاصيل الصغيرة الصارمة.

التطبيق: الالتزام بروتين صباحي، ممارسة الرياضة في وقت محدد، أو حتى طقوس شرب القهوة. هذه "الجزر من النظام" وسط محيط من الفوضى ترسل إشارات طمأنينة للدماغ بأن هناك أشياء لا تزال تحت السيطرة.

5. الصمود العاطفي عبر "سيناريو الفعل" لا "سيناريو الرعب"

بدلاً من سؤال "ماذا لو حدث كذا؟" (الذي ينتهي دائماً بنهاية كارثية)، اسأل نفسك: "إذا حدث كذا، كيف سأتصرف؟".

الفرق: السؤال الأول يتركك ضحية، أما الثاني فيحولك إلى "محلل مشكلات". وضع خطة بديلة (Plan B) يفرغ القلق من محتواه لأنه يعطي العقل مساراً للفعل بدلاً من الدوران في حلقة مفرغة.

 

image about كيفية إدارة عدم اليقين في الأوقات الأكثر اضطرابا حتى لا يغزوك القلق

1. تحويل العواطف
قمعهم لن يجعلهم يختفون. يجب أن تعيشها وتتعلم كيفية إدارتها لتحويلها إلى مشاعر أكثر قابلية للإدارة ، حتى لو كانت تلك المشاعر من الغضب. وفقا للمهنيين ، " من المستحسن التعبير عنها والسماح لأنفسنا بأن نعيشها من خلال سلوكيات مثل البكاء."

2. المرونة والقبول
ستكون العديد من المواقف حتمية ولن يكون للعديد من المواقف الأخرى حل. لذلك ، ينصح الخبراء "بجعل رغباتنا أكثر مرونة وتعلم قبول نتيجة سلبية أو غير مرغوب فيها."يمكن أن يكون شيئا معقدا ، ولكن في كثير من الحالات من الضروري مساعدتنا في إدارة الخوف وعدم اليقين.

3. السيطرة على ما تستطيع
هناك العديد من القرارات في حياتنا التي لا تعتمد على إرادتنا ، لذا فإن "التركيز على ما يمكننا التحكم فيه" يمكن أن يكون مفيدا. على سبيل المثال ، إذا كنت قلقا بشأن الوضع الحالي في أوكرانيا ، فيمكنك التركيز على كيفية المساعدة من منصبك ، عن طريق التبرع لمنظمة غير حكومية أو عن طريق توفير الطعام أو الملابس.

4. تتكئ على أحبائك
من المهم دائما أن تشارك مع أحبائك ما يقلقنا لمعرفة كيفية إدارتها. في العديد من المناسبات ، الحديث عن الخوف يجعل هذا الشعور أصغر وفي حالات أخرى ، سوف ندرك أن هذه المشاعر مشتركة ، لذلك سنشعر بالراحة والفهم.

5. السؤال عن المعلومات التي تتلقاها
في المواقف خارج حياتنا الشخصية ، من المهم ألا تفرط في تحميل نفسك بالمعلومات السلبية وأن تتساءل عما إذا كان ما تقرأه في وسائل الإعلام معقولا. بالإضافة إلى ذلك ، إذا كانت الأخبار تجعلك تشعر بالسوء بشكل خاص ، فيمكنك أيضا تقييد وصولك إليها.

 

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
Dina Salah تقييم 4.96 من 5.
المقالات

553

متابعهم

62

متابعهم

4

مقالات مشابة
-
إشعار الخصوصية
تم رصد استخدام VPN/Proxy

يبدو أنك تستخدم VPN أو Proxy. لإظهار الإعلانات ودعم تجربة التصفح الكاملة، من فضلك قم بإيقاف الـVPN/Proxy ثم أعد تحميل الصفحة.