الجبريلينات: المنظمات النباتية الرئيسية في التطور والنمو
الجبريلينات: المنظمات النباتية الرئيسية في التطور والنمو
الجبريلينات هي نوع من أنواع هرمونات النمو في النبات. وهي مجموعة من الهرمونات الموجودة في معظم أنواع النباتات. وقصة اكتشافها ودورها في نمو النبات قصة عجيبة. فلقد لوحظ في اليابان أن هناك مرضا يصيب نبات الأرز ويؤدي إلى استطالة ملحوظة في الساق مما يؤدي إلى قصف الساق قبل تكوين الأزهار وعقد الثمار. وهذا المرض يسبب خسائر فادحة في محصول الأرز.
وبدراسة أسباب الإصابة بهذا المرض، وجد أنها بسبب نوع معين من الفطريات اسمه العلمي " جيباريلا فوجيكوري" . (Gibararella fujikuroi) وعندما يصيب الفطر السابق بسبب الاستطالة المهيلة " الكبيرة". وبدراسة مستفيضة للمادة اتي يفرزها الفطر، وجد العلماء اليابانيون أنها نوع من الأحماض الحلقية المعقدة أطلقوا عليه اسم حامض الجبريليك (Gibberellic acid) نسبة إلى الفطر الذي يفرزه . حتى أنه بوضع هذه المادة على نبات الأرز الغير مصاب بالفطر، فإنها تؤدي إلى استطالة الساق استطالة مهيلة. كما وجد أنه بتعريض نبتات سلالات قصيرة من نبات الذرة الشامي والبازلاء لهذا الحامض بتركيز معين ، تتكون نباتات طويلة تشبه في طولها الطول العادي للنبات الطويل. أي أن النباتات القصيرة وراثياً أمكن تحويلها إلى نباتات طويلة بتعريض نبتاتها لتركيز معين من حامض الجبريليك.
وبالبحوث المستفيضة وجد أن النباتات الطويلة من الذرة الشامي والبازلاء تنتج هي نفسها كميات معينة من حامض الجبريليك. في حين أن النباتات القصيرة ليس لها القدرة على ذلك، وهكذا فإن بالاستطالة الآن إعطاء حامض الجبريليك لنبتة النبات القصير لإطالته، وبذا تكون قد هيأنات للنبات ما يؤدي إلى استطالته.
وحامض الجبريليك ومركبات أخرى تشبهه كيميائياً، شائع الانتشار في أعضاء المملكة النباتية وبعض الفطريات. ويعرف هذا الحامض والمركبات الكيميائية المشابهة له بهرمونات الجبريلينات Gibberellins ذات الوظائف المتعددة. وأكثر هذه الوظائف وضوحا هو تأثيره على استطالة الساق وتنظيمه لها بتركيزاته الطبيعية..
فلقد وجد مثلا أن الجبريلينات تؤؤدي إلى تحسين إنتاج الثمار . فالعنب " النباتي" الخالي من البذور يمكن لحباته أن يزداد إلى الضعف برش العنقود الغير ناضج بالجيبريلينات. وجد بالتجربة أن تأثير الجبريلينان في استطالة الساق يأتي عن طريق تأثيرها في الإسراع في انقسام الخلايا واستطالتها. وهي بالتالي ذات دور مكمل لدور الأوكسينات في الاستطالة.
1-دور الجبريلينات في الإنبات:
تفرز أجنة البذور أثناء إنباتها الجبريلين الطبيعي الذي ينشط إنتاج الإنزيم اللازم لتحويل النشأ إلى مواد سكرية بسيطة ذائبة تستخدمها النبتة في نموها. ولقد أمكن الاستفادة من هذه الخاصية في مساعدة بعض البذور التي تنمو تحت ظروف حرارية مرتفعة، للإنبات من حيث بدء عمليات الإنبات والاستمرار فيها في المراحل الأولى ، وكذلك للإسراع من إنبات بعض البذور والحبوب.
2-دورها في كسر كمون البذور وسكون البراعم:
أ-تحتاج بعض البذور إلى تعريضها لدرجة حرارة منخفضة حتى تخرج من كمونها. وقد وجد أن كمية الجبريلين تزداد أثناء التعريض لدرجة الحرارة المنخفضة، لذلك أمكن معالجة هذه البذور بالجبريلين بدلا من هذه الحرارة المنخفضة.
ب-بعض البراعم الخضرية – خاصة في المناطق الباردة – تقل قدرتها على النمو بدرجة كبيرة أو تظل ساكنة أثناء الشتاء حيث كمية الجبريلين الطبيعية مما يساعد على النمو وانتهاء سكون هذه البراعم. لذلك يستفاد من الجبريلين لدفع براعم بعض المحاصيل إلى النمو مثل البطاطس وبعض أشجار الزينة..
ج- وجد أن الجبريلين يحل محل بعض الاحتياجات الضوئية والحرارية لدفع الأزهار لبعض النباتات.
د- يدفع الجبريلين إلى تكوين ثمار " عذرية" خاصة في بعض أشجار الفاكهة التي لا يستطيع الأكسجين التأثير عليها مثل المشمش والخوخ.
هـ - يقوم الجبريلين في المشاركة بتحديد الجنس في بعض النباتات لأنه يفيد في الاتجاه نحو الذكورة (عكس الأوكسينات التي تدفع إلى التأنيث). وتستخدم هذه الخاصية في عمليات انتخاب الأصناف والسلالات للمحاصيل الزراعية.
المرجع: مقدمة علم الحياة، للدكتور نبيه باعشن ، كلية العلوم جامعة الملك عبدالعزيز بجدة.
