"أمهات صنعن رجالًا".. قصة أمٍّ صنعت إمامًا غيّر وجه التاريخ — والدة الإمام البخاري نموذجًا
"أمهات صنعن رجالًا"..
قصة أمٍّ صنعت إمامًا غيّر وجه التاريخ — والدة الإمام البخاري نموذجًا
رابط تحميل تطبيق صحيح البخاري وتفسيره بدون انترنت صوت
https://play.google.com/store/apps/details?id=com.ninhfurita.sahihe.bokhari.muslim&hl=ar
رابط تحميل كتاب صحيح البخاري من تأليف الإمام محمد بن إسماعيل البخاري ..
هل يمكن لأم واحدة أن تغيّر مسار أمة كاملة؟

هل يمكن لقلبٍ صادق ودعاءٍ صاعد إلى السماء أن يصنع عالمًا يخلّد اسمه التاريخ لقرون؟
وهل يعرف الناس أن وراء الإمام البخاري — صاحب أصح كتاب بعد القرآن الكريم — **امرأة صالحة** كانت صاحبة الفضل الأكبر في تكوين شخصيته العلمية والإيمانية؟
في هذا المقال نكشف الحقيقة الكاملة عن **أم الإمام البخاري**، وكيف كانت سببًا مباشرًا في صناعة واحد من أعظم علماء الإسلام، ضمن سلسلة "أمهات صنعن رجالًا" التي تُظهر دور الأم في صناعة الأبطال والعظماء.
دور الأم في صناعة العظماء: البداية من البيت
منذ اللحظة الأولى لولادة محمد بن إسماعيل البخاري، كانت والدته ترى أن العلم هو الطريق الذي يجب أن يسلكه ولدها. لم تكن مجرد أم تقليدية، بل كانت امرأة مؤمنة، صادقة، صاحبة عبادة وتهجد ودعاء مستمر، وهذا ما جعل تربيتها مؤثرة وعميقة في نفس طفلها الصغير.
ورغم وفاة والده مبكرًا — وكان من تلاميذ الإمام مالك — فإن الأم حملت مسؤولية التربية وحدها، وكانت مثالًا للأم التي تُعوّض الأب وتمنح أبناءها كل ما يحتاجون إليه من تربية وجُهد ومتابعة.
معجزة ردّ البصر… أم تهزّ السماء بدعائها
من أعظم القصص التي تُظهر مدى قوة إيمان والدة البخاري، قصة **ذهاب بصره في طفولته**. فقد أصيب وهو صغير بمرض أفقده بصره تمامًا، فاشتدّ الألم على أمه، لكنها لم تيأس ولم تستسلم لليأس ولا للمرض.
التاريخ يروي أنها كانت تقوم الليل وتبكي وتدعو الله أن يشفي ولدها، حتى رأت في منامها **سيدنا إبراهيم عليه السلام** يقول لها:
> **"قد ردَّ الله على ابنك بصره لكثرة دعائك."**
تقول الأم: *فاستيقظتُ فإذا ببصره قد عاد كما كان.*
هنا يبرز المعنى الحقيقي لجملة **"أمهات صنعن رجالًا"**… إنها أم لم تكتفِ بالتربية، بل كانت تربط ولدها بالله منذ أول لحظة.
نشأة الإمام البخاري في كنف أم عابدة
بعد استعادته بصره، بدأ البخاري طريقه العلمي من **الكُتّاب**، حيث تعلم القراءة والقرآن وهو ابن عشر سنوات. كانت والدته تحرص على مراقبة خطواته التعليمية، وتتابع حفظه، وتُشجّعه على طلب العلم، وتغرس في قلبه الإخلاص والصدق.
كان واضحًا منذ طفولته أنه طفل غير عادي، سريع الحفظ، قوي التركيز، محب للعلم، وكانت والدته تفخر به وتشجّعه وتشعر أن الله قد ادخر له شأنًا عظيمًا.
رحلة الحج… بداية الطريق العلمي الكبير
عندما بلغ الإمام البخاري **ستة عشر عامًا**، خرجت به والدته ومعهما أخوه أحمد إلى **مكة المكرمة** لأداء فريضة الحج. كانت رحلة شاقة وطويلة، لكنها تحمل هدفًا كبيرًا: تقريب الابن من العلم والعلماء.
بعد أداء الحج، اتخذت الأم قرارًا سيغير كل شيء:
**أن تعود إلى بخارى وتترك ولدها في مكة ليبدأ رحلته العلمية الواسعة.**
هذا القرار لم يكن سهلًا… أم تترك ولدها المراهق في بلاد بعيدة، لكنها كانت تعرف قدره، وتثق في أخلاقه، وتؤمن أن الله سيحفظه. ومن هنا بدأ البخاري يجوب أمصار العالم الإسلامي يجمع الحديث بعد الحديث، حتى أصبح **إمام أهل الحديث**.
أم صنعت إمامًا… وتأثيرها باقي عبر القرون
عندما نقرأ سيرة البخاري، نكتشف بسهولة أن والدته زرعت فيه:
*حب العلم**
* **العبادة والتقوى**
*الصبر والتحمل**
* **الاعتماد على الله**
* **الإخلاص في كل ما يفعل**
ولذلك لم يكن غريبًا أن يصبح صاحب **"صحيح البخاري"**، الذي يُعد أصح كتاب بعد القرآن الكريم، وأن يصير مرجعًا للأمة منذ أكثر من 1200 عام.
إن هذه الأم لم تصنع رجلًا فحسب… بل صنعت **أمّة كاملة** تستنير بعلمه حتى اليوم.
لماذا نكتب عن هذه النماذج؟
لأن في زمننا الحالي، تحتاج الأمهات إلى أمثلة حيّة تُثبت أن التربية ليست مجرد رعاية، بل **رسالة**.
وأن الطفل قد يصبح عالمًا أو قائدًا أو مصلحًا، لو وجد في بيته:
* أمًا صالحة
* قلبًا محبًا
* توجيهًا حكيمًا
* ودعاءً لا ينقطع
ولذلك نقول بثقة:
**"وراء كل عظيم… أم عظيمة."**
الخلاصة
قصة والدة الإمام البخاري تظل واحدة من أعظم الأمثلة على قوة الأم وأثرها في التاريخ.
أمٌ بالدعاء صنعت إمامًا، وبالصبر صنعت عالمًا، وبالإيمان صنعت رجلاً غيَّر الأمة كلها.
إنها واحدة فعلًا من **"أمهات صنعن رجالًا"**… وستظل سيرتها مصدر إلهام للأجيال.
المراجع
1. *سير أعلام النبلاء* – الإمام الذهبي.
2. *البداية والنهاية* – ابن كثير.
3. *تاريخ بغداد* – الخطيب البغدادي.
4. *القدسي: من صحيح البخاري* – ابن مقصد العبدلي.
5. *صفة الصفوة* – ابن الجوزي.
6. كتب التراث في طبقات المحدثين وسير العلماء.
تعرف على قصة أم الإمام البخاري، إحدى أروع نماذج "أمهات صنعن رجالًا"، وكيف كان دعاؤها وصبرها سببًا في صناعة أعظم أئمة الحديث. مقال شامل يبرز دور الأم في بناء العظماء وتأثيرها في التاريخ الإسلامي مع سرد موثّق للمصادر.