لماذا ظل اسم “عروس الشاطبي” يرعب إسكندرية لسنوات؟
لماذا ظل اسم “عروس الشاطبي” يرعب إسكندرية لسنوات؟

هل يمكن أن تقابل شخصًا في طريقك، تتحدث معه، توصله إلى وجهته، ثم تكتشف بعد ذلك أنه ميت منذ سنوات؟
وهل كل ما نسمعه عن الأشباح مجرد خرافات؟
أم أن بعض القصص وُلدت لأنها حدثت فعلًا، ثم تركت وراءها أسئلة بلا إجابات؟
في شتاء عام 1974، كانت شوارع الإسكندرية هادئة على غير عادتها، والليل يفرض سكونه على المدينة الساحلية. في تلك الليلة، خرج سائق تاكسي كعادته بحثًا عن رزقه، دون أن يعلم أن رحلة واحدة ستغير حياته، وستدخل اسمه – دون قصد – في واحدة من أكثر الأساطير رعبًا في تاريخ المدينة.
لماذا أوقفت الفتاة التاكسي في هذا التوقيت؟

في ساعة متأخرة من الليل، وعلى طريق شبه خالٍ، ظهرت فجأة فتاة شابة وأشارت للسائق أن يتوقف.
لماذا كانت وحدها؟
ولماذا في هذا التوقيت تحديدًا؟
كانت في العشرينات من عمرها، ترتدي فستانًا أبيض طويلًا، ملامحها شاحبة، وعيناها تحملان شيئًا غير مفهوم. لم تكن خائفة، ولم تكن متوترة، فقط هادئة بشكل غريب. طلبت منه أن يوصلها إلى **منطقة الشاطبي**.
وافق السائق، رغم إحساس داخلي لم يستطع تفسيره.
لماذا لم تتكلم طوال الطريق؟
جلست الفتاة في المقعد الخلفي، ولم تنطق بكلمة واحدة.
هل كانت متعبة؟
أم حزينة؟
أم تخفي شيئًا لا يُقال؟
الصمت كان ثقيلًا، والجو داخل التاكسي بدأ يبرد بشكل غير طبيعي، وكأن الهواء انقلب فجأة إلى شتاء قارس. حاول السائق أن يفتح حديثًا، لكنها لم ترد. فقط تنظر أمامها في صمت.
لماذا طلبت النزول أمام بوابة المدافن؟

عند أول منطقة الشاطبي، توقفت السيارة أمام **بوابة حديدية ضخمة**.
طلبت الفتاة من السائق أن يقف، وقالت له بهدوء:
“ثواني وراجعة… هجيب الفلوس.”
لكن لماذا هنا؟
ولماذا أمام بوابة لا تؤدي إلا إلى المدافن؟
نزلت الفتاة، واختفت خلف البوابة، وبقي السائق ينتظر… دقيقة، دقيقتين، عشر دقائق… حتى مرت نصف ساعة كاملة.
أين اختفت؟
قلق السائق ونزل يبحث عنها.
اقترب من البوابة، ونظر إلى الداخل…
وهنا رأى ما لم يكن مستعدًا لرؤيته.
الفتاة كانت تقف عند أحد المدافن في الداخل.
هل كانت تزور قبرًا؟
أم تنتظر شيئًا؟
لحظات قليلة، رمش بعينيه… واختفت.
لماذا كان المقعد الخلفي مبللًا؟
هرب السائق مذعورًا، ركب سيارته وانطلق بأقصى سرعة.
وبعد أن هدأ قليلًا، التفت إلى المقعد الخلفي…
فوجده **مبللًا تمامًا بالماء**.
من أين جاءت المياه؟
لا مطر… ولا زجاج مكسور… ولا تفسير.
الأغرب، أنه لمح في المرآة **أثر كف مطبوع بوضوح** على الكنبة الخلفية، كأن شخصًا ترك علامته للتو.
كيف تحولت الحكاية إلى صدمة؟
حكى السائق ما حدث لزملائه. لم يصدقه أحد في البداية.
لكنهم قرروا الذهاب معه إلى المدافن.
وهناك… كانت الصدمة.
على أحد شواهد القبور، وجدوا صورة الفتاة نفسها، بنفس الملامح، بنفس النظرة.
ومكتوب أسفلها اسم: **مارجريت حنا**.
وتاريخ الوفاة يعود إلى **خمس سنوات قبل تلك الليلة**.
فمن كانت الفتاة إذًا؟
ومن الذي ركب التاكسي؟
من هي مارجريت؟
بدأ الصحفيون البحث، وسألوا الجيران.
الجميع أكد أن مارجريت كانت فتاة حقيقية، يتيمة، تعيش وحدها في شقة والديها.
كانت حزينة بعد وفاة والدتها بعام واحد، ومتعلقة بالبيت.
لكنها لم تمت موتة طبيعية.
تعرضت للسرقة على يد لص من المنطقة، وعندما حاولت الاستغاثة، أنهى حياتها، وتركها وحيدة.
المكان الذي أوقفت فيه التاكسي… كان أمام نفس العمارة التي فارقت فيها الحياة.
لماذا ظل الخوف مسيطرًا؟
القصة انتشرت كالنار في الهشيم.
سائقو التاكسي خافوا العمل ليلًا.
الناس تجنبت الشاطبي بعد منتصف الليل.
وكلما ذُكر اسم “مارجريت”، عاد القشعريرة إلى الأجساد.
هل كانت حقيقة أم أسطورة؟
عام 1978، خرج فيلم **“الاعتراف الأخير”**، مستوحى من القصة، ليخلّد أسطورة “عروس الشاطبي”.
لكن الأسئلة ظلت بلا إجابة:
هل عاد شبح مارجريت ليعيش لحظات موته الأخيرة؟
ولماذا يظهر دائمًا قرب المدافن والعمارة؟
ولماذا كانت المياه حاضرة… رغم أنها لم تمت غريقة؟
سؤال بلا نهاية
ربما كانت مجرد قصة شعبية صنعها الخوف.
وربما كان هناك شيء لا نفهمه بعد.
لكن المؤكد…
أن بعض الحكايات لا تموت،
لأنها لم تُروَ فقط… بل **عُيشت**.
فهل كانت “عروس الشاطبي” حقيقة؟
أم أن إسكندرية لا تزال تخبئ أسرارها في ليلها القديم؟
مصادر القصة
أولًا: الوضع التوثيقي الحقيقي للقصة
لا يوجد **مرجع رسمي واحد قاطع** (محضر شرطة منشور – حكم قضائي متداول – بيان رسمي) يثبت القصة حرفيًا كما تُروى،
لكن القصة **ليها جذور قوية في الصحافة والذاكرة الشعبية والسينما**، وده اللي بيخليها “أسطورة حضرية” موثقة جزئيًا.
ثانيًا: المراجع الصحفية
1️⃣ صحف مصرية في السبعينات (غير مؤرشفة رقميًا) * روايات متداولة تشير إلى نشر القصة في:
* **جريدة الأخبار** * **جريدة الجمهورية** * **مجلة المصور**
ملاحظة مهمة:
> أعداد الصحف دي من 1974–1976 **غير متاحة رقميًا بالكامل**، والمراجع عنها بتيجي غالبًا من:
ثالثًا: المرجع السينمائي (الأوضح)
2️⃣ فيلم «الاعتراف الأخير» (1978)
* **بطولة:** نور الشريف – نيللي – نبيلة عبيد
* **إنتاج:** أواخر السبعينات
* **مستوحى من:** واقعة غامضة حدثت في الإسكندرية
* الفيلم لم يذكر اسم “مارجريت” صراحة، لكنه: * نقل أجواء الرعب * اعتمد على فكرة الفتاة الغامضة + الماضي المأساوي
* ساهم في ترسيخ الأسطورة شعبيًا
رابعا : الذاكرة الشفوية
شهادات سائقين قدام وأهالي المنطقة* سائقو تاكسي من جيل السبعينات
* سكان قدام في: * الشاطبي * كامب شيزار * الإبراهيمية
ودي تُعد: > **مصدرًا أنثروبولوجيًا (شفويًا)**
> مش دليلًا قانونيًا، لكن مهم في توثيق الأساطير.
هل في سجل رسمي باسم “مارجريت حنا”؟
* لا يوجد **سجل متاح علنًا** يؤكد الاسم والتفاصيل
* الاسم قد يكون: * حقيقي وتم تغييره صحفيًا * أو اسم رمزي لحماية العائلة * أو إضافة درامية مع الوقت