٥ تفسيرات للكراهية من النظرة الأولى
٥ تفسيرات للكراهية من النظرة الأولى
يوجد كلٌّ من الحب من النظرة الأولى والكراهية من النظرة الأولى. فالحقيقة هي أنّ هناك أشخاصًا نميل إليهم أو نشعر بانجذاب عميق نحوهم منذ اللحظة الأولى، كما يحدث العكس تمامًا. فنحن نكوّن نفورًا فوريًا من أشخاص لا نكاد نعرفهم. ولا نجد تفسيرًا عقلانيًا لذلك، لا في حالة الحب ولا في حالة الكراهية. نميل عادةً إلى اختصار الأمر في كلمة واحدة: الحدس. ومع ذلك، ليس الحال دائمًا كذلك. فقد نشعر بالانجذاب أو الحب تجاه أشخاص لا يستحقون ذلك، أو نترك العنان للكراهية من النظرة الأولى تجاه أشخاص رائعين. في هذا المعنى، الحدس لا يُعَدّ ضمانًا دائمًا.
من الطبيعي أن نشعر بالكراهية من النظرة الأولى تجاه من يدخلون حياتنا ويتسببون لنا بالأذى أو الضرر. لكن ما ليس منطقيًا هو أن نشعر بالنفور من شخص لم يؤذنا في شيء. لماذا يحدث ذلك؟ هناك خمسة أسباب أساسية، وهي كالتالي:
"القليلون يرون ما نحن عليه حقًا، لكن الجميع يرون ما نظهره."
- لستَ أنت، بل أنا
إنّ الكراهية من النظرة الأولى لا تنشأ في كثير من الأحيان عن عدوان أو تصرف سيئ من الشخص الآخر، بل أحيانًا تكون الأحكام المسبقة هي التي توجهنا، أو تكون المرشحات التي نُخضع لها المعلومات التي نجمعها هي ما يُربكنا. في جميع الأحوال، نحن المسؤولون، ولسنا الشخص الذي "نكرهه من النظرة الأولى".قد يكون الكره من النظرة الأولى مجرد نتيجة لتحيز مسبق. فأنت تترك نفسك تُقاد بالمظهر وتربط مظهرًا معينًا بقيم محددة أو ضد قيم معينة. قد يُشوّه شعرك الطويل أو الوشم أو المظهر غير المرتب رؤيتك. لا تنسَ أن المظاهر قد تخدع كثيرًا.
٢. يريدون إثبات شيء ليسوا عليه
هناك أشخاص يهتمون بشكل مبالغ فيه بالانطباع الذي يتركونه لدى الآخرين. في الواقع، يخصصون الكثير من الجهد لمحاولة عرض صورة معينة عن أنفسهم. وبدون وعي، يلاحظ الآخرون هذا الاصطناع أو التمثيل، مما يسبب النفور.أحيانًا يكشف محتوى كلامهم أو لغة جسدهم عنهم. على سبيل المثال، شخص مهندم أكثر من اللازم للحدث، ويتجنب النظر المباشر، أو يرفع ذقنه عند التحدث للآخرين، قد يبعث بإحساس زائف بالتفوق. هذا غالبًا ما يؤدي إلى أكثر من حالة كراهية من النظرة الأولى
.الإحساس والكراهية من النظرة الأولى
عندما يكون الفرق بين شخصين كبيرًا جدًا، من الممكن أن لا يتقبلا بعضهما البعض منذ اللحظة الأولى. في هذا السياق، قد تجذبنا الاختلافات أحيانًا، أو تثير فينا شعورًا بالرفض. حدوث أحد هذين الردين أو الآخر يعتمد على عدة عوامل، من بينها حالتنا المزاجية أو الطريقة التي يتعامل بها الآخر مع هذه الاختلافات.يعتمد الأمر أيضًا، وبشكل كبير، على مدى التزامنا برأينا حول موضوع معين. إذا كنا حساسّين جدًا تجاه السياسات البيئية، فسيكون من الصعب أن نرتاح لشخص يستهين بها. بطريقة ما، قد نشعر أن الشخص الآخر يسيء أيضًا إلى شيء يخصنا: البيئة المحيطة بنا.
نقص المهارات الاجتماعية
هناك أشخاص رائعون، لكنهم، مع ذلك، لم يطوروا مهاراتهم الاجتماعية. هذا، في الإطار الاجتماعي الذي نعيش فيه، لا يضعهم فقط في موقف غير مؤاتٍ، بل يجعل الآخرين يكرهونهم من النظرة الأولى. كأنهم أشخاص لا يندمجون، يثيرون الانزعاج. أحيانًا يكونون أخرقين، أو منطوين بشكل شديد، أو ببساطة وقحين. ليس لديهم أي فكرة عن كيفية بناء علاقة مع الآخرين بطريقة عفوية. يمكن أن يؤدي ذلك أحيانًا إلى شعور بالكراهية من النظرة الأولى. نقص المهارة في التعامل، خصوصًا في البداية، عندما لا توجد أي ألفة بعد، يمكن أن يصبح عائقًا أمام إقامة علاقة محتملة. كل ما في الأمر هو منح الوقت للوقت لمعرفة من تكون هذه الشخصية فعلاً.
يذكرك بشخص ما
أحيانًا، مهما حاولت التفكير، لا تستطيع فهم سبب شعورك السلبي تجاه شخص ما، حتى لو كنت تعرف أنه شخص ذو قيمة كبيرة. يحدث أن هذا الشخص قد يذكرك بشخص آخر مررت معه بتجربة سلبية. بشكل غير واعٍ، تربط بين هذا الشخص والآخر. ليس من الضروري أن يكون لديهم شبه جسدي. أحيانًا يكون مجرد حركة أو حتى لكنة. تفاصيل بسيطة تقودك إلى تذكر شخص آخر له معنى سلبي بالنسبة لك. هذا يعني ربما أنك لم تتجاوز ما حدث لك أو لم تتعامل مع المشاعر الناتجة عنه، وهذا يؤثر على حاضرِك. كم مرة شعرنا بالكراهية من النظرة الأولى ثم انتهى بنا المطاف إلى الإعجاب بالشخص الذي لم نكن نحبه في البداية؟ من المؤكد أن هذا قد حدث لنا في عدة مناسبات. الانطباعات الأولى قد تكون مخادعة جدًا. لا يستحق أحد أن نحبّه أو نكرهه بمجرد نظرة واحدة. من الأفضل دائمًا أن نعطي أنفسنا فرصة للتعرف على الشخص أكثر، بدلاً من قبوله أو رفضه بعد تواصل سطحي فقط.
ملاحظة تحريرية: في هذا المقال، عندما نشير إلى "الكراهية من النظرة الأولى"، فإننا لا نعني الكراهية الفعلية، بل الرفض بدرجة أكبر. ويُستخدم هذا التعبير كضد لـ "الحب من النظرة الأولى"، معارضًا بذلك المثالية.
