سارقة لم تكتفي .. تماماً كسارق فلسطين  .. وهي " الواسطة "

سارقة لم تكتفي .. تماماً كسارق فلسطين .. وهي " الواسطة "

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

سارقة لم تكتفي .. تماماً كسارق فلسطين  .. وهي " الواسطة " 

الواسطة .. كلمةُ تتجاوز كل القوانين ، كلمة تحمل في طياتها أشواك و سكاكين حادة تؤذي كل من يتعرض لها ، هي القوة والظلم والاقتدار في آن واحد ، ما يترتبها عليها لا يُخل فقط بالحاضر بل يصل جذوره للمستقبل وذلك لأن ما سيحدث هو ( الفشل الوراثي ) ( االفشل المجتمعي ) .

تأتي الواسطة لتسلُب أحلام الناجحين من أيديهم تنهبها منهم غصباً واقتداراً رُغم أنف أي شخص ، تأتي كالثور الهائج الذي يأتي وبه غضب وقوة تدميرية لا مثيل لها لا يُميز من أمامه ولا توقفه حواجز، تُسلب منه العقلانية لا يُبصر ولا يسمع هو فقط ينطلق ليدهس ويقتل ويفتك حياة أي مُعترض.

image about سارقة لم تكتفي .. تماماً كسارق فلسطين  .. وهي

تأتي كالقطار السريع الذي لا يهتم بالكم الهائل التي دهسه في طريقه فهو يسير بأقصى سرعة مدمراً داهساً كل ما هو أمامه ليصل لوجهته سريعاً حاملاً صاحبه المزعوم المرموق بالأعلى على الكرسي الجلدي  ، طريقه يخلو من الإشارات فمن ما خُطط له أيضاً أن لا يقف نهائياً مهما كان السبب وذلك لكي يحافظ على صاحبه ويسارع ليوصله لوجهته.

هي لا تهتم بأعداد من دمرتهم ، لا تهتم بالكم الهائل التي دهستهم في طريقها ، لا تهتم بمن حفرت له قبراً لتدفن به أحلامه وجهده بل ويدفن نفسه معهما ، لا تهتم بمن صفعته ليصمت صمتاً أبدي حاله كحال الأبكم ، لا تهتم بمن طعنته في صدره بخنجر تلِم لتمزق قلبه لأشلاء صغيرة لا عاد يصلُح للحياة، لا تهتم لمن طمست اسمه وجعلته بلا هوية وبلا حياة وبلا روح ، تأتي لتنهش وتخرق وتسلب حقاً هو في الأساس حق من حقوق الإنسان .

تسلُب من أيدي الحافرين في الصخر الذين كُسرت أظافرهم ومُزقت جلودهم الذين عانوا ورأوا الشقاء بكل ألوانه وأشكاله لتُقدم للأخرين على طبق من ذهب ، تسلُب من ما يستحق لتُطعم من لا يستحق بملعقة من ذهب ، تُطعم من لم يذوقوا الألم والشقاء والكفاح بل كل ما ذاقوه هو النعيم والترف الأبدي ، تسلُب من أهل الحق لتُطعم من هم ليسوا أهلاً لهذا الحق.

هي لا تكتفي بذلك بل تفرش لهم الأرض ورداً وزهوراً وحريراً بل ونعيم مادي والأهم من ذلك هو النعيم النفسي ، لا تضمن لهم الفرصة هذه فقط بل تضمن لهم الحياة القادمة بأكملها ، وإذا انتقلنا للجزء الأخر من الصورة نجد الصورة تنزف ، فالضحايا تكدسوا بعضهم فوق بعضهم بعدما دهسهم القطار وهاجمهم الثور، وانقسمت الصورة نصفان لا عدل بها وسقطت أرضاً بعدما غرقت بالدماء.

ختاماً من جانبها لا تكتثر لمن رحلوا ،الأهم هو الاستمرار في التحطيم والتدمير لإبراز الأخرين الذين هم في الأصل كانوا أعداءً للنجاح لكن بائت محاولتهم لتدميره بالفشل فقرروا أن يعوضوا ذلك بسرقة وسلب واستحواذ نجاحات الأخرين ونسبها لهم عن طريق ( الواسطة ).

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
شيماء حسن جمال تقييم 5 من 5.
المقالات

5

متابعهم

6

متابعهم

12

مقالات مشابة
-
إشعار الخصوصية
تم رصد استخدام VPN/Proxy

يبدو أنك تستخدم VPN أو Proxy. لإظهار الإعلانات ودعم تجربة التصفح الكاملة، من فضلك قم بإيقاف الـVPN/Proxy ثم أعد تحميل الصفحة.