2 ديسمبر يوم ذكرى إلغاء الرق والعبودية العالمي

2 ديسمبر يوم ذكرى إلغاء الرق والعبودية العالمي

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

2 ديسمبر يوم ذكرى إلغاء الرق والعبودية العالمي

كتبت: شيماء حسن جمال

في مثل هذا اليوم، الموافق 2 من ديسمبر من كل عام، يتم الاحتفال باليوم العالمي لإلغاء الرق والعبودية، وهو اليوم الذي يذكر باتفاقية الأمم المتحدة بقرار منع الإتجار بالأشخاص واستغلال الغير في البغاء والتي صدر في 2 ديسمبر 1949م.

مصطلح الرق يعد انتهاكًا خطيرًا لحقوق الإنسان ومتمثل في العديد من الأشكال منها؛ العمل الجبري الذي يعد مشكلة عالمية، والزواج القسري، والإتجار بالبشر، والعمل لمجرد سداد الديون، والعمال المهاجرين الذي جرى الإتجار بهم بغرض الاستغلال الاقتصادي والاستغلال الجنسي وأسوأ أشكاله التجنيد القسري للأطفال لاستخدامهم في النزاعات المسلحة، وأي شكل يدخل فيه العنف والإكراه والخداع واستغلال الطاقة الجسدية وسوء المعاملة والتنكيل والإهانة وحتى إساءة استخدام السلطة.

وهدف هذا اليوم هو محو كل أشكال الرق المعاصرة، التي تحدث في العالم متخطيه الحدود العرقية والثقافية والدينية والإنسانية، والتي تتمثل في أساليب مختلفة تطورت ونمت عبر العصور، ورغم حظر العبودية في أنحاء العالم، إلا أنها ما زالت موجودة بمسمى جديد يسمى (العبودية المعاصرة)، ووصل عدد المتضررين حوالي 40 مليون شخص معظمهم نساء وأطفال الذين يمثلن ٧١٪ من الضحايا، وتعد والولايات المتحدة والعرب من بين أوائل الشعوب التي مارسو العبودية، ولا تزال موريتانيا تمارس هذه الظاهرة حيث تهيمن النخبة الناطقة بالعربية على الدولة، وهؤلاء يعرّفون أنفسهم على أنهم بِيض، ويمثلون ثلث السكان، أما المُستعبَدون فهُم السمر ومن يُطلق عليهم لقب (الحراطين) ويشكلون نحو 40% من السكان، وهم محرومون من الكثير من حقوق المواطنة، والذين لم يستعبدوا منهم يشكلون نحو 30% من السكان، والنسب تقل في بعض مناطق السودان، وليبيا، وبعض الدول الإفريقية.

image about 2 ديسمبر يوم ذكرى إلغاء الرق والعبودية العالمي

الأمم المتحدة

وذكر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، في اليوم الدولي لإلغاء الرق: "إن الاحتجاجات العالمية ضد العنصرية المنهجية أدّت إلى تجديد الاهتمام بإرث من المظالم فى جميع أنحاء العالم، مؤكدًا أن الرق ليس مجرد مسألة تاريخية فحسب".

وأضاف: "تتأثر الفئات الفقيرة والمهمشة، وخاصًة الأقليات العرقية والإثنية والشعوب الأصلية والمهاجرين، تأثرًا غير متناسب بأشكال الرق المعاصرة"، مشيرً إلى أن عدم المساواة بين الجنسين يزيد فرص أنماط التمييز، وحث جميع فئات المجتمع على تعزيز جهودها الجماعية لإنهاء الممارسات القاسية، قائلًا: "أدعو إلى تقديم الدعم لتحديد الضحايا والناجين وحمايتهم وتمكينهم بسبل؛ منها المساهمة في صندوق الأمم المتحدة للتبرعات من أجل مكافحة أشكال الرق المعاصرة".

حيث اعتمدت الأمم المتحدة الثاني من ديسمبر ليكون يومًا عالميًا لمواجهة جميع أشكال الرق، وتذكيراً  بأن الحرية ليست امتيازًا، بل حقًّا من حقوق الإنسان، يأتي هذا اليوم  لإعادة تقييم السياسات، ومراجعة التقدم، وكشف ما تبقى من الانتهاكات التي تختبئ خلف ستار القوانين والمواثيق.

كرامة الإنسان في الإسلام

جاء الإسلام في زمن كان استعباد البشر جزءًا لا يتجزأ من البنية الاقتصادية والاجتماعية للمجتمع، فبدأ بإحداث ثورة أخلاقية تدريجية تُعلي وترفع من قيمة الإنسان وتعيد تعريف العلاقة بين البشر على أساس الكرامة والمساواة، وجعل الإسلام العتق أحد أبواب القربات العظمى، وربط تحرير الرقاب بأكثر من موقف تشريعي وروحي، فجعله كفارة لكثير من الذنوب والأخطاء، مثل القتل الخطأ، والظهار، واليمين؛ وفي إشارة واضحة أشار أن تحرير الإنسان ليس خيارًا ثانويًا، بل شكل أساسي و طريقًا لتطهير النفس وتهذيب السلوك، كما شجّع النبي صلى الله عليه وسلم على عتق الرقاب، وامتدح من يُنفق ماله في تحرير إنسان، وجعل ذلك من أعظم أبواب البر.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
شيماء حسن جمال تقييم 5 من 5.
المقالات

12

متابعهم

10

متابعهم

18

مقالات مشابة
-
إشعار الخصوصية
تم رصد استخدام VPN/Proxy

يبدو أنك تستخدم VPN أو Proxy. لإظهار الإعلانات ودعم تجربة التصفح الكاملة، من فضلك قم بإيقاف الـVPN/Proxy ثم أعد تحميل الصفحة.