10 ديسمبر اليوم العالمي لحقوق الإنسان
10 ديسمبر اليوم العالمي لحقوق الإنسان
حقوق الإنسان هي حقوق نتمتع بها لمجرد أننا بشر، لا تمنحنا إياها أي دولة، تأتي هذه الحقوق العالمية للجميع، مع اختلاف جنسيتهم، ونوعهم، وأصلهم، ولونهم ودينهم، ولغتهم، ومنها حقوق جوهرية كحق العيش، وأخرى جديرة كحق الغذاء والتعليم والعمل والصحة والحرية.
حيث يحتفل المجتمع الدولي بيوم حقوق الإنسان في 10 من ديسمبر كل عام، الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1948، لكن انطلق الاحتفال بهذا اليوم رسميًا عام م1950، ودعت فيه جميع الدول والمنظمات الدولية إلى اعتماده عالميًا، وتخصيصه لحقوق الإنسان.
يوم حقوق الإنسان يُكرّس لإحياء ذكرى أحد أبرز التعهدات العالمية في التاريخ: الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، الغير قابلة للتصرف، والتي يتمتع بها كل إنسان لمجرد كونه إنسانًا، بغض النظر عن العرق أو اللون أو الدين أو الجنس أو الرأي السياسي أو الأصل القومي أو الاجتماعي أو الثروة أو المولد أو أي وضع آخر.
وكونه (معيارًا مشتركًا لجميع الشعوب والأمم)، يُعد مخططًا عالميًا للقوانين والسياسات الدولية والوطنية والمحلية، وأساسًا متينًا لجدول أعمال 2030 للتنمية المستدامة، تُرجم إلى 577 لغة، مما جعله أكثر الوثائق ترجمة في العالم.
يأتي يوم حقوق الإنسان كتذكير بأهمية المساواة والعدالة والكرامة للجميع في مختلف أنحاء العالم، لأنه هو ركيزة كرامتنا، ولا يقتصر على الحماية فقط، بل وعلى السعادة واستعادة الأمان إلى الحياة، فهو متمثل في الطعام الذي نأكله، والهواء الذي نتنفسه، والكلمات التي ننطقها، والفرص التي نسعى إليها.
أيضًا جاء الإسلام لإنقاذ الإنسان من تسلط الإنسان، وتقرير إنسانية الإنسان، ورفـع كرامته، وحفظ حقوقه، وإيقاف عملية اتخاذ الأرباب من دون االله، والعودة بالبشرية إلى خالقها الواحد، وأسرتها الإنسانية الواحدة، وتقرير حق الكرامة والمساواة الذي لا علاج لمشكلة الإنسان بدونه، وتخليص الإنسان بالإيمان من بواعث الذل والمهانة والاستعباد، ولم يكفل الإسلام للإنسان حق الحياة فحسب بل كفل له حق الاستمتاع بالحياة ، وسخر ما فيها، وأفسح له المجال لإشباع رغباته وحاجاته منها ما عدا ما فيه ضرر له أو لغيره، وفي ذلك يقول تعالى : " يسألونك ماذا أحل لهم، قل أحل لكـم الطيبـات " (المائدة: آية ٤)، " يأيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم " (المائدة: آيـة ٨٧(، " قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق " (الأعراف: آيـة .(٣٢، يوصي الإنسان بأخذ نصيبه والاستمتاع في حدود " لا ضرر ولا ضـرار " وفي ذلك يقول تعالى : " وابتغ فيما أتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك مـن الـدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك، ولا تبغ الفساد فـي الأرض أن الله لا يحـب المفـسدين " (القصص: آية ٧٧). فالاستمتاع بالحياة حق شرعه الله للإنسان.
وقد ذكرت الأمم المتحدة، خمسة أمور أساسية يجب أن يعرفها الجميع عن حقوق الإنسان، ألا وهي:
1 /حقوق الإنسان عالمية وغير قابلة للتصرف: هي ليست منحة من الدول، ولكنها ملك لجميع الناس في كل مكان، تتجاوز هذه الحقوق العرق أو النوع الاجتماعي والجنسية أو المعتقد، وتضمن المساواة المتأصلة والكرامة للجميع، وتشمل حقوقا متأصلة مثل الحق في الحياة الذي تنص عليه المادة الثالثة من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والحقوق المتعلقة بالتعليم والصحة، وبمعنى أنه لا يمكن سلبها إلا في ظروف قانونية محددة مثل السجن بعد اتباع الإجراءات القانونية الواجبة.
2 /حقوق الإنسان متساوية ومترابطة وغير قابلة للتجزئة: كفالة أحد الحقوق تعتمد في كثير من الأحيان على الحقوق الأخرى، على سبيل المثال الحق في التعليم يعد أساسيًا لممارسة الحقوق السياسية مثل التصويت في الانتخابات، والحق في الصحة والحصول على المياه النظيفة حيوي للحق في الحياة والكرامة.
إدراك هذا الترابط، أمر أساسي لمعالجة القضايا الدولية المعقدة، والتعامل مع أحد هذه المجالات قد يؤدي إلى تحقيق تقدم في المجالات الأخرى، مثلما هو الحال مع المساواة الجنسانية والحد من الفقر، وبالمثل فإن تجاهل أحد الحقوق قد يؤدي إلى أثار تراكمية تضر بالأفراد والمجتمعات بأشكال عديدة.
3 /الإعلان العالمي لحقوق الإنسان هو نقطة تحول: حقوق الإنسان ليست مجرد أفكار مجردة، بل أصبحت معايير قابلة للتنفيذ عبر إعلانات ومواثيق وقوانين، وُلد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بعد فظائع الحرب العالمية الثانية واُعتمد عام 1948 ليصبح أول بيان شامل بشأن حقوق الإنسان العالمية.
4 /التزامات على الدول ولدعم للأفراد: جميع الدول صادقت على واحدة على الأقل من اتفاقيات حقوق الإنسان الأساسية التسع، بالإضافة إلى أحد البروتوكولات الاختيارية التسعة، يعني ذلك أن على الدول التزامات وواجبات بموجب القانون الدولي، لاحترام وحماية حقوق الإنسان.
5 /يوم حقوق الإنسان: منصة للعمل: يوم حقوق الإنسان يحيي ذكرى اعتماد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، ويعد منصة للتفكر في الإنجازات والكفاح المستمر في هذا المجال.
شيماء حسن جمال.
