من الطبيعة إلى المجتمع: لماذا لا ينطبق المنهج العلمي بالكامل على دراسة الظواهر الإنسانية ؟

من الطبيعة إلى المجتمع: لماذا لا ينطبق المنهج العلمي بالكامل على دراسة الظواهر الإنسانية ؟

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

من الطبيعة إلى المجتمع:

 لماذا لا ينطبق المنهج العلمي بالكامل على دراسة الظواهر الإنسانية ؟

في القرن الماضي، عارض مجموعة من العلماء والفلاسفة مبدأ تطبيق المنهج العلمي على الدراسات الاجتماعية، معتقدين أن دراسة الظواهر الاجتماعية مستحيلة التحقيق بسبب الاختلافات والتباين بين ظواهر العلوم الطبيعية والاجتماعية. .

image about من الطبيعة إلى المجتمع: لماذا لا ينطبق المنهج العلمي بالكامل على دراسة الظواهر الإنسانية ؟

على الرغم من أن تاريخ العلوم يشير إلى أن العديد من المواضيع لا يمكن دراستها علميا بشكل صحيح، إلا أنه يمكن الآن بحثها علميا.

ولا يزال بعض العلماء والفلاسفة يرددون مقولات قديمة ويزعمون أنه من المستحيل دراسة الظواهر الاجتماعية وفق قواعد المنهج العلمي.

وتدور مطالب المعارضين حول عدد معين من الأسئلة المرتبطة بتعقيد الأوضاع الاجتماعية واستحالة إجراء التجارب.

image about من الطبيعة إلى المجتمع: لماذا لا ينطبق المنهج العلمي بالكامل على دراسة الظواهر الإنسانية ؟

وسنعرض هذه الاعتراضات ثم نرد عليها بما يلي:

1- تعقيد المواقف الاجتماعية: 

تخضع الحياة الاجتماعية لعدد كبير من المؤثرات النفسية والطبيعية والثقافية والاجتماعية. تتكون المجموعات البشرية من مجموعات من الأفراد يختلفون عن بعضهم البعض في الجوانب النفسية.

إن الظواهر الاجتماعية التي تنشأ في الجماعة من اجتماع الأفراد، ومن تبادل آرائهم ووجهات نظرهم، ومن اندماج رغباتهم وإرادتهم، تبدو للمعارضين معقدة للغاية.

في الواقع، لا ينبغي قبول هذا الادعاء، لأن الادعاء بأن المواقف الاجتماعية أكثر تعقيدا من المواقف المادية يأتي من حقيقة أن المعارضين يقارنون بين الظواهر الاجتماعية التي بدأ علماء الاجتماع في دراستها.

ويؤكد هربرت سيمون أن الرياضيات ستساعد في التغلب على التعقيد المنسوب إلى الظواهر الاجتماعية: "لقد أصبحت الرياضيات اللغة المهيمنة في العلوم الطبيعية، وهذا ليس لأنها كمية، بل لأنها تتيح، أولا، إيجاد حل واضح ودقيق الصيغة التي تعبر عن الظواهر المعقدة.

2- استحالة إجراء تجارب في العلوم الاجتماعية:

ومن يعارض مبدأ تطبيق المنهج العلمي في العلوم الاجتماعية يرى أن استخدام التجريب في العلوم الاجتماعية أمر مستحيل. وبحسبهم فإن التجارب تقوم على مبادئ أساسية أهمها التعريف والضبط من جانب الباحث.

كذلك فإن الباحث في العلوم الاجتماعية عندما "يقوم بالتحليل والتعريف والفرد، عليه أن يستخرج عناصر من وضع عام شمولي، تتشابك فيه هذه العناصر المكونة وتتشابك، على عكس تشابك الحبكة والسلسلة.

3- عدم القدرة على تحقيق القوانين الاجتماعية:

ويرى المعارضون لمبدأ تطبيق المنهج العلمي أنه من المستحيل التوصل إلى قوانين اجتماعية تماثل في الدقة قوانين العلوم الطبيعية، وذلك لعدة أسباب منها:

1- تخضع المجتمعات المختلفة لتغيرات اجتماعية مستمرة. ولذلك فإن الظروف المتشابهة لا تبقى على حالها إلا خلال فترات تاريخية مختلفة.

2- لا تخضع الظواهر الاجتماعية لمبدأ "الحتمية" الذي تخضع له الظواهر الطبيعية بحكم الحرية التي يتمتع بها الإنسان.

3- وما يزيد من صعوبة وضع القوانين التي تساعد على تصحيح التنبؤ في العلوم الاجتماعية هو التأثير المتبادل بين التنبؤات والأحداث المتوقعة. فإذا قلنا أن إحدى السلع الموجودة في السوق سوف تختفي بعد شهر، فإن الناس سوف يسارعون إلى شراء هذه السلعة وتخزينها في المنزل، بحيث تختفي من الأسواق بعد يوم أو يومين. على سبيل المثال، أن سعر الأسهم سيرتفع على مدى ثلاثة أيام ثم ينخفض، ثم... ومن الواضح أن كل شخص متصل بالسوق سيبيع أسهمه في اليوم الثالث.

4- بعد الظواهر الاجتماعية عن الموضوعية:

ويرى من يعارض استخدام المنهج العلمي في الدراسات الاجتماعية أن الظواهر الاجتماعية ترتبط بالجانب الذاتي للإنسان ولا يمكن دراستها بالطرق الموضوعية. علماء الاجتماع هم أفراد يعيشون في مجتمعات ويتفاعلون مع الظروف المعيشية الموجودة هناك.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

908

متابعهم

615

متابعهم

6672

مقالات مشابة
-