
واقع الإشراف التربوي القائم على تمكين المدرسة
يعيش العالم اليوم حالة مذهلة من التطور المستمر على صعيد التكنولوجيا والتقدم العلمي في مختلف المجالات، وهذا يفرض على المجتمعات التغيير الحتمي الذي يتلاءم مع هذا التطور، ومنها النظام التعليمي، حيث تفرض على المؤسسات التربوية الاعتناء بإكساب الطلاب معارف ومهارات تتلاءم مع احتياجات سوق العمل ومتطلبات العصر، وتسهم في إعدادهم للأدوار الإيجابية الفاعلة في مجتمعاتهم، ويتطلب ذلك التغيير في وظائف المدرسة، وفي دور المشرف التربوي الذي لم يعد قاصراً على الزيارات الصفية والمدرسية، بل تجاوزه إلى أمور أخرى فرضتها التحديات التي يواجهها المشرفون التربويون كقادة للعملية التربوية.
ويعد الإشراف التربوي نظاماً متكاملاً في حد ذاته، ومع ذلك فهو نظام فرعي من نظام كلي هو النظام التعليمي في المجتمع، وبذلك يستمد أهدافه من فلسفة المجتمع التي تعكس بدورها حياة المجتمع، وما تشهده من تطورات اجتماعية واقتصادية وحضارية([3])، ويعتبر الإشراف التربوي عملية إنسانية شاملة لعناصر التربية طلاباً، ومعلمين، وإداريين وفنيين، وهو متعدد الأغراض كطرائق التدريس والمنهاج والتقويم والأجهزة والمعدات، والوقت والأنشطة الصفية واللاصفية، والجو النفسي الاجتماعي داخل الصف وخارجه.
يجب على المشرف التربوي إذا واكب التطور التربوي واهتم به واستقر في فكره وأسلوبه، أن ينقل هذا الأسلوب إلى المعلمين ليحقق المردود التربوي كاملاً، فالإنماء المهني للمعلمين من أهم أدوار المشرف التربوي، فهو يقوم بأدوار عدة، منها ما يتعلق بالمنهج الدراسي، والتقويم، وتوظيف الوسائل والأنشطة وغيرها من الوظائف والأدوار المناطة به.
تعاريف الإشراف التربوي:
التعريف الأول: “ نشاط موجه يعتمد على دراسة الوضع الراهن، ويهدف إلى خدمة جميع العاملين في مجال التربية والتعليم، لانطلاق قدراتهم ورفع مستواهم الشخصي والمهني يحقق رفع مستوى العملية التعليمية ويحقق أهدافها”.
التعريف الثاني:
“ عملية قيادية ديمقراطية تعاونية منظمة تُعنى بالموقف التعليمي بجميع عناصره من مناهج، ووسائل، وأساليب، وبيئة، ومعلم، وطالب، وتهدف إلى دراسة العوامل المؤثرة في ذلك الموقف وتقييمها، للعمل على تحسينها وتنظيمها من أجل تحقيقٍ أفضل لأهداف التعليم والتعلم”.
التعريف الثالث:
“ هو عملية تعمل على النهوض بعمليتي التعليم والتعلم كليهما، ومعنى أن تشرف هو أن تنسق، وأن تحرك، وأن نوجه نمو المدرسين في اتجاه يستطيعون معه باستخدام ذكاء التلاميذ، وأن يوجهوه إلى أغنى وأذكى مساهمة فعالة في المجتمع وفي العالم الذي يعيشون فيه”.
وعرفته وزارة التربية بأنه" عملية فنية شورية قيادية إنسانية شاملة غايتها تقويم وتطوير العملية التعليمية والتربوية بكافة محاورها".
الإشراف التربوي الداعم :
خدمة أكاديمية وتربوية يقدمها المشرف التربوي إلى الموظفين التابعين له بصفة خاصة وإلى المؤسسات التربوية (المدارس) بصفة عامة بأساليب وممارسات إشرافية حديثة وبتوظيف فاعل لتقنيات التعليم ومصادر التعلم المتنوعة عبر اتصال تفاعلي قائم على الود والثقة والدعم والمساندة.
المشرف التربوي:" كل من يمارس عمل الإشراف التربوي، من المنتسبين إلى الوظائف الفنية بوزارة التربية والتعليم كمهنة أساسية أو كعملية ضمن الدور الوظيفي، ويشمل المعلم – المعلم الأول- المشرف المقيم (مدير المدرسة) – المشرف المحلي – المشرف المركزي – المشرف الوزاري – ومديرو الإدارات التربوية والتعليمية، وإدارات وأقسام ووحدات الإشراف التربوي".
تمكين المدرسة:
منح منسوبي المدارس حرية واسعة للتصرف حيال الأعمال التي يؤدونها وتوسيع نطاق السلطة المفوضة والمشاركة في صنع القرارات ورسم السياسات ورؤية الإدارة العليا .
المراجع:
([1]) شلدان، فايز والقدرة، حامد؛ درجة ممارسة مشرفي المرحلة الأساسية الأولية لأساليب الإشراف التربوي في ضوء الاتجاهات المعاصرة وسبل تطويرها، مجلة جامعة القدس المفتوحة للأبحاث والدراسات التربوية والنفسية، المجلد الخامس، العدد 17 ، 2017م، ص191.
([2]) معايير الإشراف التربوي؛ هيئة تقويم التعليم والتدريب، المملكة العربية السعودية، 2020م، ص4.
([3]) العاجز، فؤاد علي وحلس، داود درويش: دليل المشرف التربوي لتحسين عمليتي التعليم والتعلم، كلية التربية، الجامعة الإسلامية، غزة، 2009م، ص13.
([4]) الفهدي وآخرون؛ فاعلية الإشراف التربوي في سلطنة عمان من وجهة نظر المعلمين، مجلة الدراسات التربوية والنفسية، جامعة السلطان قابوس، المجلد السابع، العدد الثاني، 2012م، ص201.
([6]) الشربيني، عادة: دور الإشراف التربوي في تحقيق الجودة في التعليم العام بالمملكة العربية السعودية، كلية التربية للبنات، أبها، المملكة العربية السعودية، 2009م، ص381.
([7]) كرشوم، عبدالله يحيى هادي، (2022م)، واقع الإشراف التربوي بمديريات محافظة عمران: مديرية ذيبين نموذجا، مجلة مركز جزيرة العرب للبحوث التربوية والإنسانية، مركز جزيرة العرب للبحوث والتقييم، المجلد الثاني، العدد الثاني عشر، ص 24
([8]) تيسير الدويك: أسس الإدارة التربوية والمدرسية والإشراف التربوي، عمان، دار الفكر، (د.ت)، ص110.
([9]) محمد حامد الأفندي: الإشراف التبوي ، القاهرة: عالم الكتب، الطبعة الثانية، 1976م، ص8.
([10]) وزارة المعارف، دليل المشرف التربوي، الإدارة العامة للإشراف التربوي، الرياض، 1419هـ، ص 25.
([11]) قدوري، هندية نزيه عبدالحفيظ، (2019م)، نموذج مقترح للإشراف التربوي في ضوء التوجه نحو تمكين المدرسة تجديد وتمكين، بحوث عربية في مجالات التربية النوعية، العدد الرابع عشر، 2019، ص112
([12]) الدليل الإجرائي للإشراف التربوي المدرسي، وزارة التربية والتعليم بالجمورية اليمنية، 2016م، ص328.