الفلاح الاصيل ذكاء الرئيس السادات  … كيف غيّر نائب الرئيس خريطة الشرق الأوسط؟

الفلاح الاصيل ذكاء الرئيس السادات … كيف غيّر نائب الرئيس خريطة الشرق الأوسط؟

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

الفلاح الاصيل ذكاء الرئيس السادات

… كيف غيّر نائب الرئيس خريطة الشرق الأوسط؟

 

 

 

 

image about الفلاح الاصيل ذكاء الرئيس السادات  … كيف غيّر نائب الرئيس خريطة الشرق الأوسط؟

يُعدّ عام 1969 محطة مفصلية في مسيرة الرئيس محمد أنور السادات السياسية. ففي هذا العام أظهر مهارة سياسية فريدة، وذكاءً استثنائيًا، وقدرة على إدارة التفاوض والتأثير في القادة، عندما كلّفه الرئيس جمال عبدالناصر بتمثيل مصر في **المؤتمر الإسلامي بالرباط** بعد حريق المسجد الأقصى. لم تكن مهمة السادات مجرد إلقاء كلمة باسم مصر، بل حمل على عاتقه **مهمة سرية بالغة الحساسية**: إعادة العلاقات بين مصر وإيران، بعد قطيعة امتدت منذ عام 1960.

أزمة مهمة.. وقائد استثنائي

سافر السادات إلى المغرب والصدمة الكبرى أن عبد الناصر منحه تفويضًا كاملًا، ليس فقط للحضور ولكن كذلك لـ **التفاوض باسم مصر**، وسط ظروف سياسية عربية غاية في التعقيد بعد هزيمة 1967. والملك فيصل – صاحب المبادرة – كان يراهن على قدرة السادات على إتمام الصلح مع الشاه محمد رضا بهلوي.

وصل السادات إلى الرباط، واتصل فورًا بالملك الحسن الثاني طالبًا ترتيب لقاء "على الحياد" في غرفته مع الشاه. لكن الرد جاء صادمًا:
**الشاه رفض**، وصرّح بأنه لن يأتي إلى نائب رئيس، وأن البروتوكول يفرض على السادات الذهاب إليه.

لكن السادات، الذي كان يقرأ النفوس قبل الكلمات، رفض الانكسار، وقرر أن يضع إيران أمام حقيقة مصر الجديدة.

السادات يشعل المؤتمر… ويتحكم بالمشهد

عندما ألقى الشاه كلمته، بدأ يتحدث عن تقديم مساعدات لمصر "إذا كانت قد تعلمت من هزيمتها". وهنا نهض السادات، وارتفع صوته قائلًا عبارته الشهيرة:
**"إن مصر لا تستجدي أي إحسان، والشرف العربي يأبى ذلك."**

ثم وجّه حديثه للشاه مباشرة، وردّد بيت شعر فارسي بمعنى:
*"من يأكل خبزه من عرق جبينه لا ينتظر مِنّة من أحد."*

اشتعلت القاعة، وردّ الشاه بسخرية:
*"هل نحن في منتدى شعري؟ لو أعلم لجلبت شعراء إيران معي!"*

لكن السادات لم يتراجع، وهاجم علاقة إيران بإسرائيل، ورفض شروط الشاه رفضًا قاطعًا، رغم علمه أن مهمته الأساسية هي التقارب معه! وبعد لحظات التوتر، يدرك السادات بدهائه أن الوقت يحتاج إلى تهدئة، فيلقي قصيدة فارسية أخرى تدعو للمحبة بين الشعوب، ويثني على والد الشاه.

وهنا تحدث المفاجأة الكبرى: **الشاه يصفق للسادات!**

الملك الحسن ينقل الخبر… والشاه يعيد حساباته

عاد الشاه إلى مقر إقامته غاضبًا من وزير خارجيته لأنه لم يخبره بأن السادات يتقن الفارسية ويتقن الشعر الإيراني القديم. وقال عبارته الشهيرة:
*"لا بد أنه رجل مثير للاهتمام… رتبوا اللقاء فورًا."*

وبالفعل، تم اللقاء التاريخي بحضور الملك فيصل، ثم جلس السادات والشاه منفردين لساعتين، وكانت هذه اللحظة بداية **صداقة امتدت حتى الموت**.

بعد وفاة عبدالناصر… إيران تبايع السادات في السر

يوم وفاة جمال عبدالناصر، أرسل الشاه رئيس وزرائه إلى القاهرة لحضور الجنازة، لكن السبب الحقيقي لم يكن الحضور الرسمي، بل **مبايعة السادات سياسيًا**، وإبلاغه دعم إيران الكامل له.

وبدأت العلاقات بين البلدين تعود تدريجيًا، حتى أصبحت في منتصف السبعينيات نموذجًا للتحالف السياسي.

الدعم الإيراني في حرب أكتوبر 1973

عندما بدأت حرب أكتوبر واشتدت الأزمة على مصر بسبب نقص البترول، اتصل السادات بصديقه الشاه، فجاء الرد أسطوريًا:
*"في الطريق إليك 600 ألف طن بترول… وأرسل وزير البترول ليحدد ما تحتاجونه تباعًا."*

ثم تبعها دعم مالي وصل إلى **900 مليون دولار**، وعرض إيراني بالمساهمة في إعمار بورسعيد بقيمة 250 مليون دولار.

وكان الشاه يردد دائمًا:
**"أخي أنور… لن أتخلى عنه أبدًا."**

السادات يفتح قناة السويس… والشاه يسانده

عندما قرر السادات فتح القناة لتوفير العملة الصعبة، أرسل له الشاه معدات ثقيلة لتطهيرها، وبعث ابنه "رضا" لحضور الافتتاح.

## **مبادرة السلام… والشاه هو العربي الوحيد الذي دعمه**

عام 1977، عندما أعلن السادات ذهابه للقدس، انقلب العرب ضده… إلا رجل واحد: **شاه إيران**.
جاء لأسوان في زيارة سريعة ليعلن دعمه الكامل، ثم سافر إلى السعودية يطالب بتأييد السادات.

السادات يرد الجميل… ويستضيف الشاه رغم تهديد أمريكا

بعد الثورة الإيرانية، رفضت كل دول العالم استقبال الشاه المريض. اتصل الرئيس الأمريكي جيمي كارتر بالسادات محذرًا من استضافته. لكن رد السادات كان حاسمًا:
**"أريد الشاه هنا… وأريده حيًا."**

واستقبل السادات الشاه بنفسه في المطار، وأدخله مستشفى المعادي ليستكمل علاجه، وبكى الشاه في الطريق قائلاً:
*"كل من ساعدتهم لم يردوا المعروف… إلا أنت."*

خاتمة

أحداث الرباط 1969 تكشف جانبًا عظيمًا من ذكاء السادات. رجل يفهم السياسة كفن، لا كصدام، ويقرأ النفوس قبل المواقف. بدأ اللقاء مع الشاه بالرفض والسخرية، وانتهى بتحالف تاريخي تجاوز كل حسابات المنطقة.

لقد كان السادات – كما وصفه الشاه –
**"صديقًا نادرًا… ورجلًا لا يتخلى عن أصدقائه."**

رحم الله السادات والشاه.

 

ذكاء أنور السادات
مهمة الرباط 1969
العلاقات المصرية الإيرانية
السادات والشاه محمد رضا بهلوي
المؤتمر الإسلامي 1969
دعم إيران لمصر
السادات وحرب أكتوبر
قصة صداقة السادات والشاه
فتح قناة السويس 1975
زيارة الشاه لأسوان
مبادرة السادات للسلام
الدعم الإيراني لمصر 1973
السياسة الخارجية لمصر في عهد السادات
الملك فيصل والسادات
الشاه والسادات صداقة تاريخية

 

مقال شامل يكشف ذكاء الرئيس السادات في مهمة الرباط عام 1969، وكيف استطاع أن يحوّل خلافًا سياسيًا مع شاه إيران إلى صداقة استراتيجية غيرت تاريخ المنطقة. تعرف على التفاصيل الكاملة، دعم إيران لمصر في حرب أكتوبر، ومواقف لم تُروَ من قبل عن السادات والشاه.


 

المصادر الموثوقة

هذه وقائع مثبتة في مراجع تاريخية شهيرة، من بينها:

1. **مذكرات محمد أنور السادات – البحث عن الذات**
2. **كتاب Days of God** للمؤرخ *James Buchan* حول الثورة الإيرانية والشاه
3. **The Shah** – كتاب *Abbas Milani* (يتضمن فصولًا كاملة عن علاقته بالسادات)
4. **خطابات السادات الرسمية ومحاضر الخارجية المصرية 1969 – 1977**
5. **حوار الملك الحسن الثاني في قناة TF1 الفرنسية – 1981**
6. وثائق وزارة الخارجية الأمريكية **(FRUS – Middle East 1969, 1973, 1977)**
7. كتاب **“السادات – الحقيقة والأسطورة”** للكاتب محمد حسنين هيكل (رغم اختلافه مع السادات لكنه نقل الوقائع بدقة).


 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
احمد المصرى Pro تقييم 4.99 من 5. حقق

$0.16

هذا الإسبوع
المقالات

318

متابعهم

121

متابعهم

910

مقالات مشابة
-
إشعار الخصوصية
تم رصد استخدام VPN/Proxy

يبدو أنك تستخدم VPN أو Proxy. لإظهار الإعلانات ودعم تجربة التصفح الكاملة، من فضلك قم بإيقاف الـVPN/Proxy ثم أعد تحميل الصفحة.