تم إجراء العديد من الدراسات للإجابة عن السؤال: ممّ يندم معظم الناس؟ إحدى هذه الدراسات كانت مشهورة جدًا، وأُجريت مع أشخاص كانوا يقتربون من الموت، إما بسبب إصابتهم بأمراض عضال، أو بسبب تقدمهم الكبير في السن.بروني وير (Bronnie Ware)، وهي ممرضة أسترالية متخصّصة في الرعاية التلطيفية لمرضى الحالات النهائية، قررت أن تطرح هذا السؤال مباشرة. كانت تعلم أن الناس يصبحون أكثر صدقًا ونضجًا عندما يشعرون أن حياتهم تقترب من نهايتها. وعندما سألتهم عمّا يندمون عليه، كانت إجابة أغلبهم متشابهة جدًا: أنهم لم يعيشوا حياتهم كما كانوا يتمنّون.
"ما فائدة الندم، إذا كان لا يمحو شيئًا مما حدث؟ أفضل أنواع الندم هو ببساطة أن نتغير." شعرت بروني وير أن تلك الإجابات كانت بمثابة اكتشاف عميق بالنسبة لها، فقررت أن تكتب كتابًا جمعت فيه أقوال مرضاها. ووجدت أن هناك خمسة أمور محددة يندم عليها الناس أكثر من غيرها. ومنذ ذلك الحين، تغيّرت حياتها تمامًا. عندما كانت بروني وير تسأل مرضاها، كانت معظم إجاباتهم تتضمن عبارة: "يا ليتني فعلت...". بعبارة أخرى، معظم الناس يندمون على ما لم يفعلوه، أكثر مما يندمون على ما فعلوه.
تشير أكثر خمس إجابات شيوعًا إلى أن أبرز أسباب الندم هي ما يلي:
عدم امتلاك الشجاعة الكافية لفعل ما كان يرغب فيه حقًا، بل فعل ما كانت تفرضه عليه التزاماته. أما ثاني أكبر ندم فهو تخصيص وقتٍ طويلٍ جدًا للعمل؛ إذ قال كثير من مرضى "وير" إن أغلى سنوات حياتهم ضاعت بين جدران المكتب الأربعة. أما السبب الثالث الأكثر شيوعًا للندم فهو عدم التعبير عن المشاعر، أي الصمت حين كان ينبغي التحدث، سواء تعلق الأمر بمشاعر إيجابية أو سلبية. وندَمٌ آخر كبير يتمثل في عدم محاولة التواصل مع الأصدقاء القدامى للحديث عن الحياة؛ فغالبًا ما نُهمِل أصدقاء الطفولة أو الأصدقاء المقربين. وأخيرًا، نسبة كبيرة من الأشخاص الذين قابلتهم "وير" ندموا على أنهم لم يسعوا ليكونوا أكثر سعادة. وكما نرى، فإن معظم مشاعر الندم تتعلق بما لم يُفعَل، لا بما فُعِل بشكل خاطئ أو بالأخطاء المرتكبة، بل بما تُرك دون أن يُنجَز.الـ«أنا المثالي» و«الواجب أن يكون»في جامعة كورنيل أُجريت دراسة أكثر تنظيمًا حول شعور الناس بالندم وأسبابه. وكما حدث في المقابلات غير الرسمية التي أجرتها "بروني وير"، أجاب معظم الناس بأن ندمهم كان بسبب ما لم يفعلوه. وفي هذه الحالة، ذهب الباحثون أبعد من ذلك وحللوا الأسباب التي أدت إلى حدوث ذلك.
وفقًا لتوماس غيلوفيتش وشاي دافيداي، اللذين قادا هذا البحث، فإن الأمر كله يتعلق بمفهوم "ما يجب أن يكون" و"الذات المثالية". يشير "ما يجب أن يكون"، كما يوحي اسمه، إلى ما يراه كل شخص صائبًا وأخلاقيًا ومحبّذًا. إنه المجال المتعلق بالواجب الأخلاقي، وفقًا لمعتقدات كل إنسان وقيمه.
أما "الذات المثالية" فتمثل ما يرغب المرء أن يكونه، بغضّ النظر عمّا إذا كان يتوافق أو لا مع "ما يجب أن يكون". في "الذات المثالية" تكمن الأحلام والطموحات والمثل العليا. إنها النموذج الذي نطمح إلى الوصول إليه، ذلك الذي نودّ أن نصبحه.
الناس يندمون لأسباب ملموسة. استنادًا إلى مفهومي "ما يجب أن يكون" و"الذات المثالية"، توصّل الباحثون من جامعة كورنيل إلى استنتاج مثير للاهتمام. فعندما يخون الإنسان "ما يجب أن يكون"، يشعر بنوع من "تأنيب الضمير" الفوري، ولهذا يسعى الناس إلى إصلاح هذا الندم أو التعامل معه من خلال إجراءات عملية.
لنرَ مثالًا على ذلك: شخص لم يذهب لزيارة عمه المريض رغم علمه بأنه بحاجة إلى مساعدته. وعندما توفي العم، شعر هذا الشخص بندم عميق لأنه لم يكن متّسقًا مع ما كان يجب أن يفعله. ومع ذلك، يبدأ بالتفكير والتأمل في الأسباب التي جعلته لا يفعل ذلك، وربما يبكي في الجنازة، أو يطلب الغفران رمزيًا عمّا قصّر فيه. لا يحدث الأمر نفسه مع "الذات المثالية". فالناس لا يقومون بطقوس لمسامحة أنفسهم لأنهم لم يصبحوا رواد الفضاء الأكثر شهرة، أو لأنهم لم يقرروا الإبحار في سفينة متجهة إلى القارة القطبية الجنوبية. بل يبقى ذلك في وعيهم مجرد حلم أو وهم لم يتجسد في الواقع. وفي نهاية الحياة، يندمون على عدم تحقيقه، لأن مثل هذا الندم هو طريقة لمعالجة ما لم يحدث ولن يحدث أبدًا.
في هذا المقال المدهش، نستعرض معًا أغرب التجارب العلمية في تاريخ البشرية — تجارب تجاوزت كل حدود المنطق والعقل! من محاولات إحياء الموتى بالكهرباء، إلى تجارب التحكم في العقل والسلوك، وصولًا إلى تجارب غامضة لم يُكشف سرها حتى اليوم.
لقد علّمنا توت عنخ آمون أن المجد لا يقاس بطول العمر ولا بعدد الحروب، بل بما يتركه الإنسان من أثر خالد في ذاكرة الإنسانية. وها هو الملك الصغير، بعد أكثر من ثلاثة آلاف عام