ما الفرق بين  ثقافة الانسجام والصحة؟

ما الفرق بين ثقافة الانسجام والصحة؟

تقييم 5 من 5.
1 المراجعات

 ما الفرق بين  ثقافة الانسجام والصحة؟

الـ«سيتاي» هو حركة، وهو انسجامٌ حيويّ، وهو صحة. نحن أمام ممارسةٍ جسديةٍ تمتد جذورها إلى نوعٍ من الثقافة اليابانية التقليدية التي أسّسها المعالج هاروتشيكا نوغوتشي. الحديث عن السيتاي يعني قبل كل شيء الحديث عن فنّ الحركة التلقائية، تلك القادرة على تجديدنا، وتخفيف توترنا، ومنحنا نشاطًا وحيويةً مدهشة. من المحتمل أن يكون مصطلح «سيتاي» جديدًا تمامًا على كثيرٍ منّا. وقد يخطر ببالنا أنه نوعٌ من الممارسات المشابهة لليوغا أو التاي تشي أو حتى اليقظة الذهنية (الميندفولنس). لكنّ الأمر ليس كذلك؛ فنحن لا نتحدث هنا عن انضباطٍ حركيٍّ تكون فيه كل حركةٍ محددة مسبقًا، أو عن استراتيجياتٍ أساسية تهدف إلى غايةٍ علاجيةٍ معينة.

image about ما الفرق بين  ثقافة الانسجام والصحة؟

الـ«سيتاي» ليست علاجًا ولا تقنية تأمل ولا حتى انضباطًا روحيًا. في الحقيقة، هي شيء أفضل وربما أكثر طموحًا. السيتاي هو نوع من الثقافة التي توجهنا نحو أسلوب حياة أبسط، حيث نعود إلى الثقة بالحياة بعمق، ونصبح قادرين على دعم صحتنا الجسدية والعقلية. «دع جسدك يتحرك بطريقة عفوية، وسيوازن نفسه بنفسه. الثقة بهذه الحكمة الفطرية هي مفتاح ثقافة السيتاي».

السايتاي أو أهمية الحركة الصحية

الحركة هي الحياة، وجميعنا نعرف ذلك. ومع ذلك، فإننا أحيانًا نخطئ الفهم، فنمارس أنواعًا من الحركات التي في الحقيقة تُفقدنا الصحة والتوازن الداخلي والراحة النفسية.
في قصة «أليس عبر المرآة»، نجد مثالًا رائعًا يصف تمامًا حال مجتمعنا الحالي. فعندما تصل أليس إلى مملكة الملكة الحمراء، تكتشف أن سكانها مُجبرون على الجري باستمرار فقط ليبقوا في نفس المكان، وإذا أرادوا الوصول إلى مكانٍ محدد، فعليهم أن يركضوا "بشكل أسرع". وهذا بالضبط ما نفعله نحن، نركض كل يوم بسرعة أكبر لأن عالمنا يزداد تطلبًا يومًا بعد يوم. ولكن هذا النوع من الحركة يتعارض مع طبيعة أجسامنا. ففي أحيان كثيرة، تسير عقولنا أسرع من وتيرة الحياة، بينما يسير الجسد أبطأ من رغباتنا، لأننا نتآكل، ولأن التوتر والضغط يُقيداننا، فيظهر الألم والإرهاق، ولا نعود قادرين على العطاء أكثر من ذلك…نحن مقيّدون بشروط المجتمع، ولا شك في ذلك، وهذا بالضبط ما يذكّرنا به "السايتاي". ومن هنا يقترح علينا أن نُفعّل نوعًا آخر من الحركة، حركة مُجدِّدة، حيوية وعفوية، حيث تستعيد كلّ أجزاء كياننا (الجسدية، النفسية والطاقية) انسجامها من جديد.

فوائد السِيتاي
كما أشرنا، فإن السِيتاي هو نوع من الثقافة، وتمثل ممارسة كاتسوغين أُندو الأساس الذي يميزها، فهي تدعونا إلى أمرٍ لسنا معتادين عليه كثيرًا: أن نتحرك بحرية ووفقًا لاحتياجاتنا.
وعندما يدخل أحدهم لأول مرة إلى صف كاتسوغين أُندو، سيجد مجموعة من الأشخاص يتحركون كما يشاؤون، يقومون بتمددات حرة، يرقصون وعيونهم مغلقة، يستلقون على الأرض، أو يبحثون عن الوضعية التي ترغب بها أذهانهم في تلك اللحظة. بهذا الشكل يمكننا أن نتخيل مدى الطابع التطهيري (التحرري) الذي يمكن أن تحققه هذه التمارين الحرة والحيوية والمجددة للطاقة.
فوائدها ملحوظة، ومنها:

  • تزيل آلام الظهر وتقي منها، إذ تساعد هذه الممارسة على استقامة العمود الفقري وتحسين مرونته.
  • تخفف القلق والتوتر بدرجة كبيرة، مما يساعدنا على إدارة الضغط النفسي في حياتنا اليومية بشكل أفضل.
  • تنعش المشاعر الإيجابية، فنشعر بمزيد من الحيوية، والانطلاق، والانفتاح على التجارب.
  • تعزز الثقة بالنفس.
  • تحسن صحة الجهاز الهضمي وتقوّي الجهاز المناعي.

الـ "سيتاي" ممارسة الحركات اللامتناهية
الـ "سيتاي" هو ممارسة الحركات اللامتناهية، حيث يمكن لكل واحدٍ منا أن يعبّر عن نفسه بطريقته الخاصة، ويتحرك كما يشاء مثل لاعبي السيرك في الهواء وهم يستمتعون بحريتهم. ومع ذلك، هناك جانب يجب أن نأخذه بعين الاعتبار: إذ يُولي كاتسوجن أندو اهتمامًا خاصًا بعمودنا الفقري. الحركات في هذه الممارسة حرة، ولكن يجب أن تراعي الانسجام المناسب للحفاظ على هذا المحور الفقري، والذي يجب أن يترافق أيضًا مع تنفسٍ عميقٍ ومتوازن.
وفيما يلي بعض التمارين الأساسية:

  • انظر إلى الأعلى وارتفع على أطراف أصابع قدميك. استرخِ وتنفس بعمق.
  • قدّم كتفيك للأمام لبضع ثوانٍ ثم عد إلى الوضع الأصلي. كرر هذه الحركة بينما تمشي بهدوء واسترخاء.
  • حرّك خصرك إلى اليسار واليمين مع إبقاء ظهرك مستقيمًا، ودَع ذراعيك ترافقان الحركة ليصبح التمرين أكثر انسجامًا.
  • حرّك بطنك وحوضك ومنطقة أسفل البطن ببطء، دون توتر، مع السماح لجسمك بالمرونة والحرية والديناميكية.

وفي الختام، إنّ أجمل ما في السيتاي هو أنه يدعونا إلى تذكّر وجود نوعٍ آخر من الثقافة، تلك التي تسير بإيقاعٍ مختلف، وتتحرك وفقًا لاحتياجاتنا الأساسية.
اعتناق هذا المفهوم لا يكلّف شيئًا، تمامًا كما لا يكلّفنا شيئًا أداء بعض هذه التمارين التي يقترحها كاتسوجن أندو. أنصت إلى جسدك، وثِق به، وابحث عن الانسجام من خلال الحركات التي يمليها عليك هو نفسه.

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
Dina Salah تقييم 4.97 من 5.
المقالات

453

متابعهم

46

متابعهم

4

مقالات مشابة
-
إشعار الخصوصية
تم رصد استخدام VPN/Proxy

يبدو أنك تستخدم VPN أو Proxy. لإظهار الإعلانات ودعم تجربة التصفح الكاملة، من فضلك قم بإيقاف الـVPN/Proxy ثم أعد تحميل الصفحة.