*جمال وأسرار محافظة القليوبية.. قلب الدلتا النابض ومهد التاريخ*
جمال وأسرار محافظة القليوبية.
. قلب الدلتا النابض ومهد التاريخ

تُعد **محافظة القليوبية** واحدة من **أجمل محافظات مصر** وأكثرها تميزًا في موقعها وتاريخها وثقافتها.
ورغم قربها من العاصمة القاهرة، إلا أن الكثيرين لا يعرفون ما تخبئه من **كنوز تاريخية، ومواقع أثرية، وطبيعة خلابة، وصناعات عريقة** جعلت منها قلبًا نابضًا في شمال مصر.
في هذا المقال نكشف **أسرارًا لا يعرفها الكثيرون** عن هذه المحافظة الساحرة، التي جمعت بين **الأصالة والحداثة** في لوحة مصرية فريدة.
أين تقع محافظة القليوبية؟
تقع القليوبية في **إقليم القاهرة الكبرى**، ويحدها من الجنوب **القاهرة**، ومن الشرق **الشرقية**، ومن الغرب **المنوفية**، ومن الشمال **الدقهلية**.
وتبلغ مساحتها حوالي **1,001 كيلومتر مربع**، مما يجعلها من المحافظات المتوسطة المساحة لكنها **كثيفة السكان** ومليئة بالحيوية.
تضم القليوبية **8 مراكز رئيسية** هي: بنها (العاصمة)، قليوب، شبرا الخيمة، القناطر الخيرية، الخانكة، طوخ، كفر شكر، والعبور.
هذا الموقع الاستراتيجي جعلها **صلة الوصل بين الوجه البحري والقبلي**، ومركزًا تجاريًا وصناعيًا مهمًا منذ مئات السنين.
بنها.. العاصمة الهادئة على ضفاف النيل
مدينة **بنها** هي عاصمة القليوبية، وتُعد من أقدم المدن على ضفاف **نهر النيل**.
اسمها في الأصل من اللغة المصرية القديمة "بِن-ها"، أي “بيت الجدار”، وقد كانت محطة مهمة على طريق التجارة بين الوجهين القبلي والبحري.
وتشتهر اليوم بجامعة بنها العريقة، وبمزارعها المنتجة للفواكه، خاصة **المانجو والفراولة** التي تشتهر بجودتها العالية.
كما تضم المدينة معالم جميلة مثل:
*كورنيش بنها النيلي** الذي يُعد من أجمل أماكن التنزه.
* **قصر محمد علي** الذي يجمع بين الطراز الأوروبي والروح المصرية.
*حديقة بنها العامة** التي تُعد متنفسًا طبيعيًا لأهالي المحافظة.
القناطر الخيرية.. لؤلؤة النيل وسحر الطبيعة
من أشهر مناطق القليوبية وأكثرها جمالًا هي **القناطر الخيرية**، التي أنشأها **محمد علي باشا** في القرن التاسع عشر للتحكم في مياه النيل وتوزيعها على الترع الزراعية.
لكن مع مرور الوقت، تحولت القناطر إلى **جنة خضراء على النيل** يقصدها الزوار من كل مكان للاستمتاع بجمال الطبيعة.
ومن أسرارها أنها تضم:
*أكثر من 20 حديقة عامة** تمتد على جانبي النيل.
* **جسور حجرية فريدة** على الطراز الأوروبي.
*أقدم قناطر في مصر**، لا تزال تعمل حتى اليوم لتنظيم مياه النهر.
كما تُعد القناطر وجهة سياحية شهيرة خلال الأعياد والمواسم، حيث تمتزج **الخضرة بالمياه والهواء العليل** في مشهد لا يُنسى.
تاريخ القليوبية العريق وأصول اسمها
يرجع اسم **القليوبية** إلى مدينة **قليوب** القديمة، التي كانت مقرًا لحكم الإقليم في العصور الوسطى.
وقد سُميت بهذا الاسم نسبة إلى قبيلة "قلبوب" العربية التي استقرت فيها بعد الفتح الإسلامي لمصر.
وتُعد المحافظة من **أقدم مناطق الاستقرار الزراعي في دلتا النيل**، حيث وُجدت بها آثار فرعونية قديمة في مناطق مثل **شبين القناطر وطوخ**.
ومن الحقائق النادرة أن بعض المناطق بالقليوبية كانت تُعرف في العصور القديمة بأسماء فرعونية مثل "كوم أشتوم" و"نفر حر" و"كفر الجزار"، ما يدل على **عمقها التاريخي الممتد منذ آلاف السنين**.
آثار ومعالم تاريخية لا يعرفها الكثيرون
تضم القليوبية **كنوزًا أثرية** قد لا يعرفها الكثيرون، رغم قربها من القاهرة.
من أبرزها:
**تل أتريب** في بنها: كان عاصمة لإقليم أتريب الفرعوني، واكتُشف به معبد كبير للإلهة “حتحور” وتماثيل فرعونية نادرة.
**كنيسة مار جرجس الأثرية** بشبرا الخيمة، من أقدم الكنائس في مصر.
**مسجد سيدي عبد الله الورّاق** في قليوب، الذي يعود إلى القرن الثامن الهجري.
**قصر محمد علي بالقناطر**، تحفة معمارية فريدة تجمع بين الطرازين العثماني والأوروبي.
هذه المعالم تجعل القليوبية ليست مجرد محافظة زراعية أو صناعية، بل **متحفًا تاريخيًا مفتوحًا** يروي قصة مصر عبر العصور.
الزراعة في القليوبية.. خضرة لا تنتهي
تُعتبر القليوبية من أكثر المحافظات خصوبة في دلتا النيل، حيث تعتمد بشكل أساسي على الزراعة.
تشتهر بزراعة **المانجو، والفراولة، والموالح، والخضروات، والقمح**، وتُعد من أهم المحافظات الموردة للأسواق المصرية.
ومن المعلومات التي لا يعرفها كثيرون أن القليوبية هي **أكبر محافظة منتجة للفراولة في مصر**، وتُصدر كميات ضخمة منها إلى أوروبا.
كما تُعد من أوائل المحافظات التي استخدمت **الري الحديث** في الزراعة للحفاظ على المياه وتحسين الإنتاج.
القليوبية.. قلعة الصناعة المصرية
رغم طابعها الزراعي، إلا أن القليوبية تُعد من **أهم المحافظات الصناعية في مصر**.
ففيها مناطق صناعية ضخمة مثل:
* **شبرا الخيمة**: أشهر المناطق الصناعية في البلاد منذ عهد محمد علي، وتضم مصانع الغزل والنسيج والمعادن والأثاث.
* **العبور**: مدينة صناعية حديثة تضم مصانع غذائية وكيميائية وهندسية متطورة.
* **الخانكة**: مركز كبير لصناعة الورق والمنتجات البلاستيكية.
هذا المزيج بين الزراعة والصناعة جعل القليوبية **نموذجًا متكاملًا للاقتصاد المتنوع** في مصر الحديثة.
التعليم والثقافة.. منارة علمية في قلب الدلتا
تضم المحافظة **جامعة بنها**، إحدى الجامعات الحكومية المرموقة في مصر، التي تمتلك كليات متعددة في الطب والهندسة والآداب والعلوم والزراعة.
كما تُعد القليوبية مركزًا نشطًا للحياة الثقافية، ففيها قصور ثقافة ومكتبات عامة وفرق فنية شبابية.
ومن الحقائق المدهشة أن عدد الطلاب الجامعيين في القليوبية **من أعلى المعدلات في مصر بالنسبة لعدد السكان**، ما يعكس اهتمام أبنائها بالتعليم والمعرفة.
مشروعات التنمية الحديثة
تشهد القليوبية في السنوات الأخيرة **طفرة تنموية كبيرة**، بفضل قربها من العاصمة واهتمام الدولة بتطوير إقليم القاهرة الكبرى.
من أهم هذه المشاريع:
* تطوير **الطريق الدائري الإقليمي** الذي يمر بعدة مراكز بالمحافظة.
* إنشاء **كوبري بنها – المنصورة الجديد** لربط الدلتا بالعاصمة.
* تطوير **المنطقة اللوجستية ببنها** لتكون مركزًا تجاريًا حديثًا يخدم الوجه البحري.
هذه المشاريع جعلت القليوبية **محافظة جذب استثماري وسكاني متنامية**.
أهل القليوبية.. كرم وطيبة وإبداع
يتميّز أبناء القليوبية بصفات أصيلة مثل الكرم، والهدوء، وحب العمل، والانتماء الشديد للأرض.
كما خرج من القليوبية **شخصيات بارزة** في مختلف المجالات، من علماء وأدباء وفنانين، منهم الدكتور **محمود القلعاوي**، والمفكر **محمد عمارة**، والكاتب **إبراهيم أصلان**، وغيرهم.
خلاصة الجمال والأسرار
محافظة القليوبية ليست مجرد “محافظة قريبة من القاهرة”، بل هي **كنز حقيقي** من التاريخ والطبيعة والعمل الدؤوب. فيها الماضي العريق الذي ترك آثاره في كل زاوية، وفيها الحاضر المزدهر الذي يبني مستقبلًا واعدًا لأبنائها. إنها **لوحة مصرية نابضة بالحياة**، تجمع بين النيل والزراعة والصناعة والتاريخ، وتستحق أن تُعرف كما يجب. ((محافظة القليوبية – القناطر الخيرية – بنها – معلومات عن القليوبية – تاريخ القليوبية – القليوبية اليوم – السياحة في القليوبية – جامعة بنها – الصناعة في القليوبية – الزراعة في القليوبية))