لا أحب إظهار المودة في العلن": ما الذي يخفيه هذا الشعور بعدم الارتياح حقًا
"لا أحب إظهار المودة في العلن": ما الذي يخفيه هذا الشعور بعدم الارتياح حقًا
ربما لا تُظهر المودّة في العلن لأنك تشعر بالحرج، أو بسبب تربيتك، أو لطبيعة شخصيتك. اكتشف المزيد من الأسباب وتغلّب على هذا الشعور بعدم الارتياح من خلال النصائح التي نقدّمها لك

.هل تشعر بالحنين عندما ترى الآخرين يُظهرون المودة، لكنك تجد صعوبة في إظهار مشاعرك في العلن؟
لستَ الشخص الوحيد الذي يمرّ بذلك. هذا لا يعني أنك بلا مشاعر، بل إنها حالة من عدم الارتياح يصعب التعامل معها، لأنك لا تريد أن يُسيء الآخرون فهم تصرفك. نعم، من الممكن أن مشاعر المودة تجاه الآخرين موجودة، لكن المشكلة تكمن في عدم معرفة كيفية التعبير عنها. عادةً ما يرتبط هذا السلوك بانخفاض تقدير الذات، الذي يجعلك تعتقد أن مشاعرك لا تستحق أن تُعبَّر عنها؛ كما يرتبط بالخجل وبـ"الألكسيثيميا" (وهي صعوبة أو عجز في التواصل العاطفي وتكوين الروابط مع الآخرين). ومع ذلك، قد يكون للعائلة، أو القواعد الاجتماعية، أو حتى لطبيعتك الشخصية دور في ذلك. فلنُعمّق النظر في ما الذي يمنعنا من إظهار المودة وكيف يمكننا تجاوزه.
هكذا هي شخصيتك
ربما أنت شخص انطوائي وتعتبر أن إظهار المودّة في الأماكن العامة أمر خاص وشخصي. لا بأس في عدم التعبير عن مشاعرك أمام الآخرين إذا كان ذلك جزءًا من شخصيتك؛ فالأشخاص الذين يعرفونك حقًا يفهمون هذا الجانب ويحترمونه. وفي مواقف أخرى، قد يشعر الانطوائيون بعدم الارتياح لأنهم قد يُجبرون على التصرف بطريقة تزعجهم.
أسلوب التنشئة
إنّ النمو في أسرة لا تُظهر المودة يؤثر على الشخص في المستقبل، إذ قد لا يُظهر هو أيضًا مشاعره بسهولة. تشير مقالة في مجلة الطلاق وإعادة الزواج (Journal of Divorce & Remarriage) إلى أنّه "إذا نشأ الأشخاص في عائلات لم يكن فيها الاتصال الجسدي أو إظهار المودة العلني أمرًا مُشجَّعًا، أو كان حتى مُثبَّطًا، فقد يشعرون بميلٍ أقل لإظهار المودة في الأماكن العامة". ومن المهم التوضيح أن ليس جميع من تربّوا في مثل هذه البيئات يجدون صعوبة في التعبير عن المودة أمام الآخرين.
ليس لغتك في الحب
شارك الخبير في العلاقات غاري تشابمان خمسة لغات للحب. إحداها هي اللمس الجسدي، المرتبطة بعلامات المودة. ولكن هناك أربع لغات أخرى: كلمات التقدير، وتقديم الهدايا، وقضاء وقت ممتع معًا، وأعمال الخدمة. ربما تكون لغتك واحدة من هذه الأخيرة.
الخوف من الحكم
تجعل التجارب السلبية السابقة والقلق الاجتماعي الشخص يشعر بأن إظهار المودة في العلن يجعله عرضة للانتقادات.
مثل: "لن أحتضنك لأن الناس ينظرون"، أو "إذا قبلتك سيسخرون منا". يحدث ذلك لأن الشخص الذي مر بتجارب مؤلمة في الماضي لا يريد تكرارها حتى لا يستعيد الألم أو يُحكم عليه من الآخرين.
المعايير الثقافية والاجتماعية
في بعض البلدان تُعَدّ مظاهر المودّة العلنية غير لائقة. وعلى الرغم من أن ذلك يُعَدّ أمرًا طبيعيًا داخل ثقافتهم، فإن الشخص القادم من هذه البلدان، إذا هاجر أو تعامل مع أجانب، قد يجد صعوبة في التخلّي عن عادات بلده الأصلية. كذلك، هناك معايير اجتماعية تفرض قيودًا، مثل أن يكون الرجال أقلّ تعبيرًا عن مشاعرهم. وفي هذا الصدد، أظهرت دراسة أُجريت على طلاب جامعيين ذكور أن “التواصل العاطفي لدى المشاركين يتجلّى من خلال الضربات والدفع والألفاظ النابية، ويرتبط بالنظام المعياري المغاير للجنس في المجتمع الأبوي”
.كيف تتجاوز هذه العوائق؟
بمجرد أن تعرف سبب صعوبة إظهارك للعاطفة في العلن، ابدأ باتباع استراتيجيات تساعدك على التقدم، مثل التوقف عن التفكير بأنك سيئ في التعبير عن المودة، بل على العكس، قدّر أنك تبذل جهدًا لتكون أكثر تعبيرًا. إليك بعض النصائح الإضافية:
- تعرّف على مشاعرك: عندما تكون واعيًا بها، يمكنك فهم مصدرها والعمل عليها لتقوية علاقاتك.
- تساءل عن مخاوفك: اسأل نفسك ما إذا كان الناس سيحكمون عليك حقًا لأنك تُظهر المودة في العلن، أم أن ذلك مجرد افتراض في ذهنك.
- ابدأ بخطوات صغيرة: جرّب إظهار المودة بطرق غير جسدية، مثل النظر في عيني الشخص أثناء الحديث، أو قول مجاملة لطيفة، أو إهداء ابتسامة.
- استعن باختصاصي: إذا كانت مجرد فكرة إظهار المودة أمام الآخرين تسبب لك توترًا وقلقًا وانزعاجًا، فقد يكون من المفيد طلب مساعدة خبير في الصحة النفسية لتعلّم كيفية تجاوز هذا الشعور بعدم الارتياح.
أن تصبح شخصًا أكثر عاطفة لا يحدث بين ليلة وضحاها؛ خذ الأمر خطوة بخطوة. من المهم أيضًا أن يعرف من حولك مخاوفك والمشاعر التي يثيرها لديك إظهار المودة في العلن؛ فإذا كانوا على علم بذلك، يمكنهم ayudarte. ليس هناك ما هو خاطئ فيك، فلا تضغط على نفسك. وإذا كانت شخصيتك تميل إلى التحفّظ، فالأشخاص الذين يعرفونك حقًا ويقدّرونك سيفهمون أنك، رغم صعوبة إظهارك للعاطفة في الأماكن العامة، تعبّر عنها بطريقتك الخاصة، ولا تحتاج لإثباتها أمام الجميع ليصدقوك.