بالحب وحده تسكن ذات المحب إلى ذات المحبوب

بالحب وحده تسكن ذات المحب إلى ذات المحبوب

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

بالحب وحده تسكن ذات المحب إلى ذات المحبوب

( لا نعدو الحقيقة في شيء حين نقول بأن وجود الإنسان، إنما هو في بدء الصلة بين الرجل والمرأة، إنه ثمرة سعي أحدهما إلى الآخر، بباعث من هوى النفس، وبكلمة أكثر شمولاً، بدافع  من الحب).

هذه العبارة تتناول فلسفة الإنسان وعلاقاته الإنسانية من منظور وجودي وعاطفي. يمكن تحليلها كالآتي:

الوجود الإنساني والصلات الاجتماعية:
تقول العبارة إن وجود الإنسان ليس مجرد واقع بيولوجي أو اجتماعي منفصل، بل مرتبط بالصلة بين الرجل والمرأة. بمعنى آخر، الإنسان يظهر ويستمر من خلال علاقاته الأساسية، وأهمها علاقة الجنسين.

الدافع وراء الصلة:
الصلة بين الرجل والمرأة ليست عشوائية، بل هي نتيجة سعي أحدهما إلى الآخر. هذا السعي يكون مدفوعًا بـ:

هوى النفس: الرغبة الفردية والإحساس الشخصي بالانجذاب.

الحب: وهو الدافع الأسمى والأكثر شمولاً، الذي يجمع بين الانجذاب الجسدي والنفسي والروحي، ويعطي الصلة بين الرجل والمرأة معنى أعمق من مجرد البقاء أو التكاثر.

الجانب الفلسفي:
العبارة تشير إلى أن الحب ليس مجرد شعور، بل عامل أساسي في وجود الإنسان، أي أن العلاقة العاطفية هي التي تمنح للحياة الإنسانية بعدًا ومعنى. فالحب هنا ليس فقط شعورًا، بل قوة وجودية تدفع الإنسان إلى البحث عن الآخر وتحقيق ذاته من خلاله.

باختصار، العبارة تقول: وجود الإنسان مرتبط بالحب والصلات بين الجنسين، فالحب هو المحرك الأساسي للقاء والارتباط بين الرجل والمرأة، ومن خلال هذا اللقاء يتجسد وجود الإنسان نفسه.

وبالحب – وهو ذاك القبس العلوي الذي جمع البارئ العظيم بسحره، بين هذين الكائنين – كان هذا العالم ولولاه لانعدم الحافز إلى عمارة الأرض بكل ما في هذه العمارة من معاني الحياة والدأب، والتطلع إلى الأمثل والأكثر جدة وحداثة.

وبالحب وحده تسكن ذات المحب إلى ذات المحبوب، وبصفائه يكون التصافي بينهما، وتغدوان ببقاء أثره اثنتين بالتعداد وواحدة في الوئام. وفي هذا المعنى يقول ابن حزم:" وقد علمنا أن سر التمازج والتباين في المخلوقات إنما هو الاتصال والانفصال، والشكل دائماً يستدعي شكله، والمثل إلى مثله ساكن، وللمجانسة عمل محسوس وتأثير مشاهد".

بالحب وحده تسكن ذات المحب إلى ذات المحبوب، وبصفائه يكون التصافي بينهما، وتغدوان ببقاء أثره اثنتين بالتعداد وواحدة في الوئام. وفي هذا المعنى يقول ابن حزم:" وقد علمنا أن سر التمازج والتباين في المخلوقات إنما هو الاتصال والانفصال، والشكل دائماً يستدعي شكله، والمثل إلى مثله ساكن، وللمجانسة عمل محسوس وتأثير مشاهد".<br />

والاستطراد حول ماهية هذا التوافق – بين مبدئي وجود الإنسان – يؤكد التلاقي في هذا الصدد بين معطيات الدين والعلم والفلسفة. وقد عبر المفكرون عن هذا التمازج القوي بين الجنسين بمدلول" العشق" الذي لا فناء له بين المتحابين إلا بالموت. وفيه يقول الشاعر:

إذا ما وجدنا الشيء علة نفسه *** فذاك وجود ليس يفنى على الأبد

هذه المشاكلة التي يولدها الحب، هي الباعث على المجاورة والمشاركة في لقاء الود وصفاء التناغم بين كل متحابين.

فالعشق ، وهو من مراتب الحب الأكثر طاقة واندفاعاً، " قوة مبثوثة في جوهر الموجودات البسيطة والمركبة على حد سواء".

بالحب وحده تسكن ذات المحب إلى ذات المحبوب، وبصفائه يكون التصافي بينهما، وتغدوان ببقاء أثره اثنتين بالتعداد وواحدة في الوئام. وفي هذا المعنى يقول ابن حزم:" وقد علمنا أن سر التمازج والتباين في المخلوقات إنما هو الاتصال والانفصال، والشكل دائماً يستدعي شكله، والمثل إلى مثله ساكن، وللمجانسة عمل محسوس وتأثير مشاهد".<br />

وإذا كان الحب ضروباً وأنواعاً، فمرد ذلك طبيعة الاتصال بين الكائنين، واختلاف باعث هذا الاتصال. فقد يكون حسياً وقد يكون عاطفياً وقد يكون أكثر مساساً بعالم الروح. وهكذا كان الحب مادياً حيناً، ووجدانياً عفيفاً طوراً آخر، وإلهياً صوفياً في مرحلة أعلى وأكثر اندفاعاً نحو الكمال. ومثل هذه الدرجات نجدها في تراث الحب بلغتنا وأدبنا، ولا سيما عند شعرائنا في القديم والحديث فعمر بن أبي ربيعة يمثل لنا الاتجاه الأول الذي يترجم بصدق عن الشخصية المادية أو الحضرية حين يقول:

إني امرؤ مولع بالحسن أتبعه *** لاحظ لي منه إلا لذة النظر

فالشاعر المخزومي يندفع وراء الصورة  الجميلة وإحساسه بالجميل هو الذي يحركه، والجميل لا يمكن أن يضبط بشكل محدد، وفي هذا سر هيام عمر بكل امرأة حسناء لأنها تعكس للحسن صورة واحدة، ولا يسع هذه الصورة مهما بلغت من الروعة، أن تشمل كل معاني الجمال.

فإذا أخذنا قول جميل بن معمر:

أبى القلب إلا حب بثنة لم يرد *** سواها وحب القلب بثنة لا يُجدي

ألفينا نمطاً من الحب مبايناً ومغايراً لسابقه. فالمحب هنا يرى الوجود كله وكل ما فيه من الروعة والبهاء في محبوبته الواحدة، لأن أمثال شاعرنا جميل إنما ينظرون بالقلب لا بالعين، بالعاطفة المكينة في النفس، لا بالنظرة التي تنطلق من الباصرة وحدها.

ولو ارتفعنا أكثر فأكثر في سلم الوجد فنحن نشرف من سماء العشق الإلهي على نفوس انعتقت من ماديتها وعواطفها ا لدنيوية لتنطلق نحو الجمال المطلق، جاهدة بكل قواها لبلوغ حالة من التسامي والقرب من ينابيع الفيض العلوي، وذاك هو حب الصوفيين الصادقين الذين ينشدون متعة الروح وخلاصها من شوائب دنيانا الأرضية، كما في قول ابن الفارض:

شربنا على ذكر الحبيب مدامة *** سكرنا بها من قبل أن يخلق الكرم

بالحب وحده تسكن ذات المحب إلى ذات المحبوب، وبصفائه يكون التصافي بينهما، وتغدوان ببقاء أثره اثنتين بالتعداد وواحدة في الوئام. وفي هذا المعنى يقول ابن حزم:" وقد علمنا أن سر التمازج والتباين في المخلوقات إنما هو الاتصال والانفصال، والشكل دائماً يستدعي شكله، والمثل إلى مثله ساكن، وللمجانسة عمل محسوس وتأثير مشاهد".<br />

تلك هي أهم اتجاهات الحب ودلالاته الرئيسة، والاتجاهان الأولان اللذان نحن بصددهما الآن، إنما يتجسدان بوضوح في أناشيد الغزلين من شعراء البوادي والحواضر وبين الفئة الأولى جميل بن معمر، وكثير عزة، ومجنون ليلى، وقيس لبنى وهؤلاء جميعاً من العذريين، وبين شعراء الفئة الثانية، المخزومي عمر بن أبي ربيعة، والأحوص، والعرجي، ووضاح اليمن ...

والفريقان من أعلام هذا الفن في العصر الإسلامي، الذين اتخذ الباحثون قصائدهم نموذجاً لمعايير الغزل في آثار الشعراء، خلال العصور الأدبية المختلفة. وأما أصحاب الوجد الإلهي فموضعهم في غير هذا السياق.

بالحب وحده تسكن ذات المحب إلى ذات المحبوب، وبصفائه يكون التصافي بينهما، وتغدوان ببقاء أثره اثنتين بالتعداد وواحدة في الوئام. وفي هذا المعنى يقول ابن حزم:" وقد علمنا أن سر التمازج والتباين في المخلوقات إنما هو الاتصال والانفصال، والشكل دائماً يستدعي شكله، والمثل إلى مثله ساكن، وللمجانسة عمل محسوس وتأثير مشاهد".<br />
التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

353

متابعهم

608

متابعهم

6669

مقالات مشابة
-