ظاهرة تشغيل الأغاني

 بصوت عالي في التكاتك وعربيات السيرفيس… إزعاج يومي وقانون غائب

تتصاعد في الشوارع المصرية ظاهرة تشغيل الأغاني بصوت شديد الارتفاع داخل **التكاتك** و**عربيات السيرفيس والأجرة**، وهي عادة أصبحت تسبب إزعاجًا كبيرًا للركاب والمارة، وتثير تساؤلات حول حدود الحرية الشخصية، ودور القانون، وتأثير هذا السلوك على الصحة العامة وجودة الحياة.

المشكلة لم تعد فقط في نوع الأغاني أو ذوق السائق، بل في **مستوى الصوت المبالغ فيه** الذي يحاصر الركاب داخل مساحة ضيقة ويجبرهم على سماع ما لا يريدون، في غياب شبه تام لرقابة تُطبّق بصرامة.

image about ظاهرة تشغيل الأغاني   بصوت عالي في التكاتك وعربيات السيرفيس… إزعاج يومي وقانون غائب

أولًا: لماذا أصبحت الظاهرة مزعجة؟

1. **إجبار الراكب على ما لا يريده**

الراكب يدخل التوكتوك أو الميكروباص لقضاء مشوار سريع، لكنه يجد نفسه فجأة محاصرًا بصوت مزعج يسبب توترًا، خصوصًا للكبار، وطلاب المدارس، ومرضى الضغط والصداع.

 2. **مساحة ضيقة تزيد الانزعاج**

عكس السيارات الخاصة، التوك توك ومساحات السيرفيس ضيقة جدًا، ووجود سماعات وقوداك كبيرة يزيد من قوة الصوت على الأذن بشكل مباشر.

 3. **أثر نفسي وصحي**

الصوت المرتفع يرفع هرمونات التوتر مثل الكورتيزول، ويُسبب:

* صداع
* فقدان التركيز
* عصبية
* تشتت للطلاب
* إجهاد سمعي قد يؤدي لضعف السمع مع الوقت عند السائق نفسه

4. **تأثير مجتمعي سلبي**

تشغيل الأغاني بشكل عشوائي يخلق **فوضى صوتية** ويؤثر على شكل الشارع العام ويزيد الإحساس بالعشوائية.

ثانيًا: لماذا يلجأ السائق لتشغيل الصوت العالي؟

* الهروب من الملل أثناء المشوار
* جذب الركاب (خاصة الشباب) بنوع معين من الأغاني
* تقليد الآخرين
* عدم وعي بخطورة الصوت العالي
* غياب رقابة حقيقية أو عقوبة رادعة

ثالثًا: موقف القانون ولوائح المرور

القانون المصري لم يتجاهل تمامًا الظاهرة، بل وضع قواعد واضحة تخص **الإزعاج** و**تشويه المركبة** و**استخدام أجهزة صوتية مخالفة**.

1. قانون المرور رقم 121 لسنة 2008 وتعديلاته**

ينص على معاقبة قائد المركبة إذا استخدم:

* أجهزة صوتية مزعجة
* استعمال آلات تنبيه على نحو يزعج الآخرين
* تركيب سماعات أو وحدات صوت تُغيّر في مواصفات المركبة دون ترخيص

**العقوبة:**
غرامة تتراوح ما بين **200 إلى 1000 جنيه** وقد تصل لسحب الرخصة إذا تكرر الفعل.

2. قانون الضوضاء والبيئة**

وفقًا لقانون البيئة رقم 4 لسنة 1994 وتعديلاته:
أي مصدر يسبب **تلوثًا ضوضائيًا** يعرض صاحبه لغرامة قد تصل إلى **5000 جنيه**.

3. لوائح المحافظات والمحليات**

بعض المحافظات (مثل القاهرة والجيزة) بدأت حملات ضد:

* التكاتك ذات الصوت العالي
* الميكروباصات التي تركب سماعات ضخمة
* السيارات التي تشغّل موسيقى تسبب إزعاجًا للمارة

لكن المشكلة الأكبر أن الحملات **موسمية** وغير مستمرة.

رابعًا: تأثير الإزعاج على الراكب داخل التوكتوك أو السيرفيس

1. **راكب لا يعرف كيف يشتكي**

معظم الركاب يشعرون بالحرج من طلب خفض الصوت.

 2. **قلة البديل**

الراكب مضطر يكمل المشوار لأنه لا يريد النزول في منتصف الطريق أو لا يجد وسيلة أخرى.

3. **فتيل مشاكل**

صوت عالي يزيد احتمالية المشاجرات بين السائق والركاب.

 4. **إجهاد سمعي فوري**

الأذن تتأثر بسرعة داخل مكان مغلق، خاصة مع سماعات غير مخصصة.

خامسًا: كيف يتم حل الظاهرة؟

1. فرض رقابة حقيقية**

مرور فعّال يطبق القانون على:

* إزالة السماعات الكبيرة
* منع تشغيل الموسيقى المفرطة
* مخالفات الركن والتشويه الصوتي

2. نشر وعي**

لازم يعرف السائق أن:

* الصوت العالي يضر أذنه قبل الآخرين
* ممكن يخسره زبائن
* مخالف للقانون

3. بديل محترم للسائق**

لو السائق يحب يسمع موسيقى، يسمعها بسماعة بلوتوث صغيرة أو مستوى صوت منخفض لا يؤذي أحد.

4. خطوط ساخنة للشكاوى**

تفعيل أرقام مثل:

* 136
* 122
* الخط الساخن لحماية المستهلك

 كلمة للركاب والسائقين

**للراكب:**
من حقك تمامًا تطلب خفض الصوت بطريقة محترمة، ولو السائق رفض، من حقك تنزل في أي وقت.

**للسائق:**
رزقك في رضا الناس، مش في إزعاجهم. الصوت العالي دمار لأذنك قبل غيرك، ويعرضك لغرامة وعقوبة.

ظاهرة تشغيل الأغاني بصوت عالي في التكاتك وعربيات السيرفيس أصبحت مصدر إزعاج يومي للمواطنين. تعرف على أسبابها، وأثرها الصحي، والقوانين المنظمة لها، والحلول المقترحة للحد من التلوث الضوضائي في الشارع المصري.

تشغيل الأغاني في التكاتك، إزعاج الركاب، صوت عالي الميكروباص، قانون المرور، التلوث الضوضائي، عقوبات الصوت العالي، القانون المصري، تشغيل أغاني التوكتوك، مخالفات السائقين، إزعاج المواطنين.