ليس خيال هو حلم طفل صغير وصالح الجعفراوي والعالم والأحلام  تحقق

طفل صغير ينام على صوت دوي قصف عنيف بدل من صوت والدته وهي تروي له قصة ما قبل النوم ، يقطع حلمه ويوقظه نفس صوت دوي القصف وهو محتضن دبه الصغير شلبي  ، يسرد لنا حلمه ودموعه تسيل على خده تاركةً حروقاً مكانها ،واصفاً لنا أنها أجمل نومة نامها في هذا المخيم 

قائلاً :حلمي هذا فررت به من واقعي الذي قسى علي بل علينا جميعاً ، لكن وجدتني عالق بالواقع  ..

( حلم بوطنه )

image about ليس خيال هو حلم طفل صغير وصالح الجعفراوي والعالم والأحلام  تحقق

كان يلعب مع زملائه بساحة المدرسة قبل أن يرن جرس انتهاء الفسحى ويتجهوا مستعدين لدرس حصة القران ، وعند انتهاء اليوم يجد والده ينتظره في الخارج  أمام باب المدرسة مستقبله بحماس وحب مهتماً عن أحواله وكيف مَر يومه مع زملائه ، يتحدثوا سوياً وفي طريقهم يتأمل منازل حيه الجميل والحيوانات الحرة والأطفال الذين يملؤهم الحياة ، يقطع ذلك وصوله لمنزله لمنه كان مدهشاً مشيداً  له جدران وأسقف ويملؤه الأثاث والأكل والحب وحوله الكثير من الأزهار والعصافير تغرد في سماء الله حرة طليقه ، يفتح الباب ويدخل محتضن والدته التي تنتظره بنظرات يملؤها الإحتواء والإشتياق وتخبره أن يستعد لوجبته على الغداء التي يحبها وهي( البازلاء) تجهز طاولة الطعام الصغيرة وتنادي عليهم ليصل كل منهم متخذاً موقعه على الطاولة ، بعدها يذاكر دروسه وسط إخوته ويسرد لهم أحداث يومه ، يشارف اليوم على الإنتهاء وتتلألأ النجوم في السماء لامعة لتجذب انتباهه وهو يلعب مع زملائه قُرب المنزل ، يلقي السلام على كل عابرٍ فهو صديق لسكان الحي ، الحي الذي يملؤه الترابط والتكاتف ولا أحد فيهم يكن ضغينة للأخر ، تقترب الساعة من 11 مساءاً  من خلف الشباك الخشبي الملون تنادي عليه والدته معلنةً أنه وقت نوم الصغير ، يرد عليها ويدخل للمنزل وينتهي يومه متجهاً نحو سريره الصغير الذي يملؤه الألعاب و (دب شلبي) التي أحضرته لها والدته هدية عيد ميلاده الماضي ، تأتي له ليختاروا قصة ما قبل النوم سوياً  ويختار هو قصته المفضلة غارقاً في حضن والدته بكل حنان ودفء العالم ثم تغطيه جيداً وتغلق الأنوار تاركةً إياه ليغفو غارقاً في أحلامه .

ولكن .. يوقظه صوت دوي انفجار قُرب المخيم التي يختبئ فيه هو ودبه الصغير ووالده ، تتساءلون عن والدته ؟

لقد رحلت .. رحلت شهيدة وهي تحتضنه ليست وهي تروي له قصة ما قبل النوم كالماضي، بل وهي تحميه ذات يوم قرروا فيه أن يستهدفوا خيمتهم والتي كانت هي أخر ماتبقى لهم ليحميهم من قسوة الحرارة والبرودة ، ليست الخيمة هي من كانت تحميه حينها بل والدته لكن المسعفين لم يستطيعوا إنقاذها ، ورحلت هي وبقي هو جسداٌ بلا روح محتضناً دبه الصغير والذكرى الوحيده التي بمثابة بصيص الأمل  . 

حلمنا جميعاً وحلم الشهيد الصحفي صالح الجعفراوي هوعودة الوطن للوطن .