تكوين العين:  أصل العين (العرق)

تكوين العين: أصل العين (العرق)

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

العين أصلاً جزء من المخ، والأخير جزء من الجلد الذي يغطي سطح الجسم في الجزء الذي يقع عند الظهر من الناحية العلوية. هذا الجزء من الجسد انخسف تحت السطح مكوناً جسماً اسطوانياً قصبياً، ليكون الجهاز العصبي مبتدئاً بالمخ الذي يتحدد إلى ثلاثة أقسام: قسم أمامي وقسم أوسط وقسم خلفي. والعين تنبثق من الجزء الأمامي للمخ عن اليمين وعن اليسار من الناحية البطنية، تظهران كل واحدة كانتفاخ يمتد إلى الخارج على جانبي المخ الأمامي يقال له جيب POUCH . هذا الجيب يكبر في حين أن مكان اتصاله بالمخ يصبح أكثر تحديداً واستدارة ويصير كالرقبة . ومن هذا الجيب البصري تتكون العين ومن هذه الرقبة يتكون العصب البصري.

هذا الجيب يستدير ويصبح كالكرة أو الحوصلة Cyst ثم ينخسف الجزء السفلي من هذه الحوصلة إلى الداخل فتصبح ذات جدارين خارجي وداخلي متصلين عند مكان الانخساف .

وحيث أن الجيب أو الحوصلة أصبحت ذات جدارين وأصبح لها فتحة كبيرة فإنها تصبح مشابهة للكوب ولذا يقال لها الكوب البصري Optic cup

وسينمو هذا الجدار الخارجي لهذا الكوب الطبقة الخارجية الملونة للشبكية ومن الجدار الداخلي الطبقات الداخلية للشبكة وهي الحساسة التي تبصر.

ثم يكسو هذا الكوب طبقة مغذية من الأوعية الدموية وهي التي تكون فيما بعد المشيمية والجسم الهدبي والقزحية (الطريق العنبي Uveal Tract) . ثم تحمى هذه الطبقة طبقة خارجية واقية من الألياف القوية التي تكون الهيكل الأساسي للعين ومنها تتكون الصلبة والقرنية . من هنا يتبين أن أساس العين هو الجهاز العصبي الذي هو أصلاً من الجلد. ولذلك فإن أغلب أمراض الجلد يمكن أن تظهر أو تؤثر بشكل ما في أنسجة العين. كما أن أغلب الأمراض العصبية لها ذيول يمكن أن تظهر في العين وبهذا يمكن الاستدلال عليها منها.

وحيث أن الأوعية الدموية التي تنفذ من وإلى العين لها ما يقابلها ويماثلها من الأوعية الدموية في الجسم فإن دراسة هذه الأوعية في العين تعطي النبأ اليقين عن حالتها وحالة قريناتها في مختلف أنحاء الجسم، مثل الكلى والقلب والمخ؛ هذه الأعضاء الحيوية التي تهيمن على صحة وعمر المريض. وهكذا فإن العين بدراستها دراسة دقيقة خارجيا وداخليا يمكن معرفة حالة الجسم الصحية على وجه الدقة مصداقا للقول المأثور " العين مرآة الجسم".

تركيب وتكوين العين:

العين مستديرة كالكرة وهي مطاطة مثلها إذا بعجتها إلى الداخل فإنها لا تلبث أن ترتد إلى حالتها الطبيعية الأولى ولكنها تختلف عن الكرة فيما يلي:

1-         إن المحتويات الداخلية للعين سائلة وليست هواء.

2-         إن الجزء الأمامي من جدار العين شفاف يسمح بدخول النور والمرئيات كما أنه يستطيع أن يشف عما وراءه في داخل العين.

جدار العين:

يتكون من جزء أمامي هو القرنية Cornea وجزء خلفي وهو الصلبة Sclera . والجزءان ملتحمان أحدهما بالآخر بحيث يتداخل الجزء الأمامي في الجزء الخلفي كما تتداخل زجاجة الساعة في الإطار المعد لها. وهذا التداخل نتج عن أن محيط القرنية أصغر من محيط الصلبة عند نقطة الالتحام مما أدى إلى إحاطة الصلبة بالقرنية إحاطة كاملة في خط دائري يسمى اللم Limbus . ولقد ترتب على هذا الالتحام وجود تخانة وسمك لهذا الخط مقداره حوالي 2 ملليمتر يكون مناصفة في الصلبة 1 ملليمتر والقرنية 1 ملليمتر.

والعين عموماً حيث أنها كروية الشكل فإن طولها من الأمام إلى الخلف يساوي تقريباً ارتفاعها من أعلى إلى أسفل وكذلك عرضها من الجانب الأيمن إلى الجانب الأيسر وكل مقداره حوالي 24 ملليمتر تقريبا. كما تكون القرنية (خمس)، جدار العين والصلبة (أربعة أخماسها). وحيث أن القرنية نسيج شفاف فإنه ينم عن لون الأنسجة التي تليه ألا وهي القزحية التي تختلف في اللون من فرد لآخر وتتدرج من اللون الأخضر إلى اللون البني الغامق أو الأسود أما الصلبة فهي الجزء الأبيض الخلفي الذي يلي القرنية.

فإذا نفذنا إلى داخل العين فإننا نجد أنها تتكون من:

-      قرص مستدير ملون خلف القرنية يسمى القزحية IRIS بمنتصفه توجد الحدقة أو البويب Pupil .

-      عدسة بلورية شفافة Lens خلف القزحية وظيفتها تحديد المرئيات وإجلاءها.

-      سوئال مائية تحيط بالقزحية والعدسة Aqueous Humour .

-      سائل هلامي يسمى الجسم الزجاجي Vitreous Body يملأ فراغ العين الخلفي ويشترك مع غيره من الأنسجة والسوائل في المحافظة على شكل العين.

-      الشبكية أو الطبقة الداخلية لجدار العين ووظيفتها الإحساس بالضوء والمرئيات.

-      المشيمية Choroid وهي الطبقة المغذية للعين والتي تتكون من أوعية دموية وتتواجد بين الشبكية والصلبة أي أنها تكون الطبقة الوسطى لجدار العين.

-      الجسم الهدبي Ciliary Body ، جسم له أهداب وظيفته إفراز السائل المائي والتحكم في شكل العدسة. وهو دائري الشكل ملتصق بجدار الصلبة الأمامي في شريط عرضه حوالي 6 ملليمتر بادئاً حيث تنتهي المشيمية ومنتهياً حيث تبدأ القزحية.

هذا الجسم ينتأ داخل العين كحلمة مثلثة الشكل تحيط بالعدسة التي تتصل به بواسطة أربطة معلقة ترتخي وتتوتر حسب إنقباض وانبساط عضلة الجسم الهدبي Ciliary Body . وبالتالي يتكيف شكل العدسة بالتكور أو التفلطح مما يؤدي إلى تغير في قوتها الفاقسة للأشياء القريبة أو البعيدة على التوالي. والسائل المائي الذي يحيط بالعدسة والقزحية يحتل فراغات داخل العين – الفراغ الأول يوجد بين القرنية والقزحية ويسمى الغرفة الأمامية ، والفراغ الثاني بين القزحية والعدسة ويسمى الغرفة الخلفية . وهناك فراغ ثالث كبير خلف العدسة والجسم الهدبي ويقع بينهما وبين الشبكية يوجد به سائل هلامي ذو قوام مثل الفالوذج يسمى الجسم الزجاجي . وهذا الجسم الزجاجي عضو ثابت مكون لتركيب العين مثل العدسة أو الجسم الهدبي. أي أنه نسيج أساسي من أنسجة العين وإنه إذا تعرض للفقدان فأنه لا يمكن أن يستعوض مرة أخرى ولكن يحل محله السائل المائي المفرز من الجسم الهدبي.

ويخرج من منتصف مؤخرة العين (تقريباً) العصب البصري الذي يصل الشبكية بمراكز الإبصار العليا في المخ الخلفي، وموضع خروج هذا العصب من العين يسمى القطب الخلفي . أما القطب الأمامي ، فيقع عند منتصف القرنية أو قمة القرنية ، كما أن الخط الواصل بينهما يدعى المحور الطولي ويقع متعامداً عليه في المسطح المداري Equatorial Plane المحور العمودي Vertival Axis . ويقسم المسطح المداري العين إلى جزأين أمامي وخلفي والمسطح الأفقي إلى جزأين علوي وسفلي.

والمسطح العمودي إلى جزأين أيمن وأيسر.

ويغطي العين جفنان علوي وسفلي وهما يلتحمان بها بواسطة غشاء رقيق شفاف يسمى الملتحمة Conjunctiva يغلف سطح الجفون الداخلي مبتدأ من الأطراف حيث توجد الأهداب ثم ينثنى على الصلبة ليغطى المقلة حتى منطقة اللم .

والجفون عبارة عن ثنيتين جلديتين علوية وسفلية تتحركان فوق المقلة وحينما يقتربان من بعضهما البعض تغلق العين فتستطيع الاحتماء خلفهما.

والمسافة بين الجفنين تسمى فتحة المقلة أو الشق الجفني Palpebral fissure وهو يحمل الأهداب Cilia كما يوجد به القنيوة الدمعية Canaliculus Lacrymal التي تبتدئ من عند نهايته الواسطة Medial End بفتحة صغيرة تسمى الثقب الدمعي Lacrymal Punctum متواجدة فوق حلمة صغيرة تسمى الحلمة الدمعية Lacrymal Papilla.

من هذا الثقب تبتدئ القنيوة الدمعية لتصب في الكيس الدمعي Lacrymal Sac المتواجد على جانب الأنف العلوي عند نهاية الشق الجفني. ومن هذا الكيس تخرج القناة الدمعية الأنفية (Naso-Lacrymal Duct) التي تصب في الأنف في الميزاب السفلي inferior Meatus . والسائل الدمعي تفرزه غدة دمعية (Lacrymal gland) تقع في الجانب العلوي الطرفي لسقف المحجر وذلك في تجويف صغير يسمى التجويف أو الحفرة الدمعية .

 المرجع:

كتاب العين، للدكتور محمد عبدالعزيز، الطبعة الأولى، 1983م، 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

265

متابعهم

597

متابعهم

6658

مقالات مشابة
-