مؤسس الدولة السعودية الأولى

مؤسس الدولة السعودية الأولى

0 المراجعات

 لقد ثبت في مدارج أنساب العرب الصحيحة: أن البيت السعودي المالك في المملكة العربية السعودية قد انحدر من صلب ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان.

وينتمي آل سعود إلى عشيرة عنزة من ضبيعة أحد أولاد نزار، ومن أسد شقيق ضبيعة انحدر بنو عبدالقيس بن أفصى بن دعمى بن جديلة وهم أهل هجر والبحرين.

وكانت منازل آل ربيعة بن نزار – ومنهم بنو وائل – في " حجر" من وادي اليمامة و" غبير" قرب الدرعية و"  القرنية" وما حولها بالقرب من بلدة " حريملا" كما قطن آل ربيعة هجر والقطيف وحجر اليمامة وما جاور هذه الديار.

وكان الأمير مانع بن المسيب ولقبه " المريدي" جد آل  مقرن بن مرخان – راجع نسب البيت السعودي – يقطن بلدة " الدروع" من أعمال القطيف، ويربطه بابن ذرع رئيس حجر اليمامة صلة نسب، فجمعت هذه الصلة بينهما وتراسلا حقبة من الزمن، وأسفرت هذه المراسلة عن دعوة الأمير مانع من القطيف، وأقطعه من أملاكه أرض " المليبيد" و" غصيبة" قرب الدرعية. فاستقر فيهما مع صحبه وآله، في سنة 850 هجرية. ولما توفي الأمير مانع تولى بعده ابنه ربيعة زمام الإدارة وكان حسن السيرة، جسوراً مقداماً، وحصل على شهرة بالغة في تلك الأصقاع وكثر أنصاره في كل مكان.

وكان آل يزيد وآل دغيثر يملكون الأراضي والدساكر الكائنة على حدود " المليبيد" و" غصيبة" فهاجم ربيعة منازل آل يزيد وسلبها.

وفي هذه الفترة من الزمن الضئيل كان الأمير موسى بن ربيعة قد اشتد ساعده، وحصل على شهرة أوسع من شهرة أبيه ربيعة وتزعم عشيرته في حياته، ثم احتال على أبيه وأراد قتله، ولكنه لم يصب منه مقتلاً، بل أصابه بجراح عديدة، وهنا خشي موسى مغبة الأمر، فالتجأ إلى حسن حمد بن حسن بن طوق في " العيينة" وآواه وأكرمه، وبعد راحة قصيرة جمع موسى عددا من أنصاره ومريديه وهاجم بهم آل يزيد في" النعمية" و" الوصيل" وقتل منهم أكثر من ثمانين رجلاً واستولى على منازلهم ودمرها، ومن آل يزيد اليوم آل دغيثر المعروفين !!!

لقد استمر الأمير موسى بن ربيعة في الولاية إلى أن توفاه الله، فتولى زمام الولاية بعده ولده إبراهيم، فأنجب هذا عدة أولاد أحدهم " مرخان" وتعاقب أولاده بعده على استلام الولاية، وكان أكبرهم وأشدهم مراسا وعدلاً الأمير مقرن، وهو جد آل سعود الأكبر.

وكان الأمير مرخان رحل مع عشيرته – وهي بطن من عنزة أهم العشائر العربية وأكثرها عدداً وأعظمها ثراء وأرهبها بطشاً- إلى جهات المدينة المنورة، فقطن بين خيبر وتيماء ومداين صالح والعلا، وأنجب أربعة أولاد الأول محمد، والثاني مقر ن، والثالث زيد، والرابع ربيعة.

فرحلوا إلى نجد، بحسب تقاليد وعادات العشائر الكبيرة، وطلباً للمرعى، وبعد إقامتهم فيها مدة من الزمن، اختاروا عيشة الحضارة، على عيشة البداوة، فسكنوا في قرية " عرقة" وهي على بعد ساعة عن الدرعية ولم يكن في الديار النجدية من يضارع الأخوين" محمد ومقرن" فهما وذكاءً ورجولة وكرماً وتمسكاً بأهداب الدين وحباً لأهله، فتمكنا بذلك من التسلط على قلوب السكان الذين أجمعوا على محبتهما وإعلاء شأنهما وولوا أكبرهما سناً الأمير محمد زمام الحكم فيهم.

غير أن المنية عاجلته، فانتهى الحكم بعده إلى أخيه مقرن، واختار " الدرعية" عاصمة له وذلك في سنة 1100 هـجرية ( 1682 ميلادية) .

ويعتبر الأمير مقرن، والحالة هذه، الجد الأكبر لأسرة سعود المالكة ومؤسس الدولة السعودية الأولى .

وقد وقعت فتنة بين أفراد هذا البيت الكريم وهو في فجر تأسيسه.

ذلك أن خلافاً كان وقع بين الأمير مقرن بن محمد بن مقرن بن مرخان وبين الأمير زيد بن مرخان ولما تصالحا طلب مقرن من زيد أن يزوره لاستئناف الثقة به، ولكن زيداً خشي من مقرن أن يبطش به ورفض المجيء إلا بكفالة الأمير محمد بن سعود والأمير مقرن بن عبدالله بن مقرن، فكفلاه على ذلك وأتاه الأمير زيد بصحبة جماعة وهم مقرن بقتله فوثب محمد بن سعود ومقرن بن عبدالله على مقرن بن محمد فهرب من فرجة إلى بيت الخلاء وأدركوه فيه وقتلوه وأعادوا الأمير زيد إلى مكانه، وكان ذلك في سنة 1139هـ.

وكان الأمير زيد بن مرخان وجماعته أرادوا نهب أموال بلدة العيينة، ولما وصلوا " عقربا" أرسل محمد بن حمد بن عبدالله بن معمر الشهير بلقب" خرفاش" وصاحب العيينة، إلى الأمير زيد يرجوه عدم الإغارة على البلدة فيعطيه ما يرضيه، وطلب إليه الحضور لطرفه للمحادثة في الموضوع، فسار الأمير زيد بأربعين فارساً من رجاله ومعهم الأمير محمد بن سعود إليه وأدخلهم قصره ثم أدخله عليهم فرية من رجاله بالسلاح وفتكوا بالأمير زيد إذ كان أشار خرفاش إليهم بإطلاق النار على زيد عندما يجلس على الفراش وهكذا كان ووقع الأمير زيد قتيلاً. أما الأمير محمد بن سعود قد تحصن بمن معه في موضع ولم يخرجوا منه إلا بأمان من الجوهرة بنت عبدالله بن معمر، ثم رجع وجماعته إلى الدرعية واستقل بإدارتها كلها ومعها" غصيبة" وكان الأمير موسى بن ربيعة حاضرا هذه الحادثة في منزل خرفاش، فأصيب برصاصة توفي على أثرها، وبقي الحكم في البلاد إلى الأمير مقرن بن مرخان وأنجاله وأحفاده من بعده إلى أن أصبح الأمير محمد ابن سعود بن محمد بن مقرن أميراً على الدرعية .

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

201

متابعهم

586

متابعهم

6653

مقالات مشابة