حماية أبنائك لا تعني السيطرة عليهم بشكل مفرط.

حماية أبنائك لا تعني السيطرة عليهم بشكل مفرط.

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

حماية أبنائك لا تعني السيطرة عليهم بشكل مفرط.

هل وجدت نفسك يومًا تعيدين تفتيش حقيبة طفلك، أو تراقبين إنجاز واجباته، أو تحلين له مشكلة قبل أن يحاول حلها بنفسه؟

 جميع الآباء يرغبون في أن يروا أبناءهم آمنين وسعداء وقادرين. لكن أحيانًا، ومن دون قصد، لا نميز بين الحماية والفرط في الحماية، مما قد يعيق نموهم بدلًا من أن يدعمه. إن المبالغة في السيطرة، حتى وإن كانت نابعة من الحب، تؤثر في الصحة العاطفية للأطفال وتُضعف استقلاليتهم.

image about حماية أبنائك لا تعني السيطرة عليهم بشكل مفرط.

فأين ينتهي الاهتمام ويبدأ الإفراط في الحماية؟
الحماية تعني تقديم التوجيه والأدوات التي تساعد الأطفال على مواجهة التحديات. أما الإفراط في الحماية، فينشأ من الخوف والرغبة في تجنّب أي معاناة أو صعوبة. التربية السليمة تتيح للأبناء أن يخطئوا، وأن يواجهوا مخاطر تتناسب مع أعمارهم، وأن يتعلموا من تجاربهم. جميع الآباء يرغبون في أن يروا أبناءهم آمنين وسعداء وقادرين. لكن أحيانًا، ومن دون قصد، لا نميز بين الحماية والفرط في الحماية، مما قد يعيق نموهم بدلًا من أن يدعمه.إن المبالغة في السيطرة، حتى وإن كانت نابعة من الحب، تؤثر في الصحة العاطفية للأطفال وتُضعف استقلاليتهم.

فأين ينتهي الاهتمام ويبدأ الإفراط في الحماية؟
الحماية تعني تقديم التوجيه والأدوات التي تساعد الأطفال على مواجهة التحديات. أما الإفراط في الحماية، فينشأ من الخوف والرغبة في تجنّب أي معاناة أو صعوبة. التربية السليمة تتيح للأبناء أن يخطئوا، وأن يواجهوا مخاطر تتناسب مع أعمارهم، وأن يتعلموا من تجاربهم. ربطت دراسات حديثة بين فرط الحماية واضطرابات مثل القلق، وانخفاض تقدير الذات، وصعوبة حلّ المشكلات بشكل مستقل. في الواقع، كشف بحث نُشر في مجلة Progres Pendidikan أن 61.9% من الأطفال الذين نشأوا في بيئات مفرطة السيطرة أظهروا نقصًا في مهاراتهم الاجتماعية والعاطفية. إن الحماية، بمعناها الإيجابي، تساعد الأطفال على أن يصبحوا أقوى. لكن إذا تجاوزنا الحد، فإننا نبعث إليهم بالرسالة التالية: «لا أثق بقدرتك على التعامل مع هذا الأمر». ومع مرور الوقت، يُقيِّد ذلك نموهم العاطفي.

هل تتحكم أكثر من اللازم دون أن تدرك ذلك؟
يتبنّى كثير من الآباء سلوكياتٍ تحكمية دون أن يعلموا أنهم بذلك يقيّدون استقلالية أبنائهم. وغالبًا ما تمرّ هذه التصرفات دون ملاحظة، لأنها تُخلط بالمسؤولية أو الحماية أو الرعاية.

تجنّب أي مخاطرة: منع طفلك من الاستكشاف، أو من الوقوع في الخطأ، أو من مواجهة مواقف جديدة، يحدّ من مبادرته وقدرته على حلّ المشكلات بنفسه.
مراقبة كلّ تفصيل: إذا كنتَ تتخذ القرارات نيابةً عن طفلك باستمرار، أو تصحّح له حتى أصغر أخطائه، فإنك تمنعه من تنمية حسّه النقدي. وعلى المدى الطويل، قد يؤدي ذلك إلى شعوره بعدم الأمان والخوف من الخطأ.
التدخّل قبل الأوان: حلّ مشكلاته دون منحه الفرصة ليحاول بنفسه، يرسل له رسالة مفادها أنه غير قادر. المهمّ ليس تجنّب الإحباط، بل مساعدته على تجاوزه بأدواته الخاصة. أظهرت دراسة نُشرت في مجلة Jurnal BELAINDIKA أن الأطفال الذين يعيشون مع آباء مفرطي الحماية يميلون إلى الانعزال، ويُظهرون صعوبة في التكيّف مع البيئات الجديدة، وتكون تعبيراتهم العاطفية محدودة أكثر ضمن الجماعة. كما أن هذا النمط من التربية، في حالات الأمراض المزمنة، يزيد من مشكلات السلوك وتنظيم الانفعالات.

الأثر العاطفي للإفراط في السيطرة
يرتبط الإفراط في السيطرة بظهور أعراض القلق والاكتئاب. فالكثير من الأطفال يكبرون وهم يعتقدون أن العالم مكان عدائي وأنهم غير قادرين على مواجهته. ووفقًا لمراجعة علمية نُشرت في مجلة Jurnal Pendidikan Dan Sosial Humaniora، فإن الأطفال الذين يتربّون في بيئة مفرطة الحماية يميلون إلى امتلاك صورة ذاتية هشّة، ويواجهون صعوبة في ضبط عواطفهم، وفي تحمّل مسؤولية أفعالهم. وقد تستمر هذه الأنماط خلال مرحلة المراهقة، مما يؤثر سلبًا على تكوين هويتهم وحياتهم الاجتماعية.

حتى إن الدراسات أثبتت أن الحماية الزائدة تُضعف الاستقلال السلوكي، مما قد يؤدي إلى سلوكيات مشكلاتية مثل العدوانية أو العصيان.

المرافقة دون التطفّل: كيف نحقق ذلك؟
التربية المتوازنة تعني إيجاد النقطة الوسطى التي يشعر فيها الطفل بالدعم، ولكنه في الوقت نفسه حرّ ليستكشف ويخطئ ويتعلّم. المرافقة الواعية تعني الحضور دون إلغاء صوته أو مبادرته. فيما يلي بعض الاستراتيجيات التي تساعدك على بناء علاقة أكثر صحة واستقلالًا مع طفلك:

  • امنحه حرية تتناسب مع مرحلته العمرية: دع طفلك يواجه تحديات بسيطة تناسب سنّه، فالمواقف اليومية تساعده على تقوية حكمه وثقته بنفسه.
  • شجّعه على اتخاذ القرارات: فالاختيار يعني تحمّل النتائج، والتعلّم من التجربة، وتنمية الاستقلالية. وجّهه بطرح أسئلة تحفّز تفكيره بدلًا من فرض الحلول عليه.
  • اسمح بالخطأ كجزء من التعلّم: عندما يخطئ طفلك، قاوم رغبتك في تصحيح الخطأ فورًا أو القيام بالأمر بدلاً منه. اسأله عمّا تعلّمه من التجربة وكيف سيتصرّف في المرة القادمة.

تأمّل في قلقك الشخصي: أحيانًا يكون دافع التدخّل هو خوف الأهل أكثر من حاجة الطفل الفعلية. الاعتراف بمشاعرك لا يجعلك أبًا أو أمًّا أقل كفاءة، بل يمنحك الفرصة لمرافقة أكثر وعيًا واتزانًا.تربية الطفل تعني إعداده ليخطو خطواته بثقة. فالنمو الحقيقي يحدث عندما نمنحه المساحة ليستكشف، ويخطئ، ويتعلم. معرفة الفرق بين الحماية والفرط في الحماية، واستبدال التحكم بالثقة، هو بمثابة منحه الأدوات التي يحتاجها ليواجه العالم بأمان. اسأل نفسك دائمًا: هل أُعدّه للحياة، أم أحميه منها؟

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

442

متابعهم

43

متابعهم

4

مقالات مشابة
-