
الأهمية البيولوجية والكيمياء الحيوية لبلازما الدم
الأهمية البيولوجية والكيمياء الحيوية لبلازما الدم
البلازما هي محلول رائق لزج بعض الشيء – باهت اللون – يبلغ وزنه حوالي 85 % من وزن الدم. والبلاما تعمل كوسط مائي (Medium) لإتمام عمليات تبادل المواد الغذائية والمنظمة بصفة مستمرة. فالدم عن طريق البلازما يقوم بحمل الغذاء المهضوم من الأمعاء لتووصيله إلى كل جزء من أجزاء الجسم.
فالمواد الغذائية المهضومة (بسيطة التركي) مثل السكريات والأحماض الأمينية والدهنية وغيرها تحمل من الأمعاء الدقيقة إلى الكبد عن طريق بلازما الدم. وفي نفس الوقت تتولى البلازما جمع جميع مخلفات وفضلات التمثيل الغذائي من أنسجة الجسم المختلفة وتوصيلها إلى مراكز إخراجها. فهي تقوم مثلا بتوصيل " البولة" أو اليوريا (Urea) الناتجة من التمثيل الغذائي لنسيج الكبد إلى الكليتين، وفي نفس الوقت تقوم بحمل الهرمونات المختلفة من غددها الإفرازية الصماء (Endocrine galnds) وتوصيلها إلى أعضاء الجسم المختلفة.. وهكذا.
وتتركب البلازما من المكونات الأساسية الآتية:
1-الماء ويكون 90 % من وزن البلازما.
2-أملاح ذائبة ونسبتها لا تتعدى 1-2 % من وزن البلازما. ويلاحظ أن هذه النسبة تتشابه مع نسبة الأملاح في ماء البحر أيضاً.
3-أحماض أمينية ومواد بروتينية ذائبة أو غروية ونسبتها حوالي 7-9 % .
4-سكريات وأهمها سكر العنب (جلوكوز) ونسبتهاحوالي 1 % .
5-كميات صغيرة من المواد الدهنية (مثل الكوليسترول وغيره) والهرمونات والإنزيمات المختلفة.
وتوجد المواد البروتينية في البلازما على هيئة غروية ذائبة (Colloidal Dispersions) وأكثر أنواع المواد البروتينية الموجودة في البلازما هي:
1- البيومين (Albumin): وهي مادة بروتينية تشبه في تركيبها البيومين البيض (البياض) . ومن شأن هذا البروتين أن يضفى على الدم صفة اللزوجة المميزة (Viscid Consistrncy).
2- مولد مادة الغبرين : (Fibrinogen): وهي مادة بروتينية هامة تمد الدم بالمواد الليفية (Fibrous) اللازمة لإحداث تجلط أو تخثر الدم عند حدوث الجروح.
3- جلوبيولينات: (Globulins): وهي ثالث مكون بروتيني هام في بلازما الدم. وحسب تركيب الجلوبيولين (Globulims) أي حسب ترتيب ونوعية عدد الأحماض الأمينية الداخلة في تركيبه، يمكن تقسيم الجلوبيولينات إلى ثلاثة أنواع هي: ألفا جلوبيولين (Alfa) ، وبيتا (B) (Beta)، وجاما (Gamma).
ويسمى ألفا جلوبيولين في الأوساط الطبية باسم الهابتوجلوبين ووظيفته ربط جزيئات الهيموجلوبين الحرة التي تتسرب إلى البلازما عندما تتحرر من الكريات الدموية الحمراء عند انفجارها لأي سبب من الأسباب (مثل إصابتها بالشيخوخة أو المرض). وهذه الوظيفة تعد في غاية الأهمية لأن جزيئات الهيموجلوبين الحرة في الدم تعتبر شديدة السمية، بينما تنعدم سميتها عند ارتباطها بهذا النوع من الجلوبيولين.
أما الـ بيتا جلوبيولين فيعرف باسم ترانسفيرين أي رابط الحديد. ومن الاسم يتضح أن عمله ربط أيونات الحديد الحرة والشديدة السمية أيضاً. وعادة ما يكون مصدر أيونات الحديد الحرة هو الأمعاء التي كثيرا ما تتسرب منها تلك الأيونات إلى الدم. لذلك يقوم بروتين الـ ترانسفيرين بالارتباط معها ونقلها إلى الخلايا التي تجتاح إلى أيونات الحديد مثل نخاع العظم الذي يقوم بتصنيع وبناء الكريات الدموية الحمراء المحتوية على أيونات حديد الداخلة في تركيب مادة الهيموجلوبين.
أما وظيفة الـ جاما جلوبيولين فهي توليد الأجسام المضادة التي تلتهم الأجسام الغريبة الميكروبية التي تدخل الجسم. وفي بعض الحالات المرضية يولد الأطفال بدون وجود كميات كافية من الـ جاما جلوبيولين لأسباب وراثية. وفي هذه الحالة لا بد من وضع هؤلاء الأطفال في غرف أو حضانات معقمة خالية من أي جراثيم يعيشوا فيها لفترة معينة أثنائها يعالجوا بإعطائهم أدوية خاصة تعمل على زيادة توليد مادة جاما جلوبيولين. ويطلق على هذه الحالة المرضية اسم " الأنيميا الناجمة عن نقص جاما جلوبيولين.
المرجع:
مقدمة علم الحياة، الجزء الثاني( التنظيم والتوجيه)، للدكتور نبيه باعشن.