حين تبتسم الجموع... ويموت صديقك المقرب...

حين تبتسم الجموع... ويموت صديقك المقرب...

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

♤ حين تبتسم الجموع... ويموت صديقك ♤

بين غوجو وغيتو: لحظة موت لم تنس

 

image about   حين تبتسم الجموع... ويموت صديقك المقرب...

تعال معي قليلا أيها القارئ، كلنا نعلم ماذا حدث بين غوجو وغيتو، تلك الحادثة التي فصلت بين من كانا يظن أنهما لا تفارقا، لتحدث في لحظة ما!. ما كان غير متوقع، لكن مالا نعلمه حقا، هو كيف أثرت تلك الحادثة على كل منهما، لتترك الأحداث دون تبرير، لكن جئت اليوم لأوضح الأمر لكم.

لم تكن تلك النهاية التي أرادها غوجو بل كانت مجرد تمويه، ولم تكن أيضا تلك النهاية السعيدة التي تطلع لها غيتو، لم تكن تلك الحادثة إلا سجنا يدفن ورائه أعمق اللحظات في حياة غوجو.

ماهو الشيء المستفز في ذلك المشهد، ماذا تحطم فيهما؟ نحن نقول أن غيتو كان الطرف المتأذي، لكن الحقيقة لم تكن الحادثة سهلة على غوجو أيضا.

ماذا تشعر عندما تجد نفسك في وسط حشد يبتسم!! يصفقون ويتهافتون!! لم ينظرو إلى حياة البشر ولم يعطوها أي قيمة، لم يفهمو أن ما حمله كان جثة فتاة هامدة، لكنهم مازالو يصفقون ويفرحون، أتقول لي أن غوجو كان سعيدا بذلك!!. لك أن تتخيل أيها القارئ التناقض المريع: تلك الوجوه المبتسمة التي تهتف بحرارة لموت فتاة بريئة كان لها مستقبل جميل، مقابل وجه غوجو الذي خسر صديقة بعد ذلك المشهد، ليس بالموت فقط، بل قبل ذلك بكثير، عندما تحول غيتو من الحليف الأقرب إلى العدو الذي لم يستطع غوجو كرهه يوما.

لم تكن إلا لحظة تلخص الأحداث كلها في جملة واحدة فقط وكأنه يقول: " أنا آسف، ياصديقي العزيز، لم أستطع إنقاذك".

لم يكن غوجو بحاجة إلى كلمات ليكشف مقدار حزنه، فنظراته في ذلك المشهد كشفت هشاشة الإنسان داخله، هشاشة لم يعرفها أحد، لم يبك أمام الجميع، لم يصرخ، لكنه حمل مالم يستطع تحمله، شعر بخيبة لم يشعر بها من قبل، كأنه يحمل كل فشله بين ذراعيه، كل وجعه حتى، وكل مالم يستطع تغييره.

غيتو لم يكن مجرد صديق. كان مرآة، حين انكسر، انكسرت بعدها تلك الصداقة التي لم تعرف الخيانة أبدا، وذهب معها شيء عميق بداخل غوجو لم ولن يصلح أبدا.

كثيرون رأو أن انفصالهما لا يعطي قيمة، لكن الحقيقة أن اللحظة التي انفصلا فيها، كانت بمثابة الموت البطيء، تلك اللحظة التي قرر فيها غيتو أن يحمل الضغينة ويرفض كل البشر العاديين، بينما كان نقيضه في التفكير صديقه الوحيد غوجو أراد حمايتهم.

وهكذا، انقسم الصديقان بفكر قبل أن ينقسما بالسيف.

لكن مالفت انتباهي، أن غوجو رغم كون صديقه الوحيد انحرف عن مساره، لم يستطع قتله في البداية، لم يقوى على إيذاء من كان يعتبره بمثابة أخيه، لكنه اظطر فعل ما لم يكن يريد، ومع ذلك لم يترك جسده، بل حمله ولم يتخلص من جسده وأعطاه مايليق به، كأنما لا يزال شيئا قديما حيا عالقا في قلبه.

لطالما كان غوجو بطلا في نظرنا، لما يتمتع به من مميزات جعلت منه قدوة لكل الأشخاص، لكن مع كل قوته أثبتت هذه الظاهرة أن القوة لا تستطيع أن تحمي من الألم، وأن قدرتك على قتل العدو لا تعني النجاة من أحاسيس الندم والذنب.
فقد استطاع هزيمة غيتو لكنه لم يستطع إنقاذه. وهذه الفجوة هي ما ظلت تؤلمه حتى النهاية.

تظن أن بعد موته لم يعد له وجود؟ فحتى بعد موت غيتو، لم يمت في نظر غوجو بل كان حاضرا دائما في ذهنه، فهو لم يستطع نسيان من كان عزيزا على قلبه، فقد كان غيتو صديقا وخصما وندما في آن واحد

 

image about   حين تبتسم الجموع... ويموت صديقك المقرب...

 

image about   حين تبتسم الجموع... ويموت صديقك المقرب...

خاتمة: 
لم يتوقع أحد أنه في مشهد واحد فقط، ستختفي تلك الصداقة، وينهار كل شيء: الطفولة، الثقة، الفكر، وحتى الرباط الذي بينهما.

لحظة لا تنسى أبدا...
لأنها كانت أصدق من كل معركة، وأقسى من كل موت.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
Larguet Adem تقييم 0 من 5.
المقالات

1

متابعهم

0

متابعهم

1

مقالات مشابة
-
إشعار الخصوصية
تم رصد استخدام VPN/Proxy

يبدو أنك تستخدم VPN أو Proxy. لإظهار الإعلانات ودعم تجربة التصفح الكاملة، من فضلك قم بإيقاف الـVPN/Proxy ثم أعد تحميل الصفحة.