جيل زد (Generation Z)  (القوة القادمة )

جيل زد (Generation Z) (القوة القادمة )

Rating 0 out of 5.
0 reviews

جيل زد (Generation Z)

(القوة القادمة )

image about جيل زد (Generation Z)  (القوة القادمة )

 

اولا :من هم 

يُطلق مصطلح **جيل زد (Generation Z)** على الفئة العمرية المولودة ما بين منتصف التسعينيات وبداية العقد الثاني من الألفية الثالثة (1997–2012 تقريبًا). وهو الجيل الذي نشأ في ظل الثورة الرقمية وتوسع الإنترنت، ليصبح أول جيل في التاريخ يوصف بـ"الرقمي بالفطرة". هذا الجيل لا يمثل مجرد امتداد للأجيال السابقة، بل يملك سمات خاصة جعلته محط اهتمام الدراسات الاجتماعية والنفسية والاقتصادية.

ثانيا :سبب التسمية 

--- تسميته بـ **جيل زد (Generation Z)** جاءت استكمالًا لتسلسل تسمية الأجيال في علم الاجتماع الغربي:

* بعد **جيل الطفرة السكانية (Baby Boomers)** (مواليد 1946–1964).

* ثم **جيل إكس (Generation X)** (مواليد 1965–1980).

* ثم **جيل واي أو جيل الألفية (Generation Y/Millennials)** (مواليد 1981–1996).

بعد ذلك، ظهر جيل جديد وُلد تقريبًا ما بين **1997 و2012**، فأُطلق عليه اسم **جيل زد (Z)**، أي الحرف الأخير من الأبجدية اللاتينية، في إشارة إلى كونه امتدادًا طبيعيًا للتسلسل.

ثالثا :كيف ظهر جيل زد؟

* نشأ مع **انتشار الإنترنت والهواتف المحمولة**، وكان أول جيل يعيش طفولته ومراهقته في بيئة رقمية بالكامل.

* ظهرت ملامحهم مع بدايات القرن الـ21 حيث ارتبطوا منذ الصغر بالمنصات الرقمية مثل **فيسبوك، يوتيوب، إنستغرام، ثم لاحقًا تيك توك**.

* دراسات علم الاجتماع لاحظت أن هذا الجيل مختلف جذريًا عن الأجيال السابقة في التفكير، التواصل، والتعلم، بسبب **الثورة التكنولوجية والعولمة**.

رابعا :: السمات العامة لجيل زد

التكنولوجيا**: جيل زد مرتبط بشدة بالإنترنت والهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي، حتى أن هويته الرقمية جزء لا يتجزأ من شخصيته.

التعليم السريع**: يميل إلى التعلم عبر المنصات الإلكترونية والفيديوهات القصيرة والبرامج التفاعلية.

التنوع والانفتاح**: أكثر تقبلًا للاختلافات الثقافية والاجتماعية والدينية، ويهتم بالقضايا العالمية مثل البيئة والمناخ وحقوق الإنسان.

الطموح والمرونة**: يبحث عن فرص عمل مرنة وبيئات تدعم الإبداع أكثر من الالتزام بالوظائف التقليدية.

خامسا :: التحديات التي يواجهها جيل زد

الضغط النفسي**: الإدمان على التكنولوجيا وتدفق الأخبار والمحتويات يسبب لهم مستويات أعلى من القلق والاكتئاب.

المنافسة في سوق العمل**: يواجهون عالمًا يتطلب مهارات جديدة باستمرار، حيث لم تعد الشهادات وحدها كافية.

الفجوة مع الأجيال السابقة**: اختلاف القيم وأنماط الحياة يجعلهم في حالة صدام أو سوء فهم مع جيل الألفية وجيل الطفرة.

سادسا :: جيل زد والمجتمع

1- سياسيًا**: يتميز بوعي أكبر بالقضايا السياسية العالمية، ويُعد من أبرز المحركين للاحتجاجات والمبادرات الحقوقية على الإنترنت.

2- اقتصاديًا**: يميل إلى ريادة الأعمال والعمل الحر أكثر من الالتزام بالمسارات التقليدية.

3- ثقافيًا**: يساهم في صناعة محتوى ضخم عبر المنصات مثل "تيك توك" و"يوتيوب"، ما جعلهم فاعلين في تشكيل الذوق العام عالميًا.

4- اجتماعيًا**: يدعو إلى مزيد من العدالة الاجتماعية، المساواة بين الجنسين، ومحاربة التمييز.

سابعا : جيل z  و شرارة الاحتجاج فى دولة نيبال 

1- الأسباب

* بدأت الاحتجاجات كرد فعل على **حظر الحكومة لعدة منصات تواصل اجتماعي** مثل فيسبوك، إنستغرام، يوتيوب، WhatsAppوغيرها، حين لم تمتثل للمتطلبات الحكومية للتسجيل. ([Encyclopedia Britannica

* “nepo kids” (أبناء النخب السياسية الذين يعيشون برفاهية) أصبحوا رمزًا للتمييز الاجتماعي والفجوة بين الأغنياء والفقراء؛ ما غذّى الغضب عند الشباب. ([dailyexcelsior.com]

* الفساد، المحسوبية، غياب فرص العمل، ضعف الخدمات العامة كلها عوامل مُكملة لقائمة المظالم. ([TIME]

2- تطور الاوضاع 

* خرج الشباب في شوارع كاتمندو وغيرها من المدن الكبرى، كثيرون بزي المدرسة / الجامعة، مطالبهم اقتصادية وسياسية واجتماعية. ([Encyclopedia Britannica]

* الرد الحكومي كان بحظر وسائل التواصل أولًا، ثم استخدام القوة (غاز مسيل للدموع، رصاص مطاطي ووفق تقارير الرصاص الحي) بعد تصعيد الاحتجاجات. ([Encyclopedia Britannica]

* أسفر الصراع حتى الآن عن مئات الجرحى وعشرات القتلى، واستقالة بعض المسؤولين بما في ذلك رئيس الوزراء، بالإضافة إلى رفع الحظر على وسائل التواصل. ([Encyclopedia Britannica]

ثامنا : جيل z  والاحتجاجات بالمغرب: صوت الشباب المُنظم

1-الأسباب

* احتجاجات “GenZ 212” بدأّت استجابة لحالة من الإهمال في خدمات الصحة والتعليم، وسوء البنية التحتية للمستشفيات والمدارس. ([Al Jazeera]

* غضب إضافي بسبب الاستثمار الضخم الذي تُخصّصه الحكومة للمشاريع الرياضية والتحضّر (مثل الاستعداد لكأس العالم 2030 والبنية التحتية) بينما المواطن يعاني من نقص في الخدمات الأساسية. 

* الحوادث المأساوية، مثل وفاة ثماني نساء في مستشفى عام في أغادير، كانت الشرارة التي أدّت إلى احتجاجات أوسع. 

2- تطور الحركة

* الحركة لا مركزية، لا زعامة رسمية، تُستخدم وسائل التواصل الاجتماعي (تيك توك، إنستغرام، Discord) لتنظيم المظاهرات ونشر المعلومات. 

* انتشرت المظاهرات في عدة مدن: الرباط، الدار البيضاء، مراكش، أغادير، وسالé وغيرها. 

* الحكومة استجابت جزئيًا بإعلان استعداد للحوار، ووضع بحقّ لجنة لإصلاح الصحة والتعليم؛ لكن قمع المظاهرات استمر في بعض الأماكن، مع اعتقالات، وإصابات بين المدنيين وأفراد الأمن. ([Morocco World News

تاسعا : النتائج والتوقعات

* احتجاجات جيل زد في البلدين تُظهر أن الشباب صار يمثّل قوة سياسية واجتماعية لا يمكن تجاهلها، خاصة مع استنزاف الصبر بسبب اللامساواة والفساد.

* تأثير هذه الحركات قد يستمر بعد انتهاء الموجة الأولى من الاحتجاجات: ربما تغييرات تشريعية، احترام أوسع لحرية التعبير الرقمي، مراجعة أولويات الإنفاق الحكومي.

* لكن هناك مخاطرة بانزلاق المواجهات إلى عنف أوسع إذا لم تستجب الحكومات سريعًا، أو إذا حاولت قمع الحراك بدلاً من الحِوار.

* كما أن نجاح الحركات يعتمد على مدى قدرتها على البقاء موحّدة رغم غياب القيادة الرسمية، واستخدامها للتكنولوجيا للتنسيق والمراقبة والتوثيق.

عاشرا : تأثير جيل زد على المستقبل

* من المتوقع أن يصبح جيل زد القوة الديموغرافية الأكبر خلال العقدين القادمين.

* قدراتهم الرقمية ستعيد تشكيل أساليب التعليم، وأنماط الاستهلاك، وأدوات السياسة والإعلام.

* تميزهم بالانفتاح والجرأة قد يفتح المجال لمجتمعات أكثر حرية وشفافية.

 الخاتمة

           جيل زد اليوم لا يطلب مجرد إصلاح جزئي، بل يسعى لتغيير العقد الاجتماعي بين الحكومات والمجتمع، بأن تكون الخدمة العامة، الشفافية، والمساواة ليست مجرد شعارات وإنما واقع. في نيبال والمغرب، هذه الحركة بصوت الشباب أثبتت أنها ليست ضعفًا، بل طاقة تغيير حقيقية، وأنها قد تشكل مستقبل الحُكم إذا ما استُثمرت إرادة التغيير. .إن **جيل زد** ليس مجرد جيل شاب يعيش عصر التكنولوجيا، بل هو **المحرك الأساسي للتغيير القادم** في مجالات السياسة، الاقتصاد، والثقافة. ووعيه الجمعي بالقضايا الإنسانية يجعله مؤهلًا ليكون الجيل الذي يرسم ملامح القرن الحادي والعشرين بشكل أكثر عدالة وابتكارًا.

 

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by
articles

18

followings

53

followings

601

similar articles
-