الإنسانية كلمة مشتقة من كلمة إنسان

الإنسانية كلمة مشتقة من كلمة إنسان

0 المراجعات

 عزيزي القارئ .. عزيزتي القارئة..

هل تعلمت يوماً في المدرسة أو قرأت فصلاً في كتاب عن معنى الإنسانية ..؟

وماهي حاجيات الإنسان الأساسية الأولية والثانوية؟ والتي إذا لم تشبع في طفولته ومراهقته وشبابه تولد في نفسه جوع وظمأ وتوتر وانفعال يتولد عنه كل مظاهر البؤس والحرمان التي يعاني منها الآلاف بل الملايين من عالمنا المعاصر .. ومتى ينتمي الكائن البشري إلى بني الإنسان ومتى ينفي انتماؤه ؟.

الإنسانية كلمة مشتقة من كلمة إنسان.. وقيل أن كلمة إنسان مشتقة هي الأخرى من فعل نسي وهو نقيض ذكر أو تذكر.

وقيل هي مشتقة من فعل أنس أي الشعور بالألفة والبهجة نتيجة التجمع الذي هو نقيض التفرد والعزلة.

والإنسان هو ذلك المخلوق الذي صنعه الله بيده من طين ثم نفخ فيه من روحه فإذا هو بشر قويم.

ولقد سخر الله تعالى كل ما في الكون من أجل الإنسان وخلق الإنسان ليعمر الكون ويتعبد فيه لله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد.

أصدقاءنا .. يتميز الإنسان عن غيره من المخلوقات بالحس والحركة والإدراك والفكر والإرادة .. وحب الاجتماع والسيادة !!

وحاجات الإنسان الأساسية هي الحاجة إلى الحب.. الحاجة إلى الأمن ..

الحاجة إلى التقدير الاجتماعي .. الحاجة إلى احترام الذات .. الحاجة إلى التغيير.. الحاجة إلى التعبير الخلاق.

وكل مخلوق بشري تربي في بيئة سوية منحته احتياجاتهالأساسية حتماً سيكون إنسانا سوياً يحسن التصرف والفعل مع الطبيعة والحيوان وبنى الإنسان.. وكل نقص أو عوز في إشباع هذه الحاجيات يتولد عنه عاهات نفسية والتواءات وجدانية تنذر بالخطر والسوء والصراع النفسي والاجتماعي والقيمي والسياسي على حد سواء.

ومن هنا وجب على المسئولين والتربويين والاباء والأمهات أن يدركون أهمية إشباع هذه الأوليات دون إفراط أو تفريط.

فالإفراط في إرواء الأرض العطشي يغرق الزرع ويصيبه بالعطن والعفن.

والتفريط في سقاية الأرض يهدد الزرع بالجفاف والتلف.

وكم تتمنى أصدقاءنا أن يدرس الصغار في المدارس أن القلب القاسي بعيد عن الله.

وأن من لا يرحم الطيور والحيوانات وبني الإنسان لن يرحمه الله تعالى..

وأن امرأة دخلت النار في هرة (قطة) حبستها فلا هي تركتها تأكل من حشيش الأرض ولا هي أطعمتها.

وأن الله قد غفر لامرأة بغي لأنها سقت كلباً كاد أن يقتله الظمأ في خلف حذائها.

عزيزي القارئ .. إن الجفاء يسيطر على انطباعاتنا .. والجمود والتصلب هما قوالب شخصياتنا.

لم نعد نتصرف بتلقائية.. فنضحك حين يكون هناك ما يضحك ونبكي حين نشاهد ما يدعونا للرثاء والألم.

لم نعد نؤمن بمشاعرنا الفطرية الحقيقية ولم نعد نستمتع بجمال الطبيعة وزقزقة العصفور وروعة الأشجار الباسقة وأغصانها الممتدة وأوراقها الخضراء..

أعزاءنا لقد ابتلينا بضعف البصر والعمي الليلي والنهاري نتيجة نقص فيتامينات الحب والفهم والوعي والبساطة.

صمت آذاننا عن رنين الحياة الشجي المطرب وخرير الماء الصافي.

ولم نستطع أن نميز بين عواء الذئب وصياح الديكة وجمعية الرفق بالحيوان وجماعات قتل وتشريد الإنسان المنتشرة على وجه البسيطة !!

أننا على الدوام نتحرك ولكن بعيداً عن أنفسنا.. بعيدا عن عالم الإنسانية عالم الآخرين رغم انتمائنا للجماعة البشرية !! وبدلا من أن نقترب من بعضنا البعض ترانا نتباعد.

ترى أصدقاءنا ماهي الإنسانية .. وماهي ملامحها التي إذا وجدت في شخص ما أمكننا أن نطبق عليه لفظ إنسان .. وإذا اختفت منه سحبنا منه هويته وجعلناه ينتسب إلى أي شيء سوى الإنسانية !!

هل الإنسان هو كل فرد – ينتمي إلى عالم البشر – قد أتى من خلال تزاوج رجل وامرأة جمعتهما الظروف ودفعتهما الغريزة واتبعا قوانين العرف والمجتمع والشريعة أو خالفاها وترتب على هذا الوضع تكوين جنين ظل في بطن أمه تسعة شهور ثم هبط من رحمها ليرى الحياة والنور ويضاف إلى سجل مواليد البشر فردا جديدا؟

وهل يمكننا أن نطلق هذا اللفظ والنسب على فرد فقد عقله كلياً أو جزئياً وصار يتصرف كالمجنون أو المعتوه أو الأبلة .أو صار يعتدي على حرمات الناس ويسلبهم مالهم أو يلوث شرفهم .. ويسب هذا ويظلم هذا ويؤذي هذا ؟ أم نسميه إنساناً غير سوي.

وهل حقا ينتمي إلى عالم الإنس أولئك المتوحشون الذين ينهشون لحوم وعظام الضعفاء والمرضى والفقراء والمظلومين والبؤساء من خلال تقنينهم للظلم وإصدار التشريعات المجحفة بحقوق بعض الخلق والذين سيبحثون عنها وينادون بها؟..

إن المتوحشين من عالم البشر لهم أسوأ حالا من المتوحشين من عالم الحيوان لأنهم يعتدون لحظة شبعهم وتخمتهم أكثر من لحظات جوعهم..

فالمعدة المتخمة من تناول الطعام والحقوق تصيب الجسم والنفس بالأمراض والأوبئة لا سيما حقوق الجوعى والفقراء والضعفاء المحملة بالدعوات والتصرعات إلى الله.. فتأتي السمنة والنقرس وتصلب شرايين القلب وجلطة القلب والمخ والساق والسكري والفشل الكلوي وغيرها من الأمراض.

أصدقاء الأمل والتفاؤل الإنسانية في أبسط معانيها وأصدقها هي ذلك الحس الراقي بالحياة وجمالها وروعتها الأخاذة وقيمة كل شيء فيها.

هي الشعور بأهمية الكائنات الطبيعية من نبات وجماد وحيوان وإنسان وهواء وأنهار.

وهي تعني القدرة على إدراك وظائفها واكتشاف خصائصها للوصول إلى الاستخدام الأمثل لها ليعود كل هذا بالنفع والخير على الجميع دون إبادة أو عدوان أو هلاك لمخلوق من المخلوقات ثبتت مسالمته وعيشه الأمن في الحياة.

والإنسانية تولد في صاحبها شعورا عميقا بأهميته وقيمة الوجود الكوني ككل وعظمة خلقة وإبداعه وقوة خالقه وروعة صنعته ليحافظ على بقائه ونقاء البيئة من التلةوث.. والإنسانية تدفع صاحبها لاحترام خصائص التفرد والتميز وتجعله يطالب بحق الجميع في العيش بسلام في ظل استقرار وأمن وعافية وحدود آمنة.

كما أنها تعني أيضاً توفير سبل الحياة الكريمة والعثور على حاجياته الأساسية من غذاء ومأوى وعمل ورعاية طبية وحرية رأى وأن يعطي هذا القدر لكل فرد على وجه الأرض منذ لحظة ميلاده وحتى لحظة وفاته بغض النظر عن اسمه وجنسه ودينه وأرضه.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

262

متابعهم

592

متابعهم

6657

مقالات مشابة