كيف تعيش الحياة بحلوها ومرها💜
"أرى أن الحياةَ أشبهُ بالروايةِ المأساوية، كئيبةٌ و مزعجةٌ بمعظمِ ما فيها، و لكنها روايةٌ تحملُ طياتها بعضَ الأمورِ الرائعةِ و النادرةِ حقاً، و هذهِ الأمورُ تتجسدُ على شكلٍ بشرٍ لطيفينَ أكثرَ من اللازم، أناسٍ نادرونَ قلةً ما تصادفهم في حياتك، لطيفون، حسنو الخلقِ و فائقيِّ الروعة، بمجردِ حديثكَ معهم تنسى كلَّ الأمورِ الأخرى، و يغمركُ نوعٌ غريبٌ جداً من السعادةِ و الراحة مهما كانَ تعبكَ كبيراً، و هؤلاءِ الأشخاصُ تقابلُ أحدهم مرةً خلالَ قرائتكَ لروايةِ الحياة، و هنا عليكَ أن تحافظَ عليه، أيّْ أنكَ عليكَ التوقفُ و عدمُ تغييرِ الصفحة، فكما ذكرتُ مسبقاً، إنهم نادرون، و قد لا تقابلُ أحدهم مجدداً،كنتُ دائماً شخصاً مختلفاً، غريباً عن المجتمعِ بعضَ الشيء، شخصٌ ذو تفكيرٍ لا يتناسبُ مع البقية، لا يحبُ إتباع القطيعَ و يودُ فعلَ ما يشاء إن كانَ أو لم يكن مناسباً مع ما يرغبُ بهِ الجميع، لم يكُن الأمرُ سهلاً بالطبع، جعلني الأمرُ مكروهاً في وقتٍ ما و وحيداً في بعض الأحيان، و لكنهُ دائماً بدى الصوابَ الوحيدَ بالنسبةِ لي، أن ألاحقَ أفكاريَّ رغماً عما يريدهُ غيري، أن أختارَ ما سأفعلُ دونَ اكتراثّ عما سيقولُ المجتمعُ أو فيما سيفكر، أن أكونَ أنا نفسي، و ليسَ ما يريدونَ أن أكون.
"ارتأيتُ بعدَ كلِّ تعبيَّ و عدمِ تحقيقيَّ لشيءٍ يذكر أن أتوقفَ عن محاربةِ الحياة، أن أدعَ حياتيَّ تمضي كما تودُ و أن أتعايشَ معها بطريقةٍ ما، و لكنني مهما حاولت، دائماً ما تبوءُ محاولاتيَّ بالفشل، و كأن حياتيَّ نفسها ترفضُ و بشكلٍ قاطعٍ التعايشَ معي،لا أفهم لماذا عليَّ أن أتعاملَ مع كميةِ التفاهةِ الموجودةِ في هذا العالمِ الأحمق، لماذا لا يمكنني فقط أن اعتزلَ هذا العالمَ بأكمله، أن أجدَ طريقةً للابتعادِ فحسب، طريقةً للتوقفِ عن الاضطرار للحديثِ أو التعاملِ مع البشر، دونَ أن أشغَلَّ عقليَّ بما يقولونَ أو يريدونَ أو يفعلون، أن أنسى الكوكبَ و همومهُ و مشاقهُ و كلَّ ما فيه، أن أنعزلَ في مكانٍ لا أتعاملُ بهِ إلا مع نفسيَّ فقط.
المختصر:
"الحياة عبثية ، إنها لا تبالي بما تحمله وتنجزه ، فهي مستمرة بدون شك ، يوجد طريقان للتعايش مع هذا العبث: إمّا أن تصبح عبثيًا، غير مهتم لأي شيء كان أو سيكون ، أو أن تصبح شخص عاديّا تعِيسًا يتبخّر في الهواء مثل دخان سيجارة."