رثاء كتبها توماس جراي في ساحة الكنيسة الريفية

رثاء كتبها توماس جراي في ساحة الكنيسة الريفية

0 المراجعات

المتحدث يبدأ بجهاز شعري للقصيدة وهو التناغم في الابيات. في قرية ريفية هنالك كنيسة ترتبط معها مقبرة، نلاحظ ان المتكلم يقف في هذه المقبرة في انتهاء اليوم و الظلام يغطي الارض، نراه يصف الاحداث المختلفة التي تشير الى نهاية اليوم في قرية انجليزية ريفية في منتصف القرن الثامن عشر (mid-1700s), وهذه الاحداث مثل، قرع جرس الكنيسة، رجوع الابقار و الماعز الى المزرعة، و المزارعون يرجعون الى بيوتهم مبتعدين عن الحقول، وهذه تعتبر بداية لقصيدة تقدم نفسها على انها (مرثية)، و الرثاء هو حزن على موت شخص ما، حيث نرى الموت في ذهن المتحدث والقارئ. استخدم المتحدث ( التشبيه Imagery) في القصيدة وهو جهاز شعري. نزول الظلام يعتبر رمز الموت الكلاسيكي، و تفرد المتحدث في المقبرة و تركه الجميع هذا ما جعله يشعر بالموت في كل مكان. كان الكثير من الشعر في ذلك الوقت يميل الى التركيز على القصة الرمزية، حيث تم تجسيد الصفات المجردة في مشاهد خيالية، و Gray في قصيدته متجه الى هذه الطريقة ايضاً، لكنه بدأها بمشاهد حقيقية بوصف صور ملموسة في العالم الحقيقي، و نرى القصيدة تتبع شكلاً تقليدياً وهو رباعيات مقفية، او مقاطع من اربع اسطر مكتوبة بخط التفاعل الخماسي. 

 

و استخدم المتحدث السجع في الأبيات. يقوم المتحدث بوصف المناظر الطبيعية، كأنه يصف بداية الموت عندما يسيطر على الانسان، اي عندما يتلاشى هذا الجمال الخلقي متجهاً نحو الموت و يجعل من الانسان مجرد جسد خالي من الحياة. يصف المتحدث الحقول عند غروب الشمس ونرى الضوء الذي يعكس على الاسطح و يظهر اللمعان، حيث تجعل كل شي اكثر جمالاً. و وصف المتحدث ان تلاشي ضوء الشمس يعتبر كهاجس الموت ويرمز الى تلاشي الحياة، و نرى المتحدث يوصف المشهد بـ(سكون مهيب)، مثل الجو في جنازة، ولكن نلاحظ ان هذا السكون قد انكسر بسبب طنين الخنفساء اثناء طيرانها، حيث دل هذا على القليل من الحياة في المناظر الطبيعية،و لكن الخنافس غالباً ما تمثل الموت في الأدب.

 

 يسمع المتحدث رنين الاجراس المعلقة حول اعناق الماعز و الاغنام و الابقار، حيث دل ذلك على (النعاس) وهذا يعتبر رمز للموت. في القصيدة تظهر لنا صورة جميلة وهي، ( الرنين tinklings) للموت و الحياة و (اللمعانglimmering) للحزن والجمال. كما في رمز الخنفساء، الذي يدل على الموت، ولكن الخنفساء حية في الطبيعة، هذا يدل على ان هاجس الموت يحوم في الهواء، أي أن العالم حي بعلامات الموت. و التناغم لعب دور مهم في الأبيات. نلاحظ المتحدث استخدم في سطر 9 نفس الكلمة في المقطع الثاني في سطر 7، وهذا يدل على الجناس في القصيدة حيث سنلاحظ هذه الطريقة تظهر في القصيدة بشكل متكرر، وهذا يعتبر من الأجهزة التي تجعل القصيدة سهلة و ممتعة للقراءة. نرى المتحدث يخلق ربط بين المقطع الثالث و المقطع الثاني، لأنه يقوم بتوصيل نفس الفكرة، عن الأشياء التي تزعج (السكون المهيب solemn stillness) في اوقات المساء. يتكلم المتحدث عن (البومة الكآبةmoping owl) حينما تتعرض هذه البومة من شخص ما يهدد سكونها تقوم البومة بالشكوى، وكأنها تشكو الى القمر. حينما نرجع الى المقطع الثالث للقصيدة نلاحظ ان المتحدث استخدم التناغم بنمط ABAB. حيث نرى في القوافي (برجtower) و (bowerتعريشة) و (شكوىcomplain) و (reignالحكم)، استخدم المتحدث هذه الكلمات ليجعل القصيدة ترن بوضوح، و اراد نطقهما كمقطع لفظي واحد، ليناسب التفاعيل الخماسي للقصيدة، حيث في هذين السطرين من الخماسي التفاعيل الهش، نطق كلمة (تعريشةbower) كمقطع لفظي واحد يخلق ضغطاً نظيفاً ولطيفاً في نهاية السطر، مما تجعل القصيدة اكثر موسيقية. واستخدم جهاز شعري مميز في القصيدة وهو السجع

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

8

متابعين

16

متابعهم

25

مقالات مشابة