من لا يغار على أنثاه ليس له الحق أن ينتسب إلى معشر الرجال: رحلةٌ في دروب الغيرة والحبّ
في زمنٍ غابت عنه القيم والمبادئ، وسيطرت عليه أكاذيب التقدم والحرية المزعومة، بات من الضروريّ إعادة إحياء بعض المشاعر النبيلة التي تُميّز الإنسان الحقيقيّ، خاصّةً تلك التي تُشكّل جوهر الرجولة الحقيقية. ومن أهمّ هذه المشاعر، الغيرة على المرأة، ذلك الشعور الفطريّ الذي يُميّز الرجل العاشق المُخلص عن فاقد المشاعر والمبادئ.
الغَيْرة: شعلةٌ تُضيء دروب الحبّ:
إنّ الغَيْرة ليست شعوراً سلبياً كما يصورها البعض، بل هي شعلةٌ تُضيء دروب الحبّ، ونبضٌ يُؤكّد على شدّة تعلّق الرجل بالمرأة واحترامه لها. فالمرأة الغالية على قلب الرجل هي تاجٌ على رأسه، وهو مسؤولٌ عن حمايتها وصون كرامتها، فلا يُمكنه أن يراها مُعرّضةً لأيّ خطرٍ أو مساسٍ دون أن يُثور مشاعره وتنتفض غيرته.
مسؤوليةٌ وحمايةٌ لا تُقيد الحرية:
إنّ الغَيْرة ليست شعوراً مرضياً أو سلوكاً تحكمياً، بل هي مسؤوليةٌ وحمايةٌ للمرأة من عبث العابثين ومغريات الحياة. فالرجل الغيور هو من يُحيط زوجته أو حبيبته بالرعاية والعناية، ويُبذل قصارى جهده لإسعادها وإبعاد أيّ خطرٍ عنها.
فهمٌ خاطئٌ لمعنى الحرية:
تُروّج بعض الأفكار المُضللة في مجتمعاتنا اليوم تحت مسمى "التقدم والحرية"، مفاهيم خاطئة تسعى إلى هدم القيم والمبادئ الأصيلة. ومن هذه الأفكار المُضللة، أنّ الغَيْرة صفةٌ رجعيةٌ تُقيد حرية المرأة وتُعيق استقلالها.
الحرية الحقيقية:
إنّ الحرية الحقيقية لا تعني التسيّب والانفلات من القيم والأخلاق، بل تعني التحرّر من الظلم والقهر والاستغلال. والمرأة الحرة هي المرأة التي تُحترم وتُقدّر، وتُحظى برعاية رجلٍ غيورٍ يُحيطها بحبه وحمايته.
خوفٌ على عِرضٍ لا قيدٌ على مشاعر:
إنّ خوف الرجل الغيور على عِرض زوجته أو حبيبته لا يعني تقييد مشاعرها أو سلبها حريّتها، بل هو خوفٌ نابعٌ من شدّة حبه واحترامه لها. فهو لا يُريدها أن تُعرّض نفسها لأيّ موقفٍ يُسيء إلى سمعتها أو يُهدّد كرامتها، ولا يُريدها أن تُغرى بمتع الحياة الفانية وتنسى قيمتها الحقيقية.
الحب الحقيقي يُقوّي الغَيْرة:
كلّما ازداد حب الرجل للمرأة، ازدادت غيرته عليها. فالحب الحقيقي يُشعِل مشاعر الخوف والقلق على الحبيب، ويدفع الرجل إلى حمايته من أي خطرٍ مُحتمل. فالغيرة في هذه الحالة ليست شعوراً مرضياً، بل هي تعبيرٌ صادقٌ عن عمق المشاعر وحِدّة التعلّق.
دورٌ هام للمرأة في تهدئة الغَيْرة:
تلعب المرأة دورًا هامًّا في تهدئة غيرة الرجل من خلال تفهمه واحترامه لمشاعره، وتجنّب إثارة غيرته عن غير قصد. كما يجب عليها أن تُؤكّد له حبّها وتعلّقها به، وأن تُشعره بالأمان والثقة.
الرجل الغيور: رمزٌ للرجولة الحقيقية
خاتمة:
في ختام هذا المقال، نؤكّد أنّ الغَيْرة ليست شعوراً سلبياً كما يصورها البعض، بل هي شعلةٌ تُضيء دروب الحب، ونبضٌ يُؤكّد على شدّة تعلّق الرجل بالمرأة واحترامه لها. فالرجل الغيور هو من يُحيط زوجته أو حبيبته بالرعاية والعناية، ويُبذل قصارى جهده لإسعادها وإبعاد أيّ خطرٍ عنها.
إنّ الغَيْرة ليست قيداً على حرية المرأة، بل هي حمايةٌ لها من عبث العابثين ومغريات الحياة. والمرأة الحرة هي المرأة التي تُحترم وتُقدّر، وتُحظى برعاية رجلٍ غيورٍ يُحيطها بحبه وحمايته.
فليحفظ الله لنا نساءنا، وليُبارك في بيوتنا، وليُعلي من شأن القيم والمبادئ الأصيلة في مجتمعاتنا.