لماذا تم استبعاد معلمي الصحافة من حافز التدريس رغم دورهم الكبير داخل المدرسة؟
لماذا تم استبعاد معلمي الصحافة
من حافز التدريس رغم دورهم الكبير داخل المدرسة؟

أثار قرار صرف **حافز التدريس** للعاملين في العملية التعليمية موجة واسعة من الجدل، خاصة بعد أن فوجئ الكثيرون باستبعاد فئات مهمة داخل المدرسة، وعلى رأسهم **معلمو ومشرفو الصحافة المدرسية**. هذا الاستبعاد لم يكن متوقعًا، لأنه جاء في وقت تحتاج فيه الدولة إلى دعم كل أدوار المدرسة، خاصة الأدوار التربوية والإعلامية التي تؤثر في وعي الطلاب وتكوين شخصياتهم.
ولكي نفهم الإشكالية من جذورها، يجب أولًا أن نتعرف على **ما هو حافز التدريس؟ وما هي بنوده وأهدافه؟ ولماذا أغفل هذا الحافز معلمي الصحافة رغم دورهم الحيوي والمحوري؟**
أولًا: ما هو حافز التدريس؟
حافز التدريس هو **مبلغ مالي إضافي** تمنحه الدولة لفئات محددة من العاملين في المدارس، بهدف:
1. **رفع مستوى الأداء**.
2. **تحسين الظروف المعيشية** للمعلمين بعد سنوات طويلة من ثبات الرواتب.
3. **تشجيع العاملين على الاستمرار في المهنة**.
4. **سد العجز وتحفيز الكوادر** للعودة إلى التدريس الفعلي.
عادة ما يصدر هذا الحافز ضمن بنود مالية واضحة تتضمن:
* استحقاق الحافز **للمعلمين القائمين على التدريس فعليًا**.
* صرفه وفق **درجات وظيفية محددة**.
* ارتباطه بنسبة معينة من المرتب أو مبلغ ثابت حسب كل قرار.
* اعتباره **حافزًا وظيفيًا وليس بديلًا عن البدلات الأخرى**.
ومع كل قرار مالي جديد، انتظر العاملون في المدارس أن يشمل الحافز جميع من يقومون بعمل تربوي وتعليمي داخل المدرسة… لكن ما حدث كان العكس.
ثانيًا: بنود الحافز ولماذا أثارت الجدل؟

تقوم بنود الحافز على مفهوم "المعلم الفعلي" القائم على التدريس المباشر داخل الفصول، وهذا التعريف – رغم وضوحه ظاهريًا – **جاء قاصرًا** في التطبيق. إذ تم تفسيره بشكل ضيق استبعد العديد من الفئات التربوية، مثل:
* الأخصائيين
* المشرفين
* العاملين بالأنشطة
* معلمي الصحافة والإعلام التربوي
* أمناء المكتبات
* الإداريين
فأصبح الحافز موجَّهًا حصريًا لفئة واحدة فقط، مما أحدث خللًا واضحًا داخل المنظومة. فالمدرسة **كيان متكامل**، وفصل أي فئة تربوية من الحوافز يخلق فجوة في العدالة ويؤثر على الروح المعنوية.
ثالثًا: لماذا تم استبعاد معلمي الصحافة تحديدًا؟
استبعاد معلمي الصحافة والإعلام التربوي أثار غضبًا واسعًا، لأنهم من أكثر العاملين تأثيرًا في شخصية الطالب وسلوكه وقدراته الإبداعية.
ولكن الاستبعاد تم – وفق التفسيرات الرسمية – بناءً على أن:
* الصحافة المدرسية تُعد "نشاطًا" وليس "مادة دراسية".
* المعلم لا يقدم حصة دراسية ضمن جدول مرتبطة بالمنهج.
وهذا التفسير يحمل خللًا جوهريًا للأسباب الآتية:
1. الصحافة المدرسية ليست نشاطًا ترفيهيًا**
الصحافة ليست نادٍ ترفيهي يتم تجميع الطلاب فيه، بل هي **عملية تربوية كاملة** تهتم ببناء الوعي، تنمية مهارات الكتابة والتحليل، تدريب الطلاب على التفكير الحر، فهم الأحداث، وترسيخ الانتماء الوطني.
2. المعلم يقدّم تعليمًا فعليًا لكنه غير مُعترف به
معلم الصحافة يقوم بتدريس:
* مهارات الكتابة الصحفية
* التحرير
* الإلقاء
* التصوير
* الإعداد الإعلامي
* إدارة الحوار
وكل تلك المهارات **تعليم مباشر** وليس نشاطًا هامشيًا.
3. دورهم يتعدى الفصل إلى شخصية الطالب**
الصحافة المدرسية هي نافذة الطالب على:
* التعبير عن الرأي
* فهم القضايا
* عدم الانسياق وراء الشائعات
* تعلم الدقة والمصداقية
* بناء شخصية قيادية
وكل هذه أهداف تربوية لا يمكن أن تقوم المدرسة بدونها.
4. الاعتماد عليهم في المسابقات والأنشطة الرسمية**
وزارة التربية والتعليم تعتمد سنويًا على:
* مسابقات الصحافة المدرسية
* إصدار مجلات ونشرات
* مشروعات إعلامية
* تغطية فعاليات المدرسة
فكيف تعتمد الوزارة على إنتاجهم ثم تستبعدهم من الحافز؟
رابعًا: حجم الدور الحقيقي لمعلم الصحافة داخل المدرسة
دور معلم الصحافة تجاوز فكرة إصدار مجلة مدرسية إلى ما هو أعمق:
1. صناعة الوعي**
المدرسة اليوم تحتاج إلى من يحارب:
* الإشاعات
* الفكر السلبي
* المحتوى المضلل
* التعصب والكراهية
وتلك مسئولية الصحافة المدرسية أكثر من أي مادة أخرى.
2. اكتشاف المواهب
معلم الصحافة هو أول من يكتشف:
* كاتبًا موهوبًا
* مذيعًا مستقبليًا
* مصورًا محترفًا
* قائد رأي صغير
والأنشطة الصحفية هي أصلاً **مصنع المواهب الحقيقي**.
3. دعم الانتماء الوطني
من خلال المجلات والنشرات والحوارات، يبني معلم الصحافة روح الانتماء لدى الطلاب ويصنع جيلًا واعيًا بقضاياه.
4. تدريب على التفكير النقدي
وهذه مهارة أصبحت مطلبًا عالميًا، ويتم غرسها من خلال:
* تحليل الأخبار
* تقييم المصادر
* فهم الأحداث العامة
* مناقشة القضايا
خامسًا: لماذا يجب أن يشمل الحافز معلمي الصحافة؟
الأسباب منطقية وواضحة:
1. **لأنهم يقدمون تعليمًا فعليًا لا يقل أهمية عن أي مادة دراسية.**
2. **لأن جهودهم معترف بها رسميًا عبر مسابقات الوزارة.**
3. **لأن دورهم تربوي عميق ينعكس على شخصية الطالب.**
4. **لأن تجاهلهم يخلق شعورًا بالظلم داخل المدرسة.**
5. **لأن العدالة الوظيفية جزء من نجاح أي منظومة تعليمية.**
وبالتالي فإن استبعادهم لا يتسق مع:
* العدالة المهنية
* أهداف تطوير التعليم
* دعم الأنشطة التربوية
* الحفاظ على الكوادر المتخصصة
خاتمة
حافز التدريس خطوة جيدة لدعم المعلمين، لكنه سيفقد جزءًا كبيرًا من قيمته ما لم يشمل **معلمي الصحافة والإعلام التربوي**. فهؤلاء ليسوا "نشاطًا جانبيًا" بل رجال تربية وبناء ووعي وثقافة.
والمدرسة لا تقوم فقط على الحصص الدراسية، بل على الأنشطة الفكرية التي تشكّل عقول الطلاب، وتعدهم ليكونوا قادة المستقبل.
ولذلك يجب إعادة النظر في القرار، وضمان أن يشمل الحافز كل من يقوم بعمل تربوي حقيقي داخل المدرسة… وفي مقدمتهم معلمو الصحافة.
* حافز التدريس
* استبعاد معلمي الصحافة من الحافز
* الصحافة المدرسية
* دور معلم الصحافة في المدرسة
* حافز المعلمين الجديد
* حقوق معلمي الأنشطة
* الإعلام التربوي
* معلمو الصحافة والإعلام
* عدم شمول الصحافة بحافز التدريس
* الأنشطة التربوية في المدارس
* العدالة الوظيفية في التعليم
* تطوير التعليم في مصر
* دور الأنشطة التعليمية
* مظلمة معلمي الصحافة
* حافز المعلمين 1000 جنيه
* مشكلات قانون الحافز
* الأنشطة المدرسية ودورها
* لماذا تم استبعاد معلمي الصحافة
* أهمية الصحافة المدرسية
* حقوق المعلم في الحافز
أثار حافز التدريس الجديد جدلًا واسعًا بعد استبعاد معلمي الصحافة المدرسية منه رغم دورهم التربوي الكبير. يوضح المقال ماهية الحافز وبنوده وأهدافه، ويشرح لماذا تجاهل القرار معلمي الصحافة، مع إبراز دورهم الحيوي في تنمية وعي الطلاب وصناعة المواهب وتحقيق التوازن التربوي داخل المدرسة. تعرف على تفاصيل الأزمة والحلول المقترحة لتحقيق العدالة داخل المنظومة التعليمية.