من هو بنيامين نتنياهو وأبرز جرائمه واتهاماته

من هو بنيامين نتنياهو وأبرز جرائمه واتهاماته

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

من هو بنيامين نتنياهو وأبرز جرائمه واتهاماته 

من هو بنيامين نتنياهو وأبرز جرائمه واتهاماته

يُعدّ **بنيامين نتنياهو** أحد أكثر الشخصيات السياسية جدلًا في تاريخ إسرائيل الحديث، ورمزًا يجمع بين القوة السياسية والاتهامات الجنائية. فقد امتدت مسيرته على مدى عقود، تولى خلالها رئاسة الحكومة الإسرائيلية لأطول فترة في تاريخ الدولة العبرية، لكنه ظل في الوقت نفسه محاطًا بعواصف من الانتقادات والاتهامات داخلية وخارجية، تتراوح بين الفساد السياسي وارتكاب جرائم حرب ضد الفلسطينيين.

من هو بنيامين نتنياهو؟

ولد بنيامين نتنياهو عام 1949 في تل أبيب، لعائلة ذات توجهات قومية يمينية. تلقى تعليمه في الولايات المتحدة، ودرس في جامعة “MIT”، ثم خدم في وحدة النخبة “سييرت متكال” في الجيش الإسرائيلي. برز نجمه في ثمانينيات القرن الماضي حين عمل سفيرًا لإسرائيل في الأمم المتحدة، حيث أتقن الخطاب الإعلامي والدبلوماسية، ما جعله أحد أبرز وجوه حزب “الليكود” اليميني.
تولى رئاسة الوزراء للمرة الأولى عام 1996، ثم عاد إلى المنصب مرارًا حتى أصبح أطول من حكم إسرائيل منذ تأسيسها، جامعًا بين الخبرة السياسية والكاريزما الخطابية، ومثيرًا للانقسام في الشارع الإسرائيلي.

نتنياهو والفساد السياسي – ثلاث قضايا تهز إسرائيل

منذ عام 2016، بدأ التحقيق مع نتنياهو في ثلاث قضايا فساد عُرفت إعلاميًا بأرقامها: **1000، 2000، و4000**.

* **القضية 1000** تتعلق بتلقيه هدايا فاخرة من رجال أعمال أثرياء، مقابل تسهيلات حكومية.* في **القضية المعروفة بـ “قضية 1000”**:  قبل هدايا ثمينة (سيجار، شمبانيا، وما شابه) من رجال أعمال مقابل تسهيلات
* **القضية 2000** تتعلق بمفاوضات سرية مع ناشر صحيفة “يديعوت أحرونوت” للحصول على تغطية إعلامية إيجابية مقابل سنّ قوانين تُضعف منافسي الصحيفة.* في **القضية 2000: يُقال إنه تفاوض مع ناشر صحيفة إسرائيلية لتبادل تغطية إيجابية مقابل تشريعات تخدم الناشر
* **القضية 4000**، وهي الأهم، تتعلق بمنح شركة الاتصالات “بيزك” تسهيلات مالية وتنظيمية ضخمة، مقابل نشر أخبار إيجابية عنه في موقع “واللا” الإخباري التابع للشركة.* في **القضية 4000**: يُتهم بمنح امتيازات تنظيمية لشركة اتصالات (Bezeq) مقابل تغطية إيجابية من موقع أخبار يملكها أحد كبار رجال الأعمال. 

  الاتهامات تشمل: **الرشوة (bribery)**، **خيانة الأمانة (breach of trust)**، **الاحتيال (fraud)**.    نقطة مهمة: حتى وقت كتابة هذا الرد، لم يُحكم عليه نهائيًا بإدانة في تلك القضايا 

في عام 2020، وُجهت إليه رسميًا تهم **الاحتيال، وخيانة الأمانة، والرشوة**، في محاكمة تاريخية هي الأولى من نوعها لرئيس وزراء في منصبه. ورغم نفيه كل الاتهامات، فإنها أضعفت صورته أمام الرأي العام الإسرائيلي وأثارت انقسامًا واسعًا بين مؤيديه ومعارضيه.

الوجه الآخر: اتهامات جرائم الحرب ضد الفلسطينيين

على الصعيد الدولي، يواجه نتنياهو اتهامات خطيرة تتعلق بالعمليات العسكرية الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، خصوصًا في قطاع غزة.
فقد اتهمته منظمات حقوقية دولية بارتكاب **جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية**، عبر استهداف المدنيين بشكل مباشر، وفرض حصار شامل على غزة حرم أكثر من مليوني إنسان من الغذاء والدواء والماء والكهرباء.
وفي نوفمبر 2024، أصدر **المحكمة الجنائية الدولية (ICC)** مذكرة توقيف بحقه، تتضمن اتهامات بالتورط في **الهجمات العشوائية على المدنيين** و**التجويع المتعمد كوسيلة حرب**، وهي سابقة غير مسبوقة في تاريخ زعيم إسرائيلي.
إسرائيل رفضت القرار واعتبرته مسيّسًا، فيما اعتبره مراقبون خطوة رمزية نحو مساءلة قادة الاحتلال عن انتهاكاتهم المستمرة بحق الفلسطينيين

من هو بنيامين نتنياهو وأبرز جرائمه واتهاماته

نتنياهو بين السياسة والدين والدم

يُعرف نتنياهو بتبنيه سياسة يمينية متشددة، ترتكز على فكرة “الأمن أولًا”، لكنه استخدم هذا المبدأ لتبرير توسع الاستيطان ومصادرة الأراضي الفلسطينية.
خلال فترات حكمه، تضاعف عدد المستوطنات في الضفة الغربية، كما سعى لتقويض فكرة “حلّ الدولتين”، وكرّس سياسة التطبيع مع عدد من الدول العربية عبر “اتفاقات أبراهام”.
لكن خلف هذه النجاحات السياسية الظاهرية، يرى كثيرون أن نتنياهو بنى سلطته على **سياسة الخوف والانقسام**، مستغلًا التهديدات الأمنية لتثبيت حكمه وتبرير القمع داخل الأراضي الفلسطينية.

الازدواجية في الخطاب الدولي

لطالما قدّم نتنياهو نفسه في الغرب على أنه حارس الديمقراطية في الشرق الأوسط، وصوت “الحرب على الإرهاب”، بينما تصفه منظمات حقوق الإنسان بأنه **أحد أبرز من انتهك القوانين الإنسانية**.
ففي حين يتحدث أمام الأمم المتحدة عن “الحرية والدفاع عن النفس”، تُظهر تقارير الأمم المتحدة صورًا لمجازر ارتكبتها قواته في غزة وجنين ونابلس.
هذه الازدواجية جعلته شخصية مثيرة للانقسام عالميًا: يُصفّق له حلفاؤه في واشنطن، ويطالب النشطاء حول العالم بمحاكمته في لاهاي.

نتنياهو بعد عقود من الحكم – إرث من الجدل

رغم تورطه في قضايا الفساد والاتهامات الجنائية الدولية، لا يزال نتنياهو يتمسك بالسلطة، مستندًا إلى قاعدة جماهيرية يمينية ترى فيه “الزعيم القوي الذي يحمي إسرائيل”.
لكنه بالنسبة للفلسطينيين ومعظم العالم العربي، يُعد رمزًا للبطش والاحتلال والعقاب الجماعي.
لقد ترك بصمة عميقة في السياسة الإسرائيلية، لكنها بصمة ملوّثة بالدماء والفساد والجدل الأخلاقي، ما يجعل تقييم إرثه أمرًا معقدًا ومتعدد الأوجه.

خــــاتمـــة

يبقى **بنيامين نتنياهو** أحد أكثر الزعماء المعاصرين إثارة للانقسام: زعيمٌ براغماتي بارع في إدارة الأزمات، لكنه أيضًا متهم بإشعالها.
حكم إسرائيل بقبضة من حديد، وسعى لترسيخ إرث سياسي يجعله حارسًا لـ"الأمن القومي"، غير أن تاريخه مملوء بالاتهامات والدماء.
ومهما اختلفت الروايات، فإن نتنياهو سيظل نموذجًا صارخًا للسياسي الذي جمع بين الذكاء والخطر، وبين الخطاب الديمقراطي والممارسة القمعية، في مفارقة لم يشهدها الشرق الأوسط بهذا الوضوح من قبل.


 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

78

متابعهم

77

متابعهم

758

مقالات مشابة
-