
الدقهلية.. قلب الدلتا النابض وسحر الريف المصري الأصيل اعرف اصلك الطيب وتاريخك
الدقهلية.. قلب الدلتا النابض وسحر الريف المصري الأصيل
اعرف اصلك الطيب وتاريخك

تتربع محافظة الدقهلية*في قلب دلتا النيل، كدرّة من درر مصر التي جمعت بين عبق التاريخ، وثراء الطبيعة، وطيبة الإنسان المصري الأصيل. هي المحافظة التي لا يذكر اسمها إلا واقترن بالعلم والفن والكرم، وبأهلها الذين يحملون في قلوبهم صفاء النيل ونقاء الأرض الخضراء.
اولا : موقع مميز وتاريخ عريق
تقع الدقهلية في شمال شرق دلتا النيل، ويحدها من الشرق **محافظة الشرقية**، ومن الغرب **محافظة الغربية**، ومن الشمال **دمياط وكفر الشيخ**، ومن الجنوب القليوبية. وتعد مدينة المنصورةعاصمتها، تلك المدينة التي أسسها الملك الكامل في العصر الأيوبي بعد انتصاره على الحملة الصليبية السابعة عام 1250م، فسماها "المنصورة" تيمنًا بالنصر العظيم.
تاريخ الدقهلية ممتد إلى أقدم العصور، فقد شهدت أرضها حضارات متعاقبة منذ الفراعنة، مرورًا بالعصر الإسلامي الذي ازدهرت فيه مدنها وقراها، حتى أصبحت واحدة من أهم مناطق مصر الزراعية والعلمية.
ثانيا : أهل الدقهلية.. طيبة وأصالة
لكن يبقى أعظم ما يميز الدقهلية هو **أهلها**. فهم أهل المروءة والكرم، لا يبخلون بجهد ولا يتأخرون عن مساعدة الغير. تجد فيهم الطيبين الذين يجمعون بين روح الفكاهة المصرية والجد في العمل والالتزام بالأخلاق.
يُعرفون بحبهم للعلم والتفوق، فلا عجب أن أنجبت المحافظة العديد من العلماء والأدباء والفنانين الذين رفعوا اسم مصر عاليًا، منهم **الدكتور محمد غنيم** رائد زراعة الكلى في الشرق الأوسط، و**الأديب يحيى حقي**، و**الفنان عبد الوهاب الدكالي**، وغيرهم من الرموز الذين لمع نجمهم في مختلف المجالات.

ثالثا : لمنصورة.. مدينة النصر والعلم
تُعرف **المنصورة** بأنها "عروس الدلتا"، وهي ليست مجرد مدينة إدارية بل رمز للكرامة والعلم. تضم **جامعة المنصورة**، إحدى أعرق الجامعات المصرية والعربية، والتي تعد منارة للبحث العلمي والتعليم، خاصة في مجالات الطب والهندسة والعلوم. كما تضم مستشفى المنصورة الجامعي الذي يُعد من أكبر المراكز الطبية في الشرق الأوسط.
ولا يمكن الحديث عن المنصورة دون ذكر **كورنيش النيل** الساحر الذي يضفي على المدينة طابعًا فريدًا، حيث يمتزج عبق النيل بهدوء الحياة الريفية في لوحة من الجمال الطبيعي.
رابعا :معالم أثرية وسياحية مميزة
تزخر محافظة الدقهلية بعدد كبير من المعالم الأثرية والتاريخية التي تشهد على عظمتها عبر العصور. ففي **منطقة ميت غمر** توجد آثار فرعونية تعود إلى الأسرة الخامسة، بينما تحتوي **بلقاس** على تلال أثرية تحكي قصص العصور القديمة. أما **قرية ميت الخولي عبد الله** فهي من أشهر قرى المحافظة لما تتميز به من جمال الطبيعة وكرم أهلها.
ومن أبرز المعالم أيضًا **دار ابن لقمان** في المنصورة، وهو المنزل الذي أسر فيه **الملك لويس التاسع** قائد الحملة الصليبية السابعة. وقد تحول هذا المكان إلى متحف يؤرخ لتلك الحقبة المجيدة من تاريخ مصر.
كما تضم المحافظة العديد من المساجد التاريخية، مثل مسجد الموافي، ومسجد الشيخ حسنين، إضافة إلى الكنائس القديمة التي تعكس روح التسامح والتعايش التي عرف بها أبناء الدقهلية عبر العصو

خامسا :الاقتصاد والزراعة.. خيرات أرض لا تنضب
تعتبر الدقهلية من أغنى محافظات مصر زراعيًا، حيث تنتشر فيها الحقول الخضراء على امتداد البصر، وتتنوع محاصيلها بين الأرز والقمح والقطن والخضروات والفواكه. وتعد أيضًا مركزًا مهمًا لصناعة الألبان والأثاث والحرف اليدوية التي تشتهر بها القرى الريفية.
كما تشتهر مدن مثل **أجا وطلخا وميت سلسيل** بأسواقها النشطة وصناعاتها الصغيرة التي تمثل عصب الاقتصاد المحلي، مما يجعل المحافظة نموذجًا للتكامل بين الزراعة والصناعة.
سادسا :الريف الدقهلاوي.. لوحة من الجمال والهدوء
تتميز قرى الدقهلية بجمالها الأخّاذ، حيث تمتزج الحقول الخضراء بمياه الترع والقنوات الصغيرة، وتنتشر أشجار النخيل والصفصاف في مشهد يأسر القلوب. في الصباح تسمع خرير المياه وصوت الطيور، وفي المساء تجتمع العائلات في دفء المحبة.
هذا الريف ليس فقط مصدر رزق، بل هو جزء من روح أهل الدقهلية الذين تربوا على البساطة والرضا وحب الأرض.
خاتمة
تبقى **الدقهلية** نموذجًا مصغرًا لمصر بكل ما فيها من جمال وتاريخ وحياة. فهي محافظة جمعت بين النيل والإنسان، بين الماضي المجيد والحاضر المتجدد. وإذا أردت أن ترى مصر الحقيقية بصفائها وكرمها وجمالها، فزر الدقهلية لتشعر أنك تسير في قلب مصر النابض.