حين تكونُ المسؤوليةُ أمانةً… تُقاسُ بها الإنسانيةُ

حين تكونُ المسؤوليةُ أمانةً… تُقاسُ بها الإنسانيةُ

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

المسؤولية… ميزانُ الإنسانِ في الحياةِ

image about حين تكونُ المسؤوليةُ أمانةً… تُقاسُ بها الإنسانيةُ

معنى المسؤوليةِ

تُعدُّ المسؤوليةُ من أهمِّ القيمِ التي يقومُ عليها المجتمعُ الإنسانيّ، فهي التي تُظهرُ مدى نضجِ الفردِ ووعيهِ بنفسهِ وبمن حولهِ.
المسؤوليةُ لا تقتصرُ على جانبٍ واحدٍ من الحياةِ، بل تمتدُّ لتشملَ كلَّ تصرّفٍ أو قرارٍ نتخذُهُ ، سواءً في العملِ أو في البيتِ أو حتى في أبسطِ المواقفِ اليوميةِ التى نَعيشَها .

المسؤوليةُ منذُ خلقِ الإنسانِ:

 

منذُ بدايةِ خلقِ الإنسانِ وتحمُّلِهِ الأمانةَ التي رفضتْها السماواتُ والأرضُ والجبالُ ، أصبحَ الإنسانُ مسؤولًا مسؤوليةً كاملةً عن أداءِ التكاليفِ والأوامرِ الشرعيةِ التي كلّفَهُ اللهُ بها.
وتعدّدتِ المسؤولياتُ التي تقعُ على عاتقِ الإنسانِ خلالَ مراحلِ حياتِهِ سواءً كان ذلكَ طوعًا أو كرهًا.
فليسَ هناكَ إنسانٌ مسؤولٌ وآخرُ غيرُ مسؤولٍ ، بل المسؤوليةُ تقعُ على جميعِ البشرِ باختلافِ مكانتِهم والتزاماتِهم.
وباختلافِ المسؤولياتِ سواءً كانت اجتماعيةً أو قانونيةً أو أخلاقيةً ، فإنَّ لكلٍّ منها أبعادًا ومهامَّ مختلفةً، ويجبُ على الإنسانِ التفاني والالتزامُ بأدائها تجاهَ نفسِهِ أولًا ثم تجاهَ المجتمعِ.

بدايةُ المسؤوليةِ مع الإنسانِ:

 

منذُ لحظةِ وعيِ الإنسانِ بنفسِهِ، تبدأُ معهُ فكرةُ المسؤوليةِ.
فكلُّ شخصٍ مسؤولٌ عن نفسِهِ أولًا، عن سلوكياتِهِ وأفعالِهِ وطريقةِ تعاملِهِ مع الآخرينَ.
أن يتحمّلَ الإنسانُ نتيجةَ قراراتِهِ يعني أنَّهُ أدركَ قيمةَ المسؤوليةِ، وأنَّهُ أصبحَ قادرًا على مواجهةِ الحياةِ بوعيٍ وثقةٍ.

المسؤوليةُ ليست عبئًا بل قوةً:

 

المسؤوليةُ ليست عبئًا على الإنسَان كما يظنُّ البعضُ، بل هي علامةُ قوةٍ ونضجٍ فى شَخصيتهُ .
فالشخصُ المسؤولُ لا يهربُ من الأخطاءِ ، بل يعترفُ بها ويتعلّمُ منها.
هو من يسعى لإصلاحِ ما يمكنُ إصلاحُهُ ، ويضعُ دائمًا في ذهنِهِ أثرَ قراراتِهِ على من حولَهُ .
بهذهِ الطريقةِ تُبنى المجتمعاتُ القويةُ ، لأنَّ كلَّ فردٍ فيها يُدركُ دورَهُ ويقومُ بهِ بضميرٍ حيٍّ.

صورٌ من المسؤوليةِ في الحياةِ اليوميةِ:

 

تبدأُ المسؤوليةُ من الأمورِ الصغيرةِ.
فحينَ يلتزمُ الطالبُ بواجباتِهِ الدراسيةِ، أو يحافظُ الموظّفُ على أمانتِهِ في العملِ، أو يفي الإنسانُ بوعودِهِ لأسرتهِ وأصدقائِهِ، فإنَّهُ يُمارسُ المسؤوليةَ في أبسطِ صورِها.
ومع مرورِ الوقتِ، تتحوّلُ هذهِ الممارساتُ إلى عادةٍ راسخةٍ تُكوّنُ شخصيةً متوازنةً يُعتمدُ عليها فى كُل الأمُور .

المسؤوليةُ تجاهَ الآخرينَ:

 

المسؤوليةُ لا تعني فقط أداءَ الواجبِ، بل تشملُ أيضًا الاهتمامَ بالآخرينَ ومساعدتَهم .
فالمجتمعُ المتعاونُ هو مجتمعٌ مسؤولٌ، لا يتركُ الضعيفَ وحدَهُ، ولا يتجاهلُ المحتاجَ ، بل يمدُّ يدَهُ للجميعِ بروحٍ إنسانيةٍ دونَ كَللّ .

الخاتمةُ: المسؤوليةُ أسلوبُ حياةٍ:

 

تظلُّ المسؤوليةُ معيارًا حقيقيًا يُقاسُ بهِ الإنسانُ وتجعَلهُ  يتصرّفُ فىِ المَواقِف بحكمةٍ.
هو من يُديرُ حياتَهُ دونَ أن يضرَّ أحدًا، ويتركُ أثرًا طيبًا أينما وُجدَ.
المسؤوليةُ ليست مجردَ كلمةٍ تُقالُ ، بل هي أسلوبُ حياةٍ ، من يُتقنُها يعيشُ باحترامٍ وثقةٍ ، وينالُ محبّةَ الناسِ وتقديرَهم، لأنّها تعكسُ جوهرَ الإنسانِ الحقيقيَّ، ومدى التزامِهِ تجاهَ نفسِهِ وتجاهِ المجتمع . 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

7

متابعهم

13

متابعهم

40

مقالات مشابة
-