هل الطلاق قرار،،،،ام اقدار

هل الطلاق قرار،،،،ام اقدار

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

هل الطلاق قرار أم اقدار؟

 

الطلاق ليس حدثًا مفاجئًا، ولا قرارًا يُتخذ في لحظة غضب عابرة كما يعتقد البعض. في الحقيقة، الطلاق غالبًا ما يكون النهاية الظاهرة لقصة بدأت فصولها قبل زمن طويل، داخل بيتٍ ما زالت جدرانه قائمة، لكن دفئه تآكل بصمت. فقبل أن تُفتح أبواب المحكمة، تُغلق أبواب الحوار، وقبل أن تُوقَّع الأوراق، تكون المشاعر قد انسحبت واحدة تلو الأخرى من العلاقة..

عندما نتحدث عن الطلاق، فإننا لا نتحدث فقط عن انفصال رجل وامرأة، بل عن انهيار شراكة إنسانية كان يُفترض أن تقوم على السكينة والرحمة والتفاهم. هو لحظة اعتراف مؤلمة بأن ما كان يُنتظر أن يستمر، لم يعد قادرًا على الحياة. ومع ذلك، فإن السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح: هل الطلاق قدر محتوم، أم نتيجة قرارات خاطئة تراكمت مع الوقت؟

متى يبدا الطلاق,،؟

في أغلب الحالات، لا يبدأ الطلاق بسبب حدث كبير واحد، بل بسبب سلسلة من التفاصيل الصغيرة التي أُهمِلت. يبدأ حين يصبح الصمت لغة سائدة، وحين يتحول الحوار إلى نقاشات حادة أو يختفي تمامًا. يبدأ عندما يتراجع الاحترام المتبادل، وتُقال كلمات جارحة دون اكتراث بأثرها، أو عندما يُقابَل التعب بالتجاهل، والعطاء بعدم التقدير. هذه اللحظات، وإن بدت بسيطة في ظاهرها، تشكّل مع الوقت فجوة عميقة بين الزوجين.

كثيرون يربطون الطلاق بالخيانة أو المشاكل المادية فقط، لكن الواقع أكثر تعقيدًا. فالفتور العاطفي، والإهمال النفسي، وغياب الدعم، والشعور بعدم الأمان داخل العلاقة، كلها أسباب صامتة لكنها مدمّرة. حين يشعر أحد الطرفين أنه غير مرئي، غير مسموع، أو غير مُقدَّر، يبدأ الانسحاب الداخلي، ويبدأ الزواج في فقدان معناه الحقيقي.

أما مسألة المسؤولية، فالحقيقة المؤلمة هي أن الطلاق نادرًا ما يكون نتيجة خطأ طرف واحد فقط. في معظم الأحيان، يشترك الطرفان بدرجات مختلفة في الوصول إلى هذه النهاية. قد يخطئ الرجل حين يظن أن توفير الاحتياجات المادية يغني عن الاحتواء العاطفي، أو حين يتهرب من الحوار بدل مواجهته. وقد تخطئ المرأة حين يتحول اللوم الدائم إلى أسلوب حياة، أو حين يُستبدل الاحترام بالكلمات القاسية والمقارنات المؤلمة. العلاقة الزوجية ليست ساحة صراع، بل مسؤولية مشتركة تتطلب وعيًا وتنازلات متبادلة.

الزواج لا يقوم على الحب وحده، فالحب دون احترام يذبل، ودون تقدير يتحول إلى عبء. الأعمال المتبادلة، من كلمة طيبة، واحتواء صادق، واعتراف بالجهد، هي ما يمنح العلاقة قدرتها على الاستمرار. وعندما يتوقف أحد الطرفين عن العطاء، أو يطالب بحقوقه دون أن يؤدي واجباته، يختل الميزان، ويصبح الانفصال احتمالًا قائمًا.

من هو الخاسر الاكبر؟

وسط كل هذا، يبقى الأطفال هم الضحية الأكثر صمتًا. سواء حدث الطلاق أو استمر الزواج في أجواء مشحونة، فإن الطفل يتأثر نفسيًا وعاطفيًا. يشعر بالقلق، ويفقد الإحساس بالأمان، وقد يحمل ذنبًا لا علاقة له به. لذلك، فإن النقاش الحقيقي حول الطلاق لا يجب أن يكون فقط حول الانفصال أو الاستمرار، بل حول كيفية حماية الأطفال من آثار الصراع، أياً كان القرار النهائي.

هل الطلاق قرار أم اقدار،؟

الجواب ليس واحدًا في كل الحالات. أحيانًا يكون الطلاق قدرًا لا مفر منه حين تتحول العلاقة إلى أذى مستمر. لكنه في كثير من الأحيان يكون نتيجة قرارات خاطئة، وتأجيل للحلول، وغياب للحوار في الوقت المناسب. لو أُصلِحت الأخطاء في بدايتها، ولو عاد الاحترام إلى مكانه الطبيعي، ولو وُجد استعداد حقيقي للتغيير، لربما تغيّرت النهايات.

في النهاية الطلاق ليس قرارا يتخذ بين ليلة وضحاها،بل هو وليد تراكمات غيرت من  الشخصيات معا،حتى اصبحا بالكاد يعرفان بعضيهما،قد يكون الخطأ من طرف دون الاخر وقد يشتركان في الخطأ نفسه، لكن غرور وعنجهية  كل طرف فتحت المجال لتلك المشاكل أن تجد المساحة الواسعة لتنمو وتتطور في حين غفلة منهما

اذن ،الطلاق ليس لحظة، بل مسار طويل. وقبل أن نصل إلى السؤال: هل ننفصل؟ ينبغي أن نسأل أنفسنا بصدق: هل فعلنا ما يكفي لنُنقذ ما يمكن إنقاذه؟ وهل وعينا أن البيوت لا تُهدم دفعة واحدة، بل تسقط حجرًا بعد حجر، بصمتimage about هل الطلاق قرار،،،،ام اقدار

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
جليل ألاء تقييم 0 من 5.
المقالات

1

متابعهم

0

متابعهم

1

مقالات مشابة
-
إشعار الخصوصية
تم رصد استخدام VPN/Proxy

يبدو أنك تستخدم VPN أو Proxy. لإظهار الإعلانات ودعم تجربة التصفح الكاملة، من فضلك قم بإيقاف الـVPN/Proxy ثم أعد تحميل الصفحة.