دور الوالدين في مواجهة التسلط عبر الإنترنت

دور الوالدين في مواجهة التسلط عبر الإنترنت

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

دور الوالدين في مواجهة التسلط عبر الإنترنت

الوجه المزدوج للتكنولوجيا

وسائل الإعلام والإنترنت تتيح لنا نشر أي شيء في دقائق معدودة والوصول إلى العالم بأسره بلا رقابة، وهذا يحمل مزايا عظيمة، لكنه أيضًا يفتح الباب أمام مخاطر كبيرة، مثل التسلط عبر الإنترنت الذي يضاعف الأذى النفسي والاجتماعي للضحايا.

دور الوالدين: الحماية والدعم

الشباب المعرضون للتنمر الإلكتروني يحتاجون إلى دوائر دعم قوية، وأبرزها الأهل. المشكلة أن الكثير من الآباء لا يعرفون كيف يتعاملون مع هذه المواقف، أو ما الإجراءات الصحيحة لمساعدة أبنائهم.

هل هناك وعي كافٍ بالتسلط عبر الإنترنت؟

رغم أن وسائل الإعلام تحذر بشكل متكرر من التنمر والتحرش الإلكتروني وحتى حالات انتحار الأطفال، إلا أن جزءًا من الناس لا يزال يتعامل معه بخفة أو يعتاد سماع الأخبار دون إدراك خطورتها. هذا يُشعر الضحية أحيانًا أنه لن يجد من يصدقه أو يقف إلى جانبه.

كيف يواجه المراهقون التنمر الإلكتروني؟

ينصح خبراء علم النفس الشباب والمراهقين باتباع خطوات عملية:

تجنب الشعور بالذنب: المعتدي غالبًا يعاني من ضعف داخلي ويُسقِط ذلك على الآخرين.

عدم الرد على الاستفزازات: الرد يزيد من حدة الموقف ويغذي المعتدي.

طلب المساعدة من الكبار: سواء الأهل أو المعلمين، لتلقي الدعم النفسي والحماية.

الاحتفاظ بالأدلة: مثل الرسائل أو الصور أو لقطات الشاشة، فهي قد تكون مفيدة لاحقًا.

ممارسة الاسترخاء: لتخفيف التوتر والقلق الناتج عن التجربة.

تعزيز الخصوصية: عبر ضبط إعدادات الأمان في الشبكات الاجتماعية.

تقليل الاعتماد على الإنترنت: والانشغال بأنشطة حقيقية ممتعة مع أشخاص داعمين.

التسلط عبر الإنترنت ليس مجرد "مشكلة عابرة"، بل خطر يهدد الصحة النفسية للأطفال والمراهقين. وهنا يبرز الدور الحيوي للوالدين: الإصغاء، الاحتواء، والتدخل المبكر. فبكلمة دعم أو حضن صادق، قد ينقذ الأب أو الأم حياة ابنهم من دوامة صامتة قد تبدو بلا مخرج.

image about دور الوالدين في مواجهة التسلط عبر الإنترنت

دور الوالدين في منع التسلط عبر الإنترنت

بناء الثقة منذ الصغر

غالبًا ما يشك الآباء أن أبناءهم يتعرضون لمضايقات، لكنهم لا يحصلون على القصة كاملة. لذلك، من الضروري خلق مناخ من الثقة والتواصل المبكر، حيث يشعر الطفل أنه مسموع وآمن في الحديث عن مخاوفه.

القدوة والوقاية

أن يكون الآباء قدوة في السلوك الرقمي.

شرح مخاطر الشبكات الاجتماعية وأهمية الحفاظ على الخصوصية.

الطفل الذي ينشأ في بيئة آمنة يسهل عليه اللجوء لأسرته عند مواجهة مشكلة.

تنظيم استخدام الإنترنت

من المهم وضع قواعد وجداول زمنية لاستخدام الإنترنت.

الهدف ليس أن يكون الوالدان "شرطة"، بل موجّهان وداعمون.

يمكن تقييد بعض المواقع أو الشبكات لتجنب المخاطر المحتملة.

مواجهة المشكلة بحكمة

عند اكتشاف التسلط الإلكتروني، يجب التصرف بحزم وهدوء.

التركيز على حل المشكلة وحماية الطفل بدلًا من السعي للانتقام.

تقديم دعم نفسي قوي للطفل ليخرج من الأزمة بأقل الأضرار.

المدرسة كخط دفاع ثانٍ

لا يكفي دور الوالدين وحدهم، بل يجب أن يكون المعلمون شبكة دعم إضافية.

المدرسة بيئة رئيسية للتثقيف حول التعاطف واحترام التنوع.

التوعية المدرسية تساهم في تقليل فرص التسلط وبناء جيل أكثر وعيًا.

خاتمة

التسلط عبر الإنترنت تحدٍّ متزايد، لكن الوقاية تبدأ من البيت ثم تمتد إلى المدرسة. بالثقة والتوجيه والحوار المفتوح، يستطيع الوالدان حماية أبنائهم، ويستطيع المعلمون دعم هذه الجهود. فالتربية على التعاطف والاحترام ليست فقط وقاية من التنمر، بل هي أساس لبناء مجتمع صحي ومتوازن.


 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

195

متابعهم

22

متابعهم

1

مقالات مشابة
-