لا يتركهم ولو على حافة الموت: شاب يحمل والديه 160 كيلومتراً ويُعيد تعريف معنى البرّ والرجولة
لا يتركهم ولو على حافة الموت
: شاب يحمل والديه 160 كيلومتراً ويُعيد تعريف معنى البرّ والرجولة

في زمنٍ أصبح فيه البعض يتخلّى عن أقرب الناس إليه لأتفه الأسباب، ظهر شاب فقير من الروهينغا ليُثبت للعالم أنّ الرجولة ليست في القوة ولا في الشهرة… بل في الوفاء.
قريته اشتعلت بالنار، والرصاص يقترب، والجميع يصرخ فيه: *اهرب… أنقذ نفسك!*
لكن قلبه قال شيئاً آخر…
أمام والده المُسنّ الذي تجاوز الخامسة والثمانين، وأمّه المنهكة التي لم تعد تقوى على السير، وقف الشاب لحظة صمت… ثم قرر قراراً غيّر حياته إلى الأبد:
**لن أتركهما ولو كلّفني ذلك حياتي.**
حمل والديه على كتفيه، وسار سبعة أيام كاملة وسط الغابات والجبال والأنهار… بلا طعام، بلا حذاء، بلا راحة.
خطوة بعد خطوة… ودمعة بعد دمعة… حتى وصل إلى بنغلاديش وهو لا يحمل إلا حباً ووفاءً أكبر من كل الجبال التي عبرها.
هذه القصة ليست مجرد حكاية هروب… إنها درس في الإنسانية، ومرآة تُظهر لنا معنى البرّ حين يصبح بطولة، ومعنى الحب حين يتحوّل إلى قوة تقهر المستحيل.
مدخل وتعريف بالقصة
تنتشر منذ سنوات على الإنترنت قصة مؤثرة تُروى عن “شاب من بورما” — في الحقيقة من أبناء الروهينغا — الذي رفض أن يفر ويترك والدَيه العجوزَين خلفه أثناء موجة العنف التي طالت الروهينغا في ولاية أراكان (راخين) بميانمار. بدلاً من ذلك، حملهما — رغم بلوغ والده نحو 85 عاماً ووالدته نحو 65 عاماً — على كتفيه أو في سلتين معلقتين على ظهره، وسار بهما لمسافة طويلة تصل إلى نحو 160 كيلومتراً، ساعياً إلى الوصول إلى بنغلاديش هرباً من العنف. ([صحيفة الوطن][1])
تقول بعض الروايات إن الرحلة استغرقت سبعة أيام — خلالها كان الشاب يسير حافياً، مع قليل من الماء والطعام، عبر غابات وأراضٍ وعرة، وأنه رغم التعب والخطر، لم يتخلّ عن والديه، لأنهما كانا سابقاً من حملاه عندما كان طفلاً. ([صحيفة الوطن][1])
خلفية الوضع: من هم الروهينغا ولماذا فرّوا

* الروهينغا هم أقلية مسلمة تعيش في ولاية أراكان (راخين) في ميانمار، وقد واجهت اضطهاداً منهجياً لفترات طويلة. ([ويكيبيديا][2])
* في نهاية أغسطس 2017 بدأت عمليات واسعة شنّها الجيش البورمي (Tatmadaw) ضد المدنيين من الروهينغا، تخلّلتها أعمال قتل، حرق قرى، تهجير جماعي، وعمليات عنف واسعة وصفها كثيرون بأنها إبادة أو تطهير عرقي. ([ويكيبيديا][3])
* نتيجة لهذا العنف، فرّ مئات الآلاف من الروهينغا إلى بنغلاديش، وهي الحركة التي تصنّف كواحدة من أكبر أزمات اللجوء والتهجير في القرن الحالي. ([unrefugees.org][4])
في هذا السياق من الخوف والفوضى، تُبرز قصة هذا الشاب كبصمة مروّنة على ما يعنيه أن تكون أسرة — وأن تضحي من أجلها رغم أقسى الظروف.
لماذا أثارت القصة الاهتمام والعبرة منها
1. رحمة ووفاء غير مشروط**
القصة تعكس مفهوم “البرّ” بأعلى معانيه: الشاب لم يره والديه كمجرد عبء، بل كمَن حملاه في ضعفه، فأصبح دوره أن يحملهما في ضعفهما. وهذا — كما تقول القصة — ليس فرضاً بل شرفاً ينبع من الحب.
> «This man from Burma … carried his parents … 160 km until he reached his destination.» ([Reddit][5])
الكثيرون على الإنترنت أعطوه لقب “بطل الإنسانية” أو “أغلى جوهرة” لدى والديه. ([Reddit][6])
2. تضحيات في مواجهة الخطر والموت**
الهروب من العنف ليس سهلاً، لكنه يبدو أسهل من التمييز بين من تنقذ ومن تترك. الشاب اختار أن يخاطر بحياته، ويعرض نفسه للإرهاق والمرض والموت، بدلاً من ترك من لا حول لهما ولا قوة — والديه — في مواجهة “الموت” المحتمل كانوا يواجهونه لو تركهما.
هذا القرار يعكس شجاعة روحية وأخلاقية نادرة، وهو درس في الإيثار: أن تنقذ من لا يمكنهم إنقاذ أنفسهم، حتى لو دفعك ذلك لأقصى حدودك.
3. أمل وإنسانية وسط فظائع**
بين أهوال العنف التي طاولت الروهينغا — حرق قرى، قتل جماعي، تهجير — تبرز هذه القصة كدليل على أن الإنسانية لا تزال حية، وأن الحب والرحمة قد تبقيان منارة في أحلك اللحظات. في وسط تكتُّم سياسي، كراهية، عنف، وتهجير جماعي، يبقى هذا الشاب صورة مُلهِمة لمن لم ينسَ إنسانيته.
حتى وكالات دولية مثل UNHCR أشارت إلى أن كثيراً من كبار السن من الروهينغا يعتمدون على أسرهم — أول بالأطفال، ثم شباباً — لنجاتهم، بعد أن تصبح الحياة صعبة أيضاً على من يجب أن يعتنوا بهم. ([المفوضية السامية للاجئين][7])
مدى موثوقية القصة — وما نعرفه وما لا نعرفه
رغم انتشار القصة على نطاق واسع في وسائل إعلام ومواقع التواصل، إلا أن هناك ملاحظة مهمة: لا توجد — على ما أعلم — **معلومة رسمية موثوقة** (مثل صورة تحقق مستقل، مقابلة صحافية مع الشاب أو والديه، تقرير من وكالة أممية) تُوثّق كل تفاصيل — مثل المسافة 160 كلم، أو مدة 7 أيام، أو أعمار الوالدين بدقة. المصادر المتاحة تعتمد في الغالب على روايات صحافية مقتضبة أو منشورات وإعادة نشر على وسائل التواصل. ([صحيفة الوطن][1])
بعض الصفحات ذكرت أن الشاب حمل والديه في “سلّتين” (baskets) بدلاً من مباشرة على الكتف، وأن الرحلة كانت إلى الحدود مع بنغلاديش، وأن المسافة والزمن تقريبية. ([Daily Sabah][8])
بالتالي، من المهم أن ننظر إلى القصة باعتبارها رمزاً معبّراً على التضحية والوفاء، أكثر منها تقريراً موثوقاً 100% عن حدث موثق بالكامل.
عبر ودروس مستخلصة: ما الذي يمكن أن نتعلّمه من هذا الشاب
انسانيتنا لا تُقاس بظروفنا**: رغم العنف والتهجير والخوف، الشاب لم يسمح للخوف أن يحوّل والديه إلى عبء يُترك خلفه. بدلاً من ذلك، جعل الرحمة والتضحية عنوان لحركته.
الوفاء ليس رفاهية بل واجب إنساني**: كثيرون ينسون من كان سندهم في الطفولة — هذا الشاب تذكّر ومنّ بالجميل، وحافظ على ارتباطه بالوالدين رغم العقبات.
القيمة الحقيقية للحياة ليست في المال أو الراحة، بل في الحب والعائلة**: رجل بأب بسيط، وربما لا يملك شيء، لكنه في أعيننا — لأنه اختار الرحمة — أعظم من كثيرين ممن يملكون الدنيا وما فيها.
الأمل يحتاج إلى أبطال صامتين**: في أزمات مثل أزمتهم (لجوء، مجازر، تهجير)، كثير من القصص البطولية لا تُروى أو تُنسى — لكنها تستحق أن تُعرف وتُخلّد.
لماذا قد لا نجد “مصادر رسمية” للقصة — وما يعني ذلك
* كثير من اللاجئين فرّوا هرباً من المجازر في ظروف عشوائية — غالباً ليلاً، مشياً عبر غابات أو أنهار — ما يعني أن التوثيق الصحفي كان شبه معدوم.
* الإعلام الرسمي غالباً منع من الوصول إلى مناطق الصراع، أو كان التغطية محكومة برواية الحكومة — ما صعّب توثيق قصص الأفراد. ([Correspondent][9])
* في ثقافات وبيئات اللاجئين، التفاصيل الشخصية — أعمار، مسافات، أسماء — قد تُغيَّر أو تُحفظ سرّية، لحماية من تبقى هناك، أو لأسباب أمنية.
لهذا، رغم أن القصة انتشرت كثيراً، ينبغي أن نتعامل معها — كما قلت — كرمز إنساني، وليس كنص رسمي دقيق.
خاتمة: برّ الوالدين بين الواجب والشرف
قصة هذا الشاب — الحقيقي أو على الأقل المتداول — تضع أمامنا معنى “البرّ” في أقصى صوره: ليس فقط واجباً مترتّباً، بل رسالة حب… رسالة كرامة ووفاء. في زمن تكثر فيه الدعاوى لتقدير الذات والجسد، تأتي هذه القصة لتقول: “إن الإنسان الذي تذكّر من حمله في طفولته، لا يترك أحبّته حين يضعفون.”
قد لا نعرف اسمه، ولم نرَ صورته بوضوح موثوق، وقد تكون بعض التفاصيل مبالغاً فيها أو مختلطة مع روايات أخرى — لكن المعنى يبقى قائماً: التضحية، الوفاء، الرحمة.
وبينما العالم يُتابع صراعات كبيرة، ومآسي تهجير وشتات، أحلام الأمان والعودة تُنتزع، تذكّرنا هذه القصة بأن الإنسانية تبدأ في أبسط الأشياء: بأن نحب من أحبّونا.
مراجع القصة
[1]: https://alwatannews.net/life-style/article/734005/%D9%85%D8%B3%D9%84%D9%85-%D9%85%D9%86-%D8%A8%D9%88%D8%B1%D9%85%D8%A7-%D9%84%D8%AC%D8%A3-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A8%D9%86%D8%BA%D9%84%D8%A7%D8%AF%D9%8A%D8%B4-%D9%8A%D8%AD%D9%85%D9%84-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%87-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D9%83%D8%AA%D9%81%D9%8A%D9%87?utm_source=chatgpt.com "مسلم من بورما لجأ إلى بنغلاديش يحمل والديه على كتفيه - الوطن"
[2]: https://en.wikipedia.org/wiki/Rohingya_people?utm_source=chatgpt.com "Rohingya people"
[3]: https://en.wikipedia.org/wiki/Rohingya_genocide?utm_source=chatgpt.com "Rohingya genocide"
[4]: https://www.unrefugees.org/news/from-persecution-to-persistence-the-story-of-the-rohingya/?utm_source=chatgpt.com "From Persecution to Persistence: The Story of the Rohingya"
[5]: https://www.reddit.com/r/MadeMeSmile/comments/j37jie?utm_source=chatgpt.com "This man from Burma, who fled to Bangladesh, did not leave behind his parents who are unable to move. He carried them on his shoulders for 160km until he reached his destination."
[6]: https://www.reddit.com/r/MadeMeSmile/comments/mw9in3?utm_source=chatgpt.com "Instead of leaving his parents,this guy just carried them for 160km"
[7]: https://www.unhcr.org/news/stories/elderly-rohingya-rely-families-carry-them-safety?utm_source=chatgpt.com "Elderly Rohingya rely on families to carry them to safety"
[8]: https://www.dailysabah.com/asia/2017/09/13/young-rohingya-man-carries-elderly-parents-in-baskets-to-escape-myanmar-violence?utm_source=chatgpt.com "Young Rohingya man carries elderly parents in baskets to ..."
[9]: https://correspondent.afp.com/year-living-desperately?utm_source=chatgpt.com "The year of living desperately"