غرائب الإسكندرية بين الأسطورة والواقع: سحر لا ينتهي
مقدمة

الإسكندرية ليست مجرد مدينة ساحلية جميلة تطل على البحر الأبيض المتوسط، بل هي مدينة تحمل بين أزقتها وتاريخها العريق غرائب وأسرارًا لا يعرفها كثيرون. إنها مدينة تمتزج فيها الأسطورة بالواقع، والقديم بالحديث، فتجد كل شارع فيها يحكي حكاية غريبة أو يخبئ سِرًا من الماضي. في هذا المقال نستعرض **أغرب الأشياء في الإسكندرية**، من العادات الشعبية إلى الأماكن الغامضة التي تثير الدهشة.
1- عادة إلقاء الأشياء من الشرفات ليلة رأس السنة
من أغرب ما يميز الإسكندرية في احتفالات رأس السنة أن بعض سكانها يحتفظون بعادة قديمة غريبة، وهي إلقاء الأشياء القديمة من الشرفات عند منتصف الليل. تعود هذه العادة إلى الجاليات اليونانية والإيطالية التي سكنت المدينة في القرن التاسع عشر، وكانوا يؤمنون بأن التخلص من الأشياء القديمة يجلب الحظ للسنة الجديدة. حتى اليوم، ما زال بعض السكندريين يلقون أواني أو أكياس ماء رمزية من الشرفات وسط ضحك الجيران ودهشة الزوار.
2- مقابر كوم الشقافة: أسرار العالم السفلي
تُعد مقابر كوم الشقافة من أعجب المعالم الأثرية في مصر كلها، فهي مقابر رومانية مصرية تمتد تحت الأرض لعدة طوابق، وتجمع بين الفن المصري القديم والفن الإغريقي والروماني. من أغرب ما فيها تماثيل لآلهة مصرية ترتدي الزي الروماني، ورسومات تمزج العقيدة بالحياة اليومية. وتقول الأساطير إن بعض العمال في القرن الماضي سمعوا أصواتًا غريبة تخرج من الأعماق!
3- عمود السواري.. اللغز الصامت
يقف عمود السواري شامخًا في حي كرموز، وهو أعلى نصب تذكاري من الجرانيت في مصر. الغرابة تكمن في **ضخامة العمود ووصوله من أسوان إلى الإسكندرية في العصور القديمة** دون وسائل نقل حديثة. حتى اليوم لا يعرف المؤرخون كيف نُقل هذا العمود الضخم ولا سر النقوش الغامضة أسفله.
4- قصر فيطر: القلعة الأوروبية في قلب الشرق
يقع هذا القصر العجيب في شارع إسطنبول بالإسكندرية، وهو تحفة معمارية تجمع بين الطراز الإيطالي واليوناني والعثماني. الغريب أن القصر تحوّل مع مرور الوقت إلى محل للتحف والأنتيكات، بينما لا يزال يحتفظ بملامح الأرستقراطية الأوروبية التي عاشتها المدينة في مطلع القرن العشرين. كثيرون يسمونه **“البيت الذي لا ينام”** بسبب الإضاءة الغامضة التي تنبعث منه ليلاً
5- الميناء الشرقي وأسطورة الغرقى
في عمق البحر أمام مكتبة الإسكندرية توجد بقايا **قصر كليوباترا** ومدن غارقة بالكامل. يعتقد بعض الغواصين أنهم سمعوا أصواتًا تشبه الصدى القادم من الأعماق أثناء الغوص في المنطقة. هذه المدينة المغمورة تحت البحر تُعد واحدة من أعجب الاكتشافات الأثرية في العالم.
6- شمس الإسكندر الأكبر
وفق دراسات فلكية حديثة، تبين أن **تخطيط شوارع الإسكندرية القديمة** تم بحيث يتعامد أحد المحاور مع شروق الشمس في يوم مولد الإسكندر الأكبر، مؤسس المدينة. هذا الاكتشاف جعل الإسكندرية تُعتبر من المدن ذات **الطابع الفلكي المقدس** منذ أكثر من ألفي عام.
7- ترام الإسكندرية: شاهد على الزمن
من أغرب الأشياء أن ترام الإسكندرية ما زال يعمل منذ أكثر من 120 عامًا بنفس الشكل تقريبًا. أصواته، وألوانه الزرقاء والصفراء، أصبحت جزءًا من هوية المدينة، حتى أن البعض يعتبره "أقدم وسيلة نقل حية في مصر". لا يُمكن أن تزور الإسكندرية دون أن تسمع صرير عجلاته المميز الذي يذكّرك بتاريخها الطويل.
8- غروب البحر عند القلعة
مشهد غروب الشمس عند **قلعة قايتباي** من أجمل وأغرب المشاهد التي يمكن أن تراها، إذ يبدو كأن الشمس تبتلع البحر أو تغوص في أحضانه. لا عجب أن الشعراء والرسامين عبر العصور وصفوا هذا المشهد بأنه “موعد الحب مع الأبدية”.
9- البحر الذي يغيّر لونه
يقول سكان المدينة إن بحر الإسكندرية “له مزاج”، فتارة يكون أزرق صافياً، وتارة أخضر داكنًا، وأحيانًا رماديًّا غريبًا لا يشبه سواحل أخرى. ويعتقد البعض أن ذلك بسبب التيارات البحرية الفريدة في خليجها الشرقي والغربي.
10 - جامع المرسي أبو العباس وأسرار الكرامات
يُعد جامع المرسي أبو العباس في بحري من أقدس وأغرب الأماكن في المدينة. تحيط به روايات عن الكرامات، ويقصّ الناس قصصًا عن إجابة الدعاء في أوقات معينة، وعن النور الذي يظهر في القبة عند صلاة الفجر في بعض الليالي.
الخاتمة
الإسكندرية مدينة تحمل بين أمواجها وطرقاتها **سحرًا لا يشيخ**، ومهما مر الزمن تبقى مليئة بالعجائب التي تدهش كل من يزورها. بين التاريخ والبحر والعادات الغريبة، تظل “عروس البحر المتوسط” مدينة لا تنام، ولا تتوقف عن إبهار زائريها يومًا بعد يوم. : (غرائب الإسكندرية – أماكن غامضة في الإسكندرية – أسرار المدينة القديمة )
