الدياثة: تعريفها وأثرها في المجتمع
في بداية الأمر يجب أن نعرف ما هو الديوث؟ فالديوث هو الذي لا يغار على أهله ومحارمه ويرضى بالمعصية والفاحشة عليهم. ولا شك أن هذا يتنافى مع الدين، فلا دين لمن لا غيرة له. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ثلاثة لا ينظر الله عز وجل إليهم يوم القيامة: العاق لوالديه، والمرأة المترجلة، والديوث". الدياثة هي عكس الفطرة الإنسانية السوية التي أودعها الله في الإنسان.
الغيرة: فطرة إنسانية
منذ بدء الخليقة ونزول سيدنا آدم وحواء، جعل الله الغيرة من الغرائز البشرية التي تظهر كلما أحس الإنسان بشراكة الغير في حقه بلا اختيار منه. والغيرة صفة محمودة، ولا خير في من لا يغار، بل إن قلبه منكوس. الغيرة تعتبر من الصفات الأساسية التي تعكس مدى احترام الشخص لذاته ولأهله، وهي درع حماية للأعراض والشرف.
التغيرات الاجتماعية وتأثيرها
في الآونة الأخيرة، انتشرت أمور غريبة بحجة التطور والتحرر، والتي جعلت الإنسان ينتزع الغيرة والشرف منه بحجة الحداثة والتطور. أصبح الرجل يتقبل فكرة ذهاب زوجته أو أخته أو أمه إلى صالون الحلاقة الرجالي أو الذهاب مع رجال غرباء بحجة الصداقة. أصبح رؤية زوجته أو أخته بملابس خادشة للحياء أمراً طبيعياً بل ويفتخر أمام الناس بمظهرها المخزي. كما أصبح ذهاب زوجته أو أخته إلى حفلات مختلطة بحجة الحرية الشخصية والتطور ومواكبة الحداثة أمراً مقبولاً في نظر البعض.
تدهور القيم الأخلاقية
نأسف على الحال الذي وصل إليه بعض الرجال في المجتمع، فقد وصلوا للحضيض وأصبحوا معدومي الشرف والغيرة. كان الرجل العربي قديماً لا يبيع الحصان الذي ركبته زوجته، بل يذبحه لكي لا يركبه رجل آخر من شدة غيرته. واليوم يقول له نعرفك على المدام! هذا التدهور في القيم الأخلاقية يعكس مدى التأثير السلبي للعولمة والحداثة الزائفة على مجتمعاتنا.
تأثير الدياثة على المجتمع
الدياثة لا تؤثر فقط على الفرد بل تمتد لتشمل المجتمع بأسره. عندما تنتشر هذه الصفات السلبية بين أفراد المجتمع، تضعف القيم الأخلاقية وتقل الغيرة على المحارم، مما يؤدي إلى انتشار الفاحشة والمعاصي. هذا يؤدي بدوره إلى تفكك الأسرة وزيادة معدلات الطلاق والمشكلات الاجتماعية الأخرى. كما أن غياب الغيرة يجعل المجتمع هشاً أمام التحديات الأخلاقية والقيمية.
الدور المطلوب من المجتمع
من المهم أن يعود المجتمع إلى القيم الأصيلة التي تربى عليها أجدادنا، والتي تحافظ على الشرف والغيرة. يجب تعزيز هذه القيم من خلال التربية السليمة في المنازل والمدارس، ومن خلال الإعلام الذي يجب أن يلعب دوراً إيجابياً في توعية المجتمع. كما يجب على المؤسسات الدينية والاجتماعية أن تكون لها دور فعال في نشر القيم الأخلاقية وتوعية الناس بخطورة الدياثة وأثرها السلبي على المجتمع.
الخاتمة
يحيا الرجال الأبطال الذين مازالوا يحافظون على غيرتهم وحرصهم على أعراضهم من الأمور الدخيلة على عاداتنا وتقاليدنا. هؤلاء الرجال هم من يبنون المجتمعات القوية، ويحافظون على القيم الأخلاقية والدينية. فلنعد إلى قيمنا الأصيلة ولنحافظ على شرفنا وكرامتنا، ولنرفض الدياثة وكل ما يتنافى مع فطرتنا السوية وتعاليم ديننا الحنيف.