البُخل العاطفي: أخطر أنواع البُخل

البُخل العاطفي: أخطر أنواع البُخل

0 المراجعات

للبُخل أنواع و لكن أخطرها و أشدها قسوة من وجهة نظري هو البُخل العاطفي أي بُخل العواطف و المشاعر، فحينما لا يستطيع الإنسان التعبير عن عاطفته و مشاعره تجاه من حوله فهذا هو البُخل العاطفي.

هناك أم بخيلة تجدها لا تعبر لأبنائها عن مشاعرها، و علي الناحية الأخري أب بخيل لا يعبر أيضاً عن مشاعره و عاطفته تجاه أبناءه، و في العلاقة الأسرية بشكل عام، إذا كان أحد الطرفين الزوج أو الزوجة من البخلاء عاطفياً، سواء بالمشاعر الرقيقة، و الكلمات الحانية أو حتى المعاملة الإنسانية الكريمة، فإن الحياة لا تستمر بسلام بينهما.

و نجد هذا النوع من البخل منتشراً فى المجتمعات الشرقية أكثر منها فى المجتمعات الغربية، و ذلك بسبب الإعتقاد السائد لدى الشرقيون (خاصة الرجال منهم)، أن البوح بالمشاعر الإنسانية أو حتى مُجرد إظهارها، يعتبر نوعاً من أنواع الضعف الذى لا ينبغى أن يكون سائداً وسط الرجال.

و للبخل العاطفى آثار إجتماعية و نفسية فى غاية الخطورة تهدد كيان الأسرة و قد تؤدى إلى تفككها، و هنا تجدر الإشارة إلى أن العديد من المشكلات الأسرية غالباً ما يكون سببها الأساسى هو إفتقار المودة و الرحمة بين الزوجين حيث يكون أحد الطرفين بخيلاً من الناحية العاطفية أو الإنسانية، فعلا سبيل المثال أنه يجب الإعتراف  بأن معظم الرجال يجاملون أصدقائهم و زميلاتهم فى العمل بأكثر مما يفعلون مع الزوجة القابعة فى المنزل، و المُحملة بمسئوليات البيت و الأولاد بكلمة حانية أو لمسة محبة أو حتى نظرة شكر.

 فلا شك أن الزوجة تنتظر ذلك وأكثر، يجب عليك أن تعرف أنك كذكر شرقي سوف تُثاب على معاملتك الحسنة لزوجتك.

و فى نفس الوقت من الواجب أن تكون الزوجة متفهمة لما يتعرض له زوجها من ضغط أو مشاكل تحول دون تواصله معها بالشكل الذى تنتظره، و من ناحية أخرى فإن الزوجة مُطالبة أيضا بأن تمنح زوجها الإهتمام الكافى و لا تهمله و لا تهمل نفسها لإنشغالها فى الأمور الحياتية مثل البيت و الأبناء فالزوج أيضا مثلها يحتاج الى الدفء العاطفى.

و للوصول إلى ما يكفل السعادة للزوجين، يجب أن يكون الدفء والمحبة و الإهتمام بمثابة الغذاء لقلب المرأة و روحها، و أن الرجل لا يختلف عنها فى ذلك، و أن الله تعالى جعل المرأة سكناً للزوج و العكس صحيح، فكلاهما يحتاج إلى المشاعر الإنسانية و المودة و الرحمة.

أحذروا البُخل العاطفى و ارفعوا شعار المودة و الرحمة و التفاهم بينكم فهذا أفضل لكم و لأطفالكم.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

309

متابعين

635

متابعهم

119

مقالات مشابة