الزواج ...رحلة ترفيهية أم رحلة حياة ؟

علينا جميعا أن نعترف أن الشباب يقبل عالى الزواج وهو غير مستعد_ فى أغلبه  _ لتحمل حقيقته ..من أجل هذا يجب أن نسلط الضوء على هذه الحقائق :

أولا : إن إعداد الشباب لمرحلة الزواج والمسؤولية  تبدأ مع التنشئة ومنذ الصغر ..حين ينظر الصغير حوله فيجد أبا مسؤولا وأما تنجح فى حمل أعباء الحياة المتتابعة..فينغرس فى ذهنه  المفهوم الطبيعى للأسرة فيكبر وهو يتمناه  ويحلم به وبالتالي ينفذه عندما تتاح أمامه الفرصة تنفيذا يحمى البناء الجديد من التفكك أو التصدع 

ثانيا :  فى أحيان كثيرة يشكل ارتفاع  نسب الطلاق فى المجتمعات إلى سريان شعور عام فى المجتمع بأنه لبس أمرا خطيرا وبالتالي  تتولد الاستهانة بنتائجه  وأخطاره بمعنى أن يندفع الشباب إلى الزواج تحقيقا لغاية وقتية سريعة كالانبهار بالشريك انبهارا  مضللا ثم حين يكتشفون ذلك يسافرون إلى فصم العلاقة ..دون تفكير كثير فقد سبقنا الكثيرين إلى هذا ولسنا الوحيدين ..

ثالثا : يجب على الأهل أن يعرضوا أبنائهم  للمشاكل الحياتية ويشركوهم فى الأعباء  المتجددة ليجهزوهم لمرحلة الأعباء الكاملة والتى هى الزواج …إن الكثير من الآباء  يستمرون فى إبعاد أبنائهم عن المشاكل متخيلين أن ذلك هو واجب عليهم وأن تجنيب الاولاد الأعباء إنما يخلق شخصيات سوية غير معقدة وأن التبكير فى قذف الأبناء إلى خضم الحياة القاسى إنما هو إخلال بحقهم فى الاستمتاع بالمفضلة  الجميلة ..

ثالثا : يجب أن يتعلم الطفل فى بيته  أن النقد لا يعنى عدم المحبة وأن الإنتقاد أحيانا لا بد منه فعيوبنا تظهرها عيون من حولنا ..فى مستقبل الحياة وعند الزواج تنهار كثير من البيوت الناشئة بسبب عدم قدرة أحد الطرفين أو كلاهما على تحمل النقد لأنها تعنى عنده الوقوع فى دائرة النفور والهجر .

رابعا : لينشأ الصغار وهم يرون من الوالدين سرعة التراجع عن الخطأ وعدم التشبث به  أو الدفاع عنه إن الأب أو الأم اللذان لا يكفان عن الصياح أمام الصغار ولاعن التقاذف بالإتهامات وعدم الاعتراف بالخطأ يساهمان مساهمة كبيرة فى خلق مفهوم للتعامل يدمر الحياة الزوجية  إذ  ينشأ الصغير وهو لا يستطيع الاعتراف بالخطأ و يعتبر المطالبة بالاعتذار والتراجع إهانةشخصية 

إن الزواج القائم على الشخصيات السلسة المسؤولة..القادرة على التكيف والاستمرار مع كل ما تقذف به الحياة هو الذى يستمر ولا يصيب المجتمع بانهيار جديد