الجناية رقم ٤٣ لسنة ١٩٢١ - اللبان.
الجناية رقم ٤٣ لسنة ١٩٢١ - اللبان - و المتهم فيها ريا و سكينة و آخرون.
تواكب قضية ريا و سكينة توقيت فارق في حياة المصريين حيث انها اتت بعد عودة سعد باشا زغلول من المنفي و تحوله لبطل قومي للمصريين ثم تلاه تصفية سيد درويش جسديا حتي لايكون بطل قومي آخر.
جدير بالذكر أن المؤرخ و الباحث السينمائي المصري أحمد عاشور قد دافع عن براءة ريّا وسكينة، طارحاً منظوراً جديداً و مختلفا يستحق أن يتوقف المرء عنده، و أن يأخذه بعين الإعتبار.
أحمد عاشور قرر أن يبحث في قصة ريّا وسكينة، و رأى أن أفضل طريقة لطرح ما توصل إليه من نتائج هي تصوير فيلم يُظهر براءة و وطنية ريّا وسكينة.
فبحسب عاشور، فإن ريّا وسكينة كانتا ميسورتا الحال، لأنهما كانتا تعملن بالدعارة المقننة، و كلنا نعلم بكون تلك الفترة كانت للدعارة رخصة تمنح و ممارستها مقننة، و هذا يعني أن عملهما لم يكن سريّاً، و بالتالي لم يكنّ بحاجة للقتل بهدف المال أو الذهب. أما بالنسبة للجثث، فإن السبعة عشر جثة التي تم العثور عليها في منازلهن، فقد كانت جثث لجنود بريطانيين و ليست لنساء مصريات.
كما بين عاشور بأنه في سنتها، تم العثور على ١١٤ جثة للنساء في أماكن مختلفة، لم تطأها قدمي ريا وسكينة. فهما كانتا تعيشان في حي اللبان، بالأسكندرية، و الذي كان يشهد مظاهرات عديدة ضد الإحتلال البريطاني و التي كانت تشارك فيها السيدات.
تلك المعلومات مجموعة شكلت ورقة رابحة لنظام الإحتلال البريطاني؛ فنساء مختفيات، وسيدتان من سيدات الليل تقتلان جنود الاحتلال ومنطقة تخرج فيها النساء للمظاهرات ضدهم، كلها أمور جعلت من السلطات البريطانية تقوم بإلصاق تهمة خطف النساء وقتلهن بكلٍّ من ريّا وسكينة، بهدف تخويف النساء المصريات من الخروج من المنزل والمشاركة بالمظاهرات. بالتأكيد الأمر لم يتوقف هنا، هناك أيضا دورالقاضي، والذي كان أخو سعد زغلول، أحد رموز مصر في تلك الفترة، والذي حكم عليهما بالإعدام، مما يثير بعض التساؤلات حول تواطئه مع نظام الاحتلال.
في الحقيقة كان من الإفضل للجميع إخفاء الحقيقة ونشر قصة سفاحتين بدل بطلتين. بأخر المطاف، من يهتم بفتاتيتن تعملان في الدعارة؟
اختار المؤرخ الاحتفاظ بالردّ على مسألة اعتراف بديعة إبنة ريّا بجرائم أمها و خالتها، وذلك حتى لا يكشف أوراق الفيلم كاملة.
أودعت بديعة فى دار ايتام، بعد إعدام أمها، حيث تمت معاملتها أسوأ معاملة لانها ابنة السفاحة ريا.
ولكن بعدها بثلاث سنوات اندلع حريق كبير فى دار الايتام أدى الى خسائر عظيمة ومنها موت بديعة محروقة.
و في هذا الأمر يرى المؤرخ أن الطريقة التي ماتت بها إبنة ريّا تثير الريبة و الشكّ، فقد كانت تبلغ الثالثة أو الرابعة عشر من عمرها عندما ماتت بتلك الطريقة المأساوية.
هل كان يجب التخلص منها حتى لا تكشف الحقيقية؟
____________________________________________
و ها هو تقرير طبي عن حالة ريا وسكينة قبل الاعدام
نمرة المسجون بالدفتر العمومى : 5560
الاسم: ريا على محمد همام
العمر: 35 سنة
وزنه عند دخول السجن 42 كجم
وزنه آخر مرة قبل التنفيذ عليه 50 كجم
تاريخ دخوله السجن: 16 ديسمبر 1920
تاريخ الحكم: 16 مايو 1921
تاريخ التنفيذ عليه : 21/12/1921
حالته الصحية عند دخول السجن: جيدة
حالته الصحية قبل التنفيذ عليه مباشرة: باهتة لون الوجه وحائره
آخر عبارة فاه بها قبل التنفيذ عليه: اودعتك يا بديعة بنتى عند الله ونطقت بالشهادتين مدة الزمن التى شعر بدق النبض فيها عقب الشنق: دقيقتين
تقرير الطبيب عن المسجونين وزارة الداخلية - تفتيش عموم السجون - سجن الاسكندرية
نمرة المسجون بالدفتر العمومى : 4919
الاسم: سكينة على محمد همام
العمر: 20 سنة
وزنه عند دخول السجن : 47 كجم
وزنه آخر مرة قبل التنفيذ عليه : 53 كجم
تاريخ دخوله السجن: 17 نوفمبر 1920
تاريخ الحكم: 16 مايو 1921
تاريخ التنفيذ عليه : 21/12/1921
حالته الصحية عند دخول السجن: جرب بالجسم حالته الصحية قبل التنفيذ عليه مباشرة: جريئة و رابطة الجأش آخر عبارة فاه بها قبل التنفيذ عليه
أنا جدعه وبتشنق محل الجدعان و قتلت ١٧ وغفلت الحكومة
و نطقت بالشهادتين مدة الزمن التى شعر بدق النبض فيها عقب الشنق: أربع دقائق