هل يُعتبر القلق مضيعة للوقت حقًا؟

هل يُعتبر القلق مضيعة للوقت حقًا؟

0 المراجعات

قال الكاتب الساخر الأمريكي مارك توين (1835-1910) ذات مرة: 

 

"أنا رجل عجوز وشهدت الكثير من المشاكل، ولكن معظمها لم يحدث قط".

 

يُشاد توين على نطاق واسع باعتباره «أعظم كاتب ساخر أنتجته الولايات المتحدة»، وهناك حكمة عميقة في مقولته الطريفة أعلاه.

بعد مرور قرن ونيف تقريبًا على وفاة توين، تشير البيانات السريرية الآن إلى أن ملاحظاته كانت صحيحة. أجرى الباحثون في جامعة كورنيل دراسة تابعت الأشخاص لفترة طويلة من الزمن، وكانت النتائج تتحدث عن نفسها.

يمنح القلق احيانًا الصغائر ظلال عملاقة!

  • مثل سويدي

 

القلق البنّاء

هناك حالات يمكن أن يكون فيها القلق مفيدًا. على سبيل المثال، يمكنه مساعدتك على الاستعداد لشيء مهم، مثل إلقاء خطاب أمام جمهور كبير. بمقدور مستويات التوتر المعتدلة أن تساعد في إعدادك ذهنيًا للمهام المرهقة. 

ومع ذلك، فإن القلق المفرط يستنزف طاقتك ويغرس الخوف، مما يجعله عاطفة مشتتة للانتباه عند استخدامه بشكل زائد. يخلو القلق المفرط من المنطق مثل جنون باربنهايمر؛ (شراء تذاكر السينما لمشاهدة باربي وأوبنهايمر متعاقبين!)

لا يؤثر القلق المفرط على الصحة النفسية فحسب، بل يمكن أن يخلق أيضًا مشكلات جسدية كبيرة. وفقًا لكلية الطب بجامعة هارفارد، يمكن أن تشمل هذه المشكلات:

  • التعب
  • صعوبة النوم أو الأرق
  • صعوبة التركيز
  • التهيج
  • توتر العضلات.

 

وفقا لمؤسسة هنري فورد هيلث Henry Ford Health، يختلف الخوف عن القلق من عدة نواحٍ. يميل الخوف ليكون عامًا ويمكنه التغلب على الجزء الحكيم والواعي من عقلك. وبمجرد تفعيله، يُفرز الجسد بعض المواد الكيميائية الحيوية، مما يؤدي إلى استجابة الكرّ أو الفرّ “Fight-or-Flight”، وتثبيط المنطق والعقل.

القلق هو الاضطراب العقلي الأكثر شيوعًا، حيث يؤثر على ما يقرب من 30٪ من البالغين في مرحلة ما من حياتهم.

يفيد التحالف الوطني للأمراض العقلية “NAMI” أن أكثر من 40 مليون بالغ في الولايات المتحدة يعانون من اضطراب القلق، وأن ما يقرب من 7% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و17 عامًا يعانون من مشكلات مرتبطة بالقلق سنويًا. تظهر الأعراض على معظم الأشخاص قبل سن 21 عامًا.

في حين أن الخوف أكثر منطقية وتحديدًا وارتباطًا بالواقع، إلا أن القلق غالبًا ما يتضمن تفكيرًا كارثيًا. 
على سبيل المثال، عند حديثنا عن الوباء، ربما كنت خائفًا حيال انتشار الفيروس وملايين الأشخاص الذين يمكن أن يموتوا. ربما خشيت الخروج للأماكن العامة. ومع ذلك، أراهن أنك كنت قلق بشأن نفاد ورق التواليت. ترى الفرق؟

نحن نميل أيضًا إلى الخلط بين القلق وحل المشكلات، لأنه غالبًا ما يكون منتجًا. نعتقد خطأً أن الوقت الذي نقضيه في القلق عاطفياً يؤهلنا للتعامل مع المصائب المستقبلية التي تنتظرنا بلا شك. لا.

نظرًا لأننا أنت وأنا فقط نتحدث هنا، فسوف أمضي قدمًا وأعترف بأنني أعتبر نفسي محترفًا تمامًا في القلق. 

يبدو القلق بمثابة حل للمشاكل، فلماذا يعد هذا سيئًا؟

حسنًا، خلال دراسة جامعة كورنيل، اكتشف الباحثون أن 85% من المخاوف التي قلق المشاركون بشأنها لم تحدث أبدًا. هل تصدق ذلك ؟ هذا صحيح! فتتبع الأفراد على مدى فترة طويلة سمح للباحثين بتحليل النتائج، وكشفوا أن 15% فقط من الأشياء التي تقلق الناس قد حدثت.

أنا متأكد من أن مارك توين كان يتقلب في قبره. وربما لهذا السبب قال أيضًا: 

"القلق يشبه سداد دين لا تدين به". 

للرجل طريقته الفريدة في التعامل مع الكلمات، أليس كذلك؟

ولكن مهلًا، هناك المزيد للدراسة. وقرر الباحثون في جامعة كورنيل أيضًا أنه من بين 15% من المخاوف التي تحققت، شعر 79% من المشاركين أن الأمور لم تسر بالسوء الذي كان متوقعًا. علاوة على ذلك، فقد تعاملوا مع تلك المواقف بشكل أفضل مما كان متوقعًا.

لذلك، دعونا نجري بعض الحسابات معًا: 

(100%-85%) × (100%-79%)= 3%.

 هذا يعني أن 3% فقط مما تقلق بشأنه هو بالسوء الذي تعتقده.

 

حسنًا، فلنراجع ما تعلمناه هنا عن القلق

أولاً، 85% من مخاوفك لن تتحقق أبداً. 
ثانيًا، من بين القلائل الذين سيفعلون ذلك، فإن 79% لن تكون النتيجة سيئة كما تعتقد. 
وأخيرًا، فإن حوالي 3% فقط مما تقلق بشأنه يصبح بالسوء الذي تخافه. 

لذلك، نحن نهدر الكثير من الوقت والطاقة في القلق بشأن أشياء لن تحدث أبدًا. دعونا جميعًا نأخذ نصيحة مارك توين ونتوقف عن سداد الديون التي لا ندين بها.

إذا استمتعت بهذه المقالة، فإن أعظم هدية يمكنك تقديمها لي هي مشاركتها مع صديق قد يحتاج عض الإلهام.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

12

متابعين

6

متابعهم

0

مقالات مشابة