أتشاجر مع زوجتي كثيرًا، فما الحل؟

أتشاجر مع زوجتي كثيرًا، فما الحل؟

0 المراجعات

أتشاجر مع زوجتي كثيرًا، فما الحل؟

سؤال طرحه عليّ أكثر من شخص، فأدركت أنه يجب عليّ الحديث حول طريقة فعّالة في حل المشكلات الزوجية خاصةً -ومشاكل العلاقات عمومًا- بنسبة 90%

 

عندما يكون لديك خلاف مع شخص تهتم لأمره، اطرح عليه السؤال المباشر الآتي:

 

"ما مدى أهمية هذا بالنسبة لك على مقياس من 1 إلى 10؟"

 

لا يهم حجم/موضوع الخلاف؛ سواء كان يتعلق بخيارات العشاء أو تسمية طفلك البكر، فإن هذه الطريقة تساعد على تجنب الخلافات غير الضرورية وتحافظ على قوة العلاقات.

 

لماذا يغير  هذا السؤال قواعد العلاقات؟


قبل تبنيّ هذا النهج، كنت أنا وزوجتي نجد أنفسنا -أغلب الأحيان- في مناقشات مطولة. ما جعلني أتساءل عما إذا كانت تتجادل بهدف الجدال نفسه، أم أن المسألة تهمها حقًا.

سلطت الأبحاث الحديثة التي أجرتها جامعة ولاية ميشيغان وجامعة هارفارد الضوء على مشكلة شائعة: "التحيز الإسقاطي" في التعامل مع الآخرين. وجد الباحثون أن الأفراد غالبًا ما يُسقطون مشاعرهم وحالاتهم على الآخرين، حتى عندما يكون وضع الشخص الآخر مختلفًا.

على سبيل المثال، المشاركون في الدراسة ممن شعروا بالنشاط/الخمول وضعوا افتراضات حول ما يشعر به الآخرون بناءً على مشاعرهم الخاصة، مما أدى إلى سوء التقدير. لقد بالغ الأفراد الجدد في تقدير مدى شعورهم بالتعب والعكس صحيح. يمكن أن يؤدي هذا الميل للاعتقاد بأن الآخرين يرون المواقف كما نراها إلى صراعات.

تساهم طريقة [الأهمية على مقياس من 1 إلى 10] في مواجهة ذلك من خلال تقديم طريقة واضحة للتعبير عن المشاعر والأولويات، مما يقلل من سوء الفهم المحتمل.

مثال من حياتي الواقعية

عندما انتقلت مع زوجتي إلى منزلنا الجديدة، امتلك كل منّا أفكار مختلفة حول الديكور والأثاث. وبينما كانت لدي مشاعر قوية تجاه جوانب معينة، مثل إعداد مساحة عمل مستقلة، بقيت بضعة أشياء أخرى لم تكن ذات أهمية كبيرة بالنسبة لي. وبدلاً من مناقشة كل التفاصيل الصغيرة، كنا نتّبع الأسلوب المذكور.

🧕🏽: "ما شعورك تجاه لون الأريكة هذا؟" سألتني عن صورة أريكة على الإنترنت.
🧔🏽: "لأكون صادقًا، لا يُعجبني".

كانت مثل هذه الردود تُحبط زوجتي. لقد بدوت رافضًا لخياراتها دون أن أقترح بدائل. وهذا يمكن أن يؤدي إلى التوتر. 

ولكن مع نهجنا الجديد، تطورت المحادثة:

🧕🏽: "على مقياس من 1 إلى 10، ما مدى أهمية اختيار لون مختلف بالنسبة لك؟"
🧔🏽: "2"
🧕🏽: "حسنًا، أنا أُعطي اللون الذي اخترته 6، لذا سنتعمده، اتفقنا؟"
🧔🏽: “ممتاز!”


يوفر استخدام الأرقام الوضوح. وتحديد قيمة للمشاعر والتفضيلات يجعل الفهم أسهل. كما ويمهّد الطريق لاتخاذ قرارات بناءة وتعزيز الروابط.

 

هل يُحتمل سوء استخدام الطريقة؟ نعم!

تتألق هذه الطريقة في العلاقات الوثيقة ولكنها لا تصلح في كل الحالات. على سبيل المثال، خلال المفاوضات ذات المحصلة الصفرية؛ مثل بيع منزل، فهي ليست الأداة الصحيحة.

إنما تناسب العلاقات الدائمة: الأزواج، الأطفال، الأصدقاء المقربين، أو شركاء العمل على المدى الطويل. مثل أي استراتيجية، هناك احتمالية لسوء الاستخدام. قد يبالغ المرء في مشاعره. وهذا خطر ولكنه أيضًا اختبار حقيقي.

ومن المثير للاهتمام أن الحيوانات تظهر سلوكيات مماثلة. على سبيل المثال، تكشف الكلاب عن بطونها الضعيفة أثناء اللعب. يتم نبذ أي كلب يتسبب في ضرر حقيقي.

لا يحل السؤال من 1 إلى 10 النزاعات فحسب، بل يقدم أيضًا نظرة ثاقبة حول التزام الشخص بالعلاقة.

في جوهرها، تعزز هذه الطريقة الاستبطان والتحقق من الصحة. إن مطالبة شخص ما بقياس مشاعره يؤدي إلى التفكير الذاتي. وعلى العكس من ذلك، فإن طرح السؤال يعترف بصحة مشاعرهم.

ولكن ماذا لو كانت أرقام كلا الطرفين عالية؟

إذا كان هناك فارق ثلاث نقاط أو أكثر، فعادةً ما يقرر الشخص الذي يشعر بقوة أكبر. إذا كان كلاهما بمعدل 8 أو أعلى، فإنه يدعو إلى مناقشة أعمق. والحمد لله أن مثل هذه الحالات نادرة.

أنا وزوجتي لا نستخدم هذه الطريقة يوميًا. وفي بعض الأحيان تمر أسابيع دون أن أذكر ذلك. ومع ذلك، على مر السنين، تعززت روابطنا، مما أدى إلى تحويل الجدالات إلى محادثات مثمرة.

لا نشعر دائمًا بالحاجة إلى "التحدث عن الأمور". في كثير من الأحيان، أقيس -بيني وبين نفسي- أهمية قضية ما قبل مناقشتها مع زوجتي. إذا لم يكن الأمر مهمًا، أترك النقاش حوله (تفعل زوجتي الشيء ذاته).

 

اقرأ أيضًا: الهروب من صراعات هذه الحياه

ختامًا

سوء الفهم في العلاقات أمر شائع. إن أدوات -مثل سؤال الأهمية من 1 إلى 10- لا تقدر بثمن، فهي ترسخ تفاعلاتنا في الاحترام والتفاهم المتبادلين.

في بعض الأحيان، يمكن لسؤال بسيط أن يكون جسرًا لعلاقات أعمق. السؤال - "ما مدى أهمية هذا بالنسبة لك على مقياس من 1 إلى 10؟" - يمكن أن يزيل الارتباك ويقرب الناس من بعضهم البعض.

 

 إذا أعجبتك المقالة، فسأكون ممتنًا لتسجيلك عن طريقي، ومتابعة حسابي ليصلك كل جديد

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

12

متابعين

6

متابعهم

0

مقالات مشابة