الهروب من صراعات هذه الحياه

حينما تكون في قاع البحر وتخرج الي نور الحياه فتجد من يجذبك اليها ويحاول معك ولكن حينما تجد كل من حولك لا يستطيعون فهمك او حتي الوصول اليك تصيب بحاله من الاكتئاب وهذه هي مشكلتي لا احد حاول الوصول الي انا هكذا لا احب التعامل من الاخرين ولا احب الاصوات العاليه يصيبني جزع منها وادخل في حالات هيستريه اذا حدث ذلك لذلك دائما احب الانفصال والعزاله بعيدا عن العالم الخارجي ولكن اهلي لم يتقبلوا ذلك كانوا ياخذوني معهم في تلك التجمعات العائليه وياخذوني في تلك الملاهي وعندما كان يصيبني هذه النوبه الهستريه كانوا يصرخون في وجهي فتزداد نوبتي مره بعد اخري حتي انهم فقدوا الامل في وقرروا يتركوني وبالفعل كان معظم الاوقات يتركوني ولا يهتموا بي وعندما دخلت المدرسه كنت متميز جدا عن كل من معي ولكن كان يروقني ذلك التجمع الذي بجانبي كنت احاول بشتي الطرق التجنب منهم ولكنهم كان يصرون علي ملاحقتي وفي الاخير قررت عدم الذهاب إلى المدرسه مره اخري وبعد ذلك التزمت منزلي ودائما ما اسمع شجارات اهلي بسببي حتي بالاخير قرروا المجيء بي الي هذا المكان وتركي في عالمي الخاص الذي يقطعونه تلك الذين يرتدون تلك الزي الابيض الذي يدخلون ليعطوني اشياء يطلقون عليها مسمي الادويه وانا لا اريد ذاك كل ما اريده هو المكوث بمفردي

اوقفت شريط الكاست واوفقت كتابه تلك اامعلومات التي استطاعت كتابتها من تلك الكلمات التي كانت تستمع لها وهي تخرج بتهته من احدي المرضي الموجودين في ذلك المكان والتي تكلم بفعل تلك الادويه التي يعطوها لبعض المرضي حتي يخرجوا ما في صدورهم وما ان قرات ما كتبته بعض المرات حتي ادركت ذلك المرض التي من الصعب ادراكة والتعامل معه وما ان نظرت الي ساعتها حتي قفزت من ذلك الكرسي التي تجلس عليه وجرت حتي تلك الغرفة التي يفعلون بها الجلسات بالكهرباء وقالت

: توقفوا توقفوا انه لا يحتاج لذلك

وما ان سمعوا اوامر تلك الطبيبه الجديده حتي ابتعدوا عنه وهو انكمش علي ذلك الكرسي

اقتربت منه الطبيبه سهي بحذر وامرت طاقم التمريض الخروج وفك قيد ايديه وارجله

انكمش المريض علي نفسه ووضع راسه بين ركبتيه التي رفعها الي اعلي ويضمها الي صدره وكانه يحاول الهروب ممن حوله الي كينونته الخاصه

سهي : ازيك يا ادم عامل ايه

انتظرت فتره من الزمن لم ياتي اليها باي رد فعل ولا حتي جواب علي سوالها

اقتربت منه بحذر ووضعت يديها علي كتفه وكما توقعت تماما انه هاج بشكل مريب بسبب تلك الجلسات التي اثرت عليه بالسلب

ابتعدت قليلا وحاولت تهدئته ببعض الكلمات التي كان من ضمنها سوف نتركك لوحدك كيفما تشاء لا تقلق ثق بي سوف انفذ لك كل رغباتك

وبعد وقت ليس بقليل هداء قليلا ونظر اليها كانه يحاول ان يعثر علي الامان منها وبالفعل كان يطيع اوامرها بسهوله واخذته الي غرفته وامرت الممرض المسئول عنه بالاهتمام به وتغير تلك الملابس التي كان يرتديها ومر اليوم بسلام

في اليوم التالي ذهب سهي الي غرفة ادم ومعاها احدي الرجال وما ان دخلت وبصاحبها هذا الرجل حتي انكمشت ملامح ادم بخوف وكان يتراجع بجسده الي الخلف وهنا ركزت سهي علي نظرات عينيه وفهمت ما يدور بخلده

تقدمت منه بهدوء وقالت بابتسامه : ادم ده المهندس عصام هيبقي مسئول عن تغير اوضك

ادم وقد تكلم للمره الاولي منذ ان رائته وقال : ادم مبيحبش المهندس ادم مبيحبش المهندس ظل يكرر هذه الكلمه تحت نظرات الدهشه من المهندس الواقف

نظرت اليه سهى وقالت : معلش يا بشمهندس ممكن تشوف شغلك بسرعة وتغير الديكور زي ما فهمتك

وبالفعل بداء المهندس ياخذ المقاسات وقال بصوت مرتفع قليلا 180 في 90

رد ادم سريعا في غصون ثواني  وقال :16الف و200

نظر اليه المهندس بدهشه كيف فعل ذلك وهو الذي درس الرياضه بكل اشكالها كان سوف يحسبها علي الاله الحاسبه

تقدم منه ووضع يديه علي كتفة وقال : برافو عملتها ازاي

بعد ادم يديه عن كتفه ولم يرد عليه

توالت العديد من الايام وكان ادم تعود علي الطبيبه سهي ووثق فيها وبداء يتجاوب معها وخاصة بعد نظام الغرفة التي جعلت المهندس يصممهاله ساعده ذلك كثير في تقدمه وتنميه مهاراته وهذا التي كانت تريده هو تنميه مهاراته العقليه والفكريه.........

التوحد ليس نهايه الطريق بل البدايه لحياه جديده مختلفة قليلا عن الجميع ولكن مميزه حياه يملئها الاحتواء والتفاهم ورعايه للمشاعر المتوحد لا يكون مجنون بل هو اعقل مخلوق في الكون يوهبه الله سمات متعدده ولكن يجب ان يتعامل بالاسلوب الصحيح