علاج التعلق المرضى والإدمان العاطفى

علاج التعلق المرضى والإدمان العاطفى

0 المراجعات

التعلق في العلاقات العاطفية,أسبابه وتأثيراته وكيفية التعامل معه

في متاهات العلاقات البشرية، تتشابك المشاعر لتصنع روابطًا عميقة تجمع بين الأفراد. ومن بين تلك الروابط، يبرز مفهوم "التعلق العاطفي"، الذي يشكل عنصرًا أساسيًا في تكوين وتطور العلاقات. يوضح التعلق العاطفي الرغبة الشديدة في التواصل والاقتراب من الآخرين، ولكن قد يكون له أيضًا تأثيرات سلبية تستدعي التفكير والتحليل.

في هذه المقالة، سنستكشف جوانب التعلق في العلاقات العاطفية بشكل شامل، بدءًا من تحديد مفهوم التعلق وأسبابه، وصولاً إلى التأثيرات النفسية والاجتماعية التي قد تنتج عنه. كما سنناقش كيفية التعامل مع التعلق في العلاقات، وكيفية الحفاظ على توازن صحي في العلاقات العاطفية دون الوقوع في الاعتماد الزائد أو الإفراط في التمسك.

تعتبر هذه المقالة دعوة لاستكشاف عوالم العواطف والعلاقات، وفهم أبعاد التعلق العاطفي وكيفية تأثيره على حياتنا وعلاقاتنا الشخصية.

 

إليك بعض الأسباب التي قد تدفع الأفراد إلى التعلق في العلاقات العاطفية:

الحاجة البشرية الطبيعية للاتصال والانتماء: يعتبر الإنسان كائن اجتماعيًا بطبيعته، حيث يسعى إلى الانتماء والتواصل مع الآخرين. توفير الدعم العاطفي والشعور بالتقدير والمشاركة في العلاقات العاطفية يمنح الأفراد الراحة والأمان النفسي.

البحث عن الشريك المناسب: يسعى الأفراد في كثير من الأحيان إلى العثور على شريك يشاركهم قيمهم واهتماماتهم، ويوفر لهم الدعم والتشجيع. قد يؤدي هذا البحث إلى التعلق بشكل عاطفي بالشريك المختار.

الأمان والاستقرار: يبحث الأفراد في العلاقات العاطفية عن الأمان والاستقرار العاطفي والمعنوي. يمكن أن توفر العلاقات العاطفية هذا النوع من الأمان عن طريق دعم الشريك وتقديم الاستقرار العاطفي في اللحظات الصعبة.

**

التجارب السابقة والتأثيرات العاطفية**: قد تكون التجارب السابقة في العلاقات العاطفية، سواء كانت إيجابية أو سلبية، لها تأثير كبير على قدرة الفرد على التعلق في العلاقات الجديدة. فمن الممكن أن يسعى الأفراد الذين عانوا من تجارب سلبية إلى البحث عن الأمان والراحة في العلاقات الجديدة، بينما قد يكون للتجارب الإيجابية تأثير في زيادة الثقة والتفاؤل في العلاقات الجديدة.

الاعتماد العاطفي: في بعض الأحيان، يكون الأفراد متعلقين بشدة في العلاقات العاطفية بسبب الاعتماد العاطفي. يعتمدون على الشريك لتلبية احتياجاتهم العاطفية والنفسية، وهذا يمكن أن يؤدي إلى تعلق قوي ومستمر.

التوافق الشخصي والكيمياء العاطفية:قد تؤدي التوافق الشخصي والكيمياء العاطفية بين الأفراد إلى تعلق قوي في العلاقات العاطفية، حيث يشعر كل طرف بالارتباط والانسجام مع الآخر بشكل عميق.

تلك بعض الأسباب الشائعة التي قد تدفع الأفراد إلى التعلق في العلاقات العاطفية. يمكن أن تختلف هذه الأسباب من شخص لآخر وتتأثر بعوامل متعددة مثل التجارب الشخصية والثقافة والقيم الشخصية.

وإليك بعض تأثيرات التعلق في العلاقات العاطفية على الأفراد والعلاقات:

الرفع من مستوى السعادة والرضا العاطفي: عندما يشعر الأفراد بالتعلق العاطفي في العلاقات، فإن ذلك قد يؤدي إلى زيادة مستويات السعادة والرضا العاطفي. فالشعور بالتقدير والاهتمام من الشريك يمكن أن يعزز الشعور بالسعادة والارتياح العاطفي.

زيادة الاستقرار العاطفي والنفسي: يمكن أن يوفر التعلق في العلاقات العاطفية الشعور بالأمان والاستقرار العاطفي والنفسي. الشعور بأن هناك شخص موجود لدعمك ومشاركتك في اللحظات الصعبة يمكن أن يساعد في تقليل مستويات القلق والتوتر النفسي.

تعزيز الثقة بالنفس: عندما يشعر الشخص بأنه محبوب ومقبول من قبل الشريك في العلاقة، فإن ذلك يمكن أن يعزز الثقة بالنفس ويعطي الشعور بالقيمة الذاتية.

تحسين الصحة العامة: العلاقات العاطفية الصحية قد تسهم في تحسين الصحة العامة للأفراد، حيث يمكن أن تؤدي إلى تقليل مستويات التوتر والضغط النفسي وبالتالي تحسين الصحة العقلية والجسدية.

تطور العلاقة وتعميق الارتباط: قد يؤدي التعلق العاطفي في العلاقات إلى تطور العلاقة وتعميق الارتباط بين الشريكين، حيث يمكن أن يؤدي إلى تبادل المشاعر والأفكار بشكل أكبر وتعزيز الانسجام بينهما.

تحديات التعلق العاطفي: على الجانب الآخر، يمكن أن يؤدي التعلق العاطفي في العلاقات إلى بعض التحديات، مثل الاعتماد الزائد على الشريك، وعدم القدرة على تحمل الانفصال أو التغيير، مما قد يؤدي إلى الاضطراب في العلاقة والشعور بالإحباط والضياع.

تلك بعض التأثيرات التي قد يكون للتعلق في العلاقات العاطفية على الأفراد والعلاقات. يمكن أن تختلف هذه التأثيرات باختلاف طبيعة العلاقة ومستوى صحتها وتفاعل الأفراد معها.

التعامل مع التعلق في العلاقات العاطفية يتطلب فهمًا عميقًا للعواطف والاحتياجات الشخصية، وقد يتطلب أيضًا مهارات تواصل فعالة وقدرة على التفكير النقدي. 

وهذه بعض النصائح للتعامل مع التعلق في العلاقات بحيث لا تكون مرضيه:

تطوير الوعي الذاتي: يكمن المفتاح الأول في التعامل مع التعلق في العلاقات في فهم الذات واحتياجاتها ومشاعرها. عن طريق تطوير الوعي الذاتي، يمكن للشخص أن يكتشف ما إذا كان التعلق يأتي من احتياجات حقيقية أم من نقص داخلي يجب التعامل معه.

تحديد الحدود الشخصية: من المهم تحديد الحدود الشخصية والاحترام الذاتي في العلاقات. يجب على الأفراد أن يكونوا واثقين من القول "لا" عند الحاجة، وعدم التضحية بحقوقهم الشخصية من أجل الحفاظ على العلاقة.

البحث عن التوازن: يجب على الأفراد أن يسعوا للتوازن بين التعلق في العلاقات والاعتماد على النفس. يجب أن يكون لديهم شبكة اجتماعية متنوعة ونشاطات خارج العلاقة تعزز شعورهم بالاستقلالية والاكتمال الذاتي.

التواصل الصحي: يجب على الشريكين في العلاقة التواصل المفتوح والصادق حول احتياجاتهم ومشاعرهم. يجب أن يكون الحوار الصحي هو الطريقة المعتادة للتعبير عن المشاعر وحل المشاكل.

البحث عن الدعم الخارجي: في بعض الأحيان، قد يكون من الضروري البحث عن الدعم الخارجي من الأصدقاء أو المتخصصين لمساعدة في التعامل مع التعلق في العلاقات. قد يكون من المفيد الحصول على آراء ونصائح من خارج العلاقة للحصول على وجهات نظر مختلفة.

التعلم من التجارب السابقة: يمكن للأفراد أن يستفيدوا من التجارب السابقة في العلاقات لفهم أنماط التعلق والاعتماد الزائد، وتطبيق الدروس المستفادة في العلاقات الجديدة.

تلك بعض النصائح التي يمكن أن تساعد في التعامل مع التعلق السلبى او المرضى في العلاقات العاطفية. الأمر يتطلب الوعي والجهد المستمر لتحقيق التوازن والصحة العاطفية في العلاقات.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

2

متابعين

0

متابعهم

0

مقالات مشابة