الزواج في مصر: نظرة سريعة على واقع مُحزن

الزواج في مصر: نظرة سريعة على واقع مُحزن

2 المراجعات

لطالما ارتبط الزواج في مصر بمشاعر الفرح والأمل، كونه بوابة عبور لتكوين أسرة مستقرة وتأسيس حياة جديدة. لكن مع مرور الوقت، بدأت ملامح هذا المشهد تتغير، لتُصبح ظاهرة الطلاق منتشرة بشكل مُقلق، مُهددة بتفكك بنيان الأسرة المصرية واستقرارها.

الزواج: صفقة مادية أم مشروع حياة؟

يُلاحظ العديد من المراقبين أن مفهوم الزواج في مصر قد تحول إلى حد كبير إلى صفقة مادية، يُبنى على قدرة الرجل المادية وقدرته على "التحمل" أكثر من استعداده النفسي والعاطفي لبناء أسرة.

ففي كثير من الأحيان، تُحدد فترة الخطوبة بناءً على اكتمال تجهيزات الطرفين، دون اهتمام كافٍ بفهم شخصية كل طرف واختبار مدى التوافق بينهما.

يُصبح السؤال الأساسي: "هل انتهى تجهيز الشقة؟" بدلاً من "هل فهمنا بعضنا البعض بشكل كافٍ؟ وهل نعرف عيوب بعضنا البعض ونستطيع تقبلها؟".

نتائج كارثية:

لا شك أن هذه النظرة الخاطئة للزواج تُؤدي إلى نتائج كارثية، فبعد الزواج، يبدأ ظهور المشكلات والخلافات بين الزوجين، ناتجة عن عدم التفاهم وعدم القدرة على التعامل مع المشاعر والعقبات التي تواجههم.

النتائج المترتبة على غياب الاستعداد العاطفي:

يُؤدّي غياب الاستعداد العاطفي إلى العديد من المشكلات، منها:

  • سوء التفاهم والصراعات: يُصبح العيش مع شخص لا نعرفه حقاً، ولا نتفهم مشاعره واحتياجاته، أمرًا صعبًا، ممّا يُؤدّي إلى سوء التفاهم والصراعات.
  • عدم القدرة على حلّ المشكلات: قد يواجه الزوجان صعوبة في حلّ المشكلات الزوجية، لافتقارهما إلى المهارات اللازمة للتواصل والتفاوض والتسامح.
  • الشعور بالوحدة والعزلة: قد يشعر أحد الزوجين أو كلاهما بالوحدة والعزلة، لعدم وجود تفاهم عاطفي بينهما.
  • الطلاق: في كثير من الأحيان، تُؤدّي هذه المشكلات إلى الطلاق، ممّا يُخلّف آثارًا سلبية على الزوجين والأطفال.

الطريق إلى الحل:

ولكن، هل هذا يعني الاستسلام لهذه الظاهرة المُحزنة؟ بالطبع لا!

فلا بد من إعادة النظر في مفهوم الزواج في مصر، ووضع الأسس الصحيحة لبناء أسرة قوية ومتماسكة.

يجب أن يُبنى الزواج على الحب والاحترام والتوافق النفسي والعاطفي بين الطرفين، مع ضرورة منحهما الوقت الكافي لفهم بعضهما البعض قبل اتخاذ قرار الزواج.

كما يجب على المجتمع ككل أن يُساهم في نشر الوعي بأهمية الاستعداد النفسي والعاطفي للزواج، وأن يُقدم الدعم والتوجيه للشباب المقبلين على هذه الخطوة الهامة في حياتهم.

نصائح للاستعداد العاطفي للزواج:

  • خصص وقتًا كافيًا للتعرف على شريك حياتك: تحدّث معه عن أفكاره، ومشاعره، وآماله، وأحلامه.
  • ناقش توقعاتك من الزواج: تحدث مع شريك حياتك عن رغباتك واحتياجاتك، وتأكد من أنكما متفقان على الأمور الأساسية.
  • احضر دورة تدريبية قبل الزواج: تُساعدك هذه الدورات على اكتساب مهارات التواصل وحلّ المشكلات.
  • ابحث عن المساعدة من أخصائي: إذا واجهت صعوبات في فهم شريك حياتك أو التعامل معه، لا تتردد في طلب المساعدة من أخصائي نفسي.

تذكر: الزواج قرارٌ مصيريٌّ، لا يجب اتخاذه بِعجلةٍ أو تحت ضغطٍ من العائلة أو المجتمع. تأكد من أنّك مستعدٌّ عاطفيًا ونفسيًا لخوض هذه التجربة، قبل أن تُقدم على هذه الخطوة.

ختاماً:

إن الزواج رحلة مشتركة تتطلب جهداً وتعاوناً من كلا الطرفين، وبناءً على أسس صحيحة، يُمكن لهذه الرحلة أن تُصبح رحلة سعيدة مليئة بالحب والتفاهم والاستقرار، بدلاً من أن تكون طريقاً مُمهداً للخلافات والانفصال.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
محمود محمد Vip
المستخدم أخفى الأرباح

المقالات

505

متابعين

323

متابعهم

420

مقالات مشابة