
الكارثة وعلم النفس
لا يستطيع البشر منع وقوع كارثة طبيعية لكن بإمكانهم منع تحولها إلى كارثة مركبة. هذا التحول ينتج عن استجابة البشر أثناء وقوع الكارثة وبعده، ومن ثمة يمكن إنقاص خسائر كارثة ما بزيادة الوعي بمخاطر كارثة محتمل وقوعها، واتخاذ خطوات لتقليل هذه المخاطر.
وعلى الرغم من الانتشار الكبير للكوارث، فإنه لا يوجد تعريف متفق عليه للكارثة فقد استند بعض الباحثين في تعريفها إلى مقدار الخسائر البشرية، في حين استند الآخر إلى حجم الخسائر المادية، بينما ركز آخرون على حجم الأضرار المادية والبشرية.
يقدم اختصاصيو علم النفس خدمات مهمة استجابة لحاجات الأفراد والمؤسسات والمجتمعات، تتم هذه الاستجابة من خلال تحويل علم النفس إلى خدمات كالوقاية والفحص والعلاج تساعد الأفراد للتغلب على مشكلاتهم، وينتج عن حرمانهم من هذه الخدمات أضرارا على المستويين الفردي والمجتمعي.
إن الناجون من كارثة يمرون بالمراحل التالية:
- مرحلة الصدمة والخوف والقلق.
- مرحلة تستمر أسبوعا بعد الكارثة، وقد تسبق الآثار الأولية.
- مرحلة التناغم : يطور الناجون تآزرهم ويغلب عليهم التفاؤل نظرا لوعود الحكومة والمؤسسات الإنسانية.
- مرحلة خيبة الأمل تستمر من شهرين إلى سنة: يشعر الناجون بالاستياء نتيجة تخلي الداعمين، ويستعيدوا ذكريات الصدمة وقصصها مما ينشط الاضطرابات
- مرحلة إعادة الإعمار: تستمر سنوات يستطيع الناجون ضبط ردود أفعالهم.
ويجب الاهتمام بالتدخل النفسي، وأن يوائم احتياجات كل مرحلة ، وأن يكمل ما يمارسه أطباء الطوارئ من وقاية وتخفيف واستعادة توازن، وعلى اختصاصي علم النفس، ضرورة أن يبدأ هذا التدخل المنظم بـ :
- تكوين إدارة واجبها التأهب لمواجهة كارثة قبل وقوعها.
- تضع هذه الإدارة، وبمشاركة أطراف مجتمعية حكومية وغير حكومية، استراتيجية الحد من آثار الكوارث تعتمد على رصد علامات التعرض لكارثة.
تدخلات علم النفس لدعم متضرري الكوارث:
1-تكون الوقاية قبل وقوع كارثة أو ما يسمى تدخل استباقي.
- المشاركة في صياغة حملات توعية تمثل رسائل إنذار لسكان موقع الحدث المتوقع.
- أكثر عناصر الكارثة إحداثا لخسائر هو حدوثها فجأة دون تهيؤ لمواجهتها.
2-التخفيف يكون أثناء وقوع كارثة ويكون على مرحلتين:
• التدخل الطارئ ويشبه الإسعافات الأولية: التوصل سريعا إلى فهم متكامل لردود سكان موقع الحادث الصادم.
• العلاج الممتد لاستعادة التكيف لدى حالات تأثرت بشدة وتحتاج نوعية مركبة من التدخلات النفسية تشمل: مهارات استرخاء لتعديل الانفعالات – مهارات أبوة لحماية الأبناء من مخاطر ردود الفعل الصادمة.