يا معذّبة قلبي
عينان كلما رأيتهما أذوب
عيناها عن حبهما لا أتوب
أحب حياءها وضعفها وقوّتها
وكم أشتهي الغرق في بحرها
آه تلك العينان قتّالة
سهامها ذبّاحة، أخّاذة
رفقا بقلبي المتلهّف المشتاق
ولا يطفئ نيراني المتوقّدة سوى العناق
يا ملهمة كلماتي يا سيّدة أبياتي
ابتسامة منك تنسيني أنّاتي وآهاتي
كيف السبيل لوصالك وأنا لست محترف
كيف يا ترى سأقف أمامك وأعترف
يا معذّبة القلوب يا وردةً تفوح
يا جميلة العيوب كيف بحبّك أبوح
سبحان من خلق الجمال
لقد صبّه فيك صبّاً
أنتِ عنباً وزيتوناً ونخلاً
أنت العسل والرّيحان
أنت سيّدة السلطان
أنا السفينة وأنتِ القبطان
أنا التائه وأنت لي أوطان
من دمشق حتّى القيروان
أقسم أنك لا تغيبين عن ذهني
ومتأكد أن عينيكِ تنسيني همي
يا شاغلة أفكاري يا عنوان أشعاري
باللَّه عليك هلّا شعرتِ بي
أنتِ نجمة في السماء بل قمر
أنت نهر كلّا بل أنت بحر
أنت غيمة تسقينا المطر
هنيئا لكل شخص إيّاك غمر
متى اللقى أم سيظلّ مجرّد خبر
حسرات على الإحساس الذي دمعا انهمر
أنا الذي أهمل النساء وابتسامتك نطر
أنا الذي لأجلكِ قاوم الصّعاب وعلى الحياة صبر
يا أنسي يا ضلعي يا قطعة من قلبي
كيف الحال؟ هل أنتِ على ما يرام
دعيني أتلذّذ بهذي المفاتن الجذّابة
أقول لكِ أشعارا وأطرب سمعك غزلا
يا خجولة يا جميلة يا فاتنة
لمَ الحياة لا تنصفنا، لمَ حبك صعب
لا تستديري وتمشي، بل يا شمعة قلبي
انصتي واسمعي جيدا ، كلمة واحدة تختصر الكثير من الكلمات
بصريح العبارة أحبّكِ وإني أهيم فيكِ
وبكل اللغات واللهجات أحبك
مهلاً يا قلبي، إلى أين تسير
تلك الناقة يحبها ذاك البعير
علما أنّ الناقة ناقتها والبعير بعيري
كم أعشق تلك الأنوثة وذاك الجمال
إنها أنثى فيها كل صفات الكمال
آه على غدر الزمان، آه كم كان محتال
يعلّق قلوبنا ويغادر، ويدعنا مع الحياة نقاتل
أخيرا: هذه الكلمات تحمل حباً كبيراً تحمل مشاعر متلهفة تحمل شوقا واستحضارا لأنثى عندها من الحياء ما يكفي لتعجب بها، عندها من العلم والأخلاق والجمال ما يجعلك تهيم أكثر وأكثر، قلوبنا ليست لنا والشعر مرآة لقلوبنا التي انفطرت على الحبّ، الشعر تلك الأداة التي تتسم بالذوق العالي الرفيع استطعنا من خلالها ننثر مشاعرنا نثرا على شكل كلمات جميلة معبّرة