
مصطفى يا مصطفى !!
كيف تحولت أغنية بلا معنى إلى أيقونة عالمية؟
حكاية" مصطفى يا مصطفى "
تفتكر إيه اللي يخلي أغنية بكلمتين تقريبًا تعيش ستين سنة و لسة الناس بترقص عليها لحد دلوقتي ؟!!
الموضوع مش هزار،دي أغنية مصرية خرجت للعالم كله ، و اتغنت بلغات مختلفة ، و مع ذلك لسة بتشتغل في الأفراح ولا كإنها نازلة امبارح !
طيب إزايي؟ و ليه ؟ و هل السر في اللحن ، ولا في الكلمات ، ولا في حاجة تالتة خالص؟
الموضوع بدأ من القاهرة
القاهرة في الستينات كانت مولعة بالفن ، كل يوم نجم جديد ، و كل أسبوع لحن مختلف ، و وسط الزحمة دي ظهرة أغنية “ يا مصطفى يا مصطفى …. أنا بحبك يا مصطفى " أغنية خفيفة ، بسيطة جدًاا لدرجة إن بعض الناس ساعتها استغربوا : إزاي الكلام دا يتسجل أصلًاا ؟!!!
لكن يا سبحان الله ، البساطة دي نفسها كانت مفتاح النحاج ، و الأغنية انتشرت بسرعة مش طبيعية ، و بدأت الناس ترددها في الشوارع ، و المقاهي ، و حتى في المدارس .
و مش كدا بس يا عزيزي …
الغريب بقا إن الأغنية موقفتش عند حدود مصر ...
لأ ،
دي راحت فرنسا واترجمت هناك و بقت :
“Chérie je t'aime , chérie je t'adore, comme la sauce à la menthe , ya mustafa”
و دي يا عزيزي لو رحت كدا على جوجل ترانسليشن هنلاقي إن ترجمتها بتقول :
“ حبيبتي أنا بحبك ، حبيبتي أنا بعشقك ، زي صوص النعناع …. يا مصطفى ”
إيداا !! أنت بتقول إيه يا عم ؟!!
آه والله زي مبقولك كدا ، و دا اللي خلى الأغنية تبقى كوميدية و مبهجة و فاني جدًاا
يعني تخيل … أغنية مصرية بالبساطة دي تبقى تريند عالمي في وقت مكانش فيه لا فيسبوك ولا يوتيوب ولا سبوتيفاي !!
في وقت مكانش ظهر فيه مصطلح التريند أصلًاا بالشكل المتعارف عليه حاليًا !!
طيب إزاي العالم كله حب الأغنية البسيطة دي ؟
السر يا عزيزي في البساطةة
أيوا والله زي مبقولك كدا ..
تعالى معايا كدا نفصص الأغنية :
● الإيقاع : الأغنية راقصة ، تسمعها غصب عنك رجلك تتحرك .
● التكرار : سهل تحفظها من أول مرة حتى لو مش فاهم عربي .
● البهجة : الأغنية كلها طاقة إيجابية ، لا فيها حزن ولا نكد .
يعني السر مش في المعنى العميق ، لكن في البساطة اللي خلتها قريبة من كل الناس .
أيواا ..
ياما أغاني كتيرر بكلمات قوية جدًا و معاني عميقة راحت في طي النسيان ، بينما
“يا مصطفى” لسة عايشة !!
طيب ليه ؟!
الإجابة واضحة
الناس ساعات مش بتبقى عايزة تعقيد ، هما بس عايزين يفرحوا ، يرقصوا ، يعيشوا اللحظة …
الأغنية قدمت دا بالظبطط .
و الدرس هنا لأي فنان أو حتى صانع محتوى : مش دايمًا العمق هو الطريق للخلود ، أحيانًا الضحكة البسيطة أو اللحن السهل بيعملوا معجزةة .
طب ها ؟
نحاول نشرح كلمات الأغنية ؟
تعالى معايا …
لما نبص للأغنية بالعقل كدا ، هنلاقيها مفيهاش حاجة
يعني..
مفيش قصة حب درامية ، ولا مشهد ملحمي ، مجرد واحد بيقول " يا مصطفى " و بيكررها و خلاص ،
لكن الغريب إننا لما نسمعها ، دماغنا تقول :" يا سلااامم أما أغنية حلوة بصحيح .. “ ، و قلبنا يرد : ” طب ها نرقص ؟"
و إذ فجأةً يا عزيزي تلاقي نفسك بترقص ..
هو دا الفن اللي بيوصل بسرعة ، زي لما حد يقول نكتة بسيطة تضحك القاعة كلها رغم إن مفيهاش فلسفة أو حكمة .
أقولك مثال حديث جاب نفس النتيجة بنفس الفكرة ، و أهو نضحك شوية ،
عارف إعلان كوتي كوتي يا خلاثو حفاضة جود كير …
بتضحك ؟
احمم
خلاص يلا بينا نكمل ..
اهو الإعلان دا عمل ضجة كبيرة و بقا على كل لسان ، دا غير انه بقا ساوند على تيكتوك و طلع تريند فترة كبيرة ،
ليهه؟
عشان بكل بساطة كان بسيط لذيذ اللحن علق مع الناس و حبته.
نرجع لمرجُعنا
"مصطفى يا مصطفى " مجتش كدا و مرت علينا مر الكِرام ،
تؤتؤ ..
دي كمان أثرت في الثقافة الشعبية ،
ازاي؟
بقت رمز للبهجة ، عملت عند الشعوب الأخرى إنطباع عن الشعب المصري إنه شعب لذيذ ، فاني يعني ، و إنه في وسط مشاق الحياة مش ناسي نفسه و حابب الحياة و عارف إزاي ينبسط و إزاي يبسط اللي حواليه كمان .
و نقولك بقا كدا ع السريعع
خلاثة الخلاويث ..
اللي حصل مع “ مصطفى يا مصطفى ” بيورينا إن الفن مش دايمًا محتاج تعقيد و قوة و جزالة ألفاظ عشان يعيش ، لكن أوقات البساطة مع شوية إيقاع كفيلة تخلي أغنية تتجاوز الزمن و الحدود .
أتمنى تكون المقالة عجبتكم و استمتعتوا بيها و لو بقدر بسيط ..
انتظروني في المقالة القادمة إن شاء الله
♡ وَ دُمْــتُــــم فِي رِعَــايَــةِ اللّٰــهِ وَ حِـفْـظِـــه ♡
