
حبك فى عهدى مصون
ايا عشق قلبى للمات
اتسمعنى حين أنادى بحلو اسمك فى الصِّحو والمنام
تخالجنى الذكريات وتفتح لى الف باب وباب
ولكن لم أنساك يوما ولم تصبح من الماضى ولم تصبح من الذكريات
ما زلت اراك فى ضى النجوم وحين اغمض الجفون
واسمعك بصوت دقات قلبى واحن للمسة يداك الحنون
كلمات حبك فى عهدى مصون
لا اسمعها من غيرك ولا فى لذتها يكون
وحدك فى كونى وأنا فى فلكك حولك ادور
جمالك أخاذ وفى وجودك لا يود القمر الحضور
كونى محب فأنا على أعتاب الحياة وبدون حبك لا الحياة تكون
اكتب كلماتى لعل شعرى لجمالك وصيف
لكنه حاشا أن يصف ما ابدع الخالق فأحسن التكوين.
لقلمى أمنية
اصنع من حبك ذكريات، واجعل من ذكرياتك لحبك حياة لا يموت فيها ابدا
الحب والذكريات لغة القلوب التي لا تموت :
الحب هو اللغة الأصدق في حياة الإنسان، والذكريات هي الأرشيف الذي يحفظ تفاصيل تلك اللغة. منذ بداية الخليقة والإنسان يبحث عن الأمان والدفء في قلب آخر، ومن هنا تولد قصص الحب التي تملأ حياتنا معنى وجمالاً. قد يختلف الناس في تعريف الحب، لكنه في النهاية يظل شعوراً يجمع بين الروح والجسد، بين العاطفة والعقل، وبين اللحظة العابرة والذكرى الخالدة.
عندما نحب بصدق، نصبح أكثر وعياً بقيمة التفاصيل الصغيرة. ابتسامة عابرة قد تتحول إلى لوحة محفورة في الذاكرة، كلمة تشجيع صادقة قد تظل تتردد في داخلنا كلما واجهنا صعوبات، ورحلة قصيرة مع من نحب قد تتحول إلى ذكريات جميلة نتأملها سنوات طويلة. وهنا يظهر دور الذكريات، فهي ليست مجرد صور جامدة في عقولنا، بل مشاعر حية نستعيدها كلما اشتقنا أو شعرنا بالحنين.
الحنين شعور يتجدد كلما مررنا بموقف يذكرنا بماضٍ جميل. رائحة عطر قديم أو لحن أغنية كلاسيكية كفيل بأن يعيدنا سنوات إلى الوراء، إلى لحظة حب صادقة أو لقاء لم ننسَ تفاصيله. في تلك اللحظة ندرك أن الحب لا يموت، بل يتجدد عبر الذكريات التي نحملها في قلوبنا. وهنا يكمن جمال العلاقة بين الحب والذكريات، فهي علاقة أبدية لا تخضع لقوانين الزمن.
ورغم أن بعض الذكريات قد تكون مؤلمة، خاصة تلك التي ترتبط بفقد أو فراق، إلا أنها تظل جزءاً من إنسانيتنا. الألم أيضاً يعلّمنا أن للحب قيمة لا تُقدّر بثمن. فحتى لحظات الانكسار تحمل دروساً تجعلنا أكثر قوة ونضجاً، وتفتح أمامنا أبواباً جديدة لتجارب أصدق وأعمق. لذلك يقال إن الحب الحقيقي لا يُقاس بمدى استمراره، بل بمدى عمقه وتأثيره فينا حتى بعد أن يصبح ذكرى.
الحب أيضاً هو ما يمنح حياتنا توازناً. في زحمة العمل وضغوط الحياة اليومية، تأتي الذكريات لتمنحنا فسحة من الراحة. نتأمل الماضي فنبتسم، ونستشعر أن وجود أشخاص أحببناهم في حياتنا كان سبباً في جعلنا أكثر إنسانية. حتى لو ابتعدوا، تظل بصماتهم حاضرة في داخلنا. وهكذا يصبح الحب مرآة نتعلم منها، والذكريات كتاباً مفتوحاً نقرأ منه الدروس في كل مرحلة من مراحل العمر.
العلاقات الإنسانية جميعها تقوم على الحب بمختلف أنواعه؛ حب الوالدين، حب الأصدقاء، حب الوطن، وحتى حب الذات. وفي كل نوع من هذه الأنواع تولد الذكريات التي تمنحنا هوية خاصة وتربطنا بجذورنا. فالإنسان بلا ذكريات كالشجرة بلا جذور، وبلا حب كالأرض القاحلة بلا ماء. لذلك نجد أن المجتمعات التي تُقدّر العلاقات الإنسانية وتُعطي مساحة للحب والوفاء، هي مجتمعات أكثر دفئاً وأقل قسوة.
في النهاية، نستطيع القول إن الحب والذكريات هما أعظم كنزين يملكه الإنسان. قد نفقد المال أو المكانة، لكننا لا نفقد ذكرى ضحكة صادقة أو كلمة محبة تركت أثراً في نفوسنا. الحب يزرع فينا الأمل، والذكريات تسقيه ليظل حياً مهما مرّت السنين. وكلما كبرنا، ازداد إدراكنا بأن الذكريات الجميلة هي الوقود الذي يجعلنا نكمل الطريق بابتسامة وطمأنينة.