الهجرة من الريف الى الحضر فى مصر وتاثيرات الحروب الروسية الاوكرانية عليها ( المقال الرابع )
تكلمنا فى المقالات السابقة عن تعريف الهجرة واشكالها وتاريخ الهجرة من الريف الى الحضر فى مصر واسباب تلك الهجرات وما هى عوامل الجذب والطرد المتحكمة فى تلك الهجرات وتوجيهها وناتى الان للتحدث عن وسائل و سبل الحد من الهجرة من الريف الى الحضر
سبل الحد من الهجرة الريفية الحضرية
نظراً لما للهجرة الريفية الحضرية من أثر بالغ على الاختلال في التوزيع الجغرافي للسكان وما يتبع ذلك من زيادة المشاكل المتمثلة في الضغط على مرافق الدولة في المدن المهاجر اليها وزيادة الحاجة الى الكثير من المشروعات التنموية في الطرق والنقل والمواصلات والرعاية الصحية والتعليم وظهور الكثير من المشاكل بالمدن مثل غرتفاع معدل الجريمة و غنتشار الامراض وزيادة ظاهرة الفقر وأطفال الشوارع وغيرها من المشكلات .. وهو ما يتطلب إعادة توجيه تيار الهجرة الريفية ـ الحضرية بعيدأ عن مناطق الجذب الحضري الحالية وذلك حتى نتمكن من الضاء على المشكلات السابق ذكرها وهذا لن يتاتى لنا الا باستخدام الوسائل التالية للحد من الهجرة من الريف الى المدينة وهى كما يلى .
أولاً : التنمية الريفية
ثانياً: الحد من دخول المهاجرين إلي المدن
ثالثاً: إقامة مدن ومناطق عمرانية جديدة
أولاً: التنمية الريفية:-
تهدف هذه العملية إلي تنمية الريف اجتماعياً واقتصادياً بما يحوله من مناطق طاردة إلي مناطق استقرار لسكانه من خلال عدد من السياسات المقترحة وهى .
1- أولى خطوات التنمية الريفية هي الحد من البطالة في القرى وأحد وسائل تحقيق ذلك تشجيع قيام الصناعات والمشروعات الصغيرة عن طريق توفير التمويل اللازم لها والعمل على إزالة المعوقات التي تؤدي إلي فشل هذه المشروعات مثل صعوبة التسويق وكثرة الضمانات المطلوبة للحصول على القروض.
2- توفير الخدمات بالقرى من مواصلات واتصالات بالإضافة إلي الخدمات الصحية والمرافق والبنية الأساسية من كهـرباء ومـياه شرب نقيـة وصرف صحي، ويمـكن تمـويـل هــذه المشروعات من خلال نظام ال BOT.
وهذه المشروعات بدورها من شأنها توفير فرص عمل للعديد من العمال الريفيين وهو ما يحد من مشكلة البطالة في الريف ويشجع الريفيين على البقاء فيه.
3- تطبيق سياسات فعالة وحاسمة لخفض معدلات النمو السكاني في الريف مما يقلل الضغط على الريفيين ويحد من رغبتهم في الانتقال إلي المدن.
كما ان هناك بعض المقترحات الاخرى للحد من هجرة الريفيين الى المدن عن طريق عمل تنمية ريفية وكما يلى :-
- نشر وسائل تضمن زيادة كفاءة استخدام المياه والحفاظ على الموارد المائية .
- إجراء دراسات و أبحاث عن التحضر وتيارات الهجرة من المستقرات الريفية و محددتها واثارها فى كل من الحضر والمستقرات الريفية واستخدام نتائجها لوضع استراتيجية للتنمية الحضرية فى إطار تنمية محلية متوازية .
- دعم صغار المزارعين والمرأة على وجه التحديد فى المستقرات الريفية لتنمية لتنمية الانشطة الانتاجية ذات الطبيعة التعاونية للحيازة الزراعية لتوفير فرص عمل منتجة وتوليد دخول جديدة تخفف من وطأة الفقر فى المستقرات الريفية .
- ضبط عملية توزيع الاراضى وتوفيرها بسعر مناسب لذوى الدخول المحدودة .
- تنمية وتشجيع المشاريع الخدمية التى تساعد على الاستقرار فى المناطق الريفية .
- استخدام الوسائل الحديثة فى الزراعة والبذور المهجنة بما يحقق أعلى إنتاجية للفدان وبالتالى زيادة دخل الاسرة الريفية .
ثانياً: الحد من دخول المهاجرين إلي المدن:-
ويكون ذلك من خلال عدة خطوات:
1- إعطاء مزايا لمواليد حضر المحافظة الأصليين مقارنة بأقرانهم من الريفيين الوافدين إلي حضر هذه المحافظة، ومن أمثلة هذه المزايا إعفاء جزئي من الضريبة على الدخل أوالحصول على مجانية تعليم للطفل الأول.
2- القيام بحصر دوري للريفيين الوافدين إلي المدن الذين لا يعملون وإعادة توجيههم إلي المدن الجديدة والمناطق التي تتوفر بها فرص عمل ومستوى معيشي أفضل.
ثالثاً: إقامة مدن ومناطق عمرانية جديدة:-
من أجل إعادة توجيه تيار الهجرة الريفية بعيداً عن المدن القديمة لابد من إتاحة بديل للمهاجرين الريفيين من خلال إنشاء مدن ومناطق عمرانية جديدة، ولكي تنجح هذه المدن الجديدة في اجتذاب تيار الهجرة الريفية لابد من العمل على توفير عوامل الجذب به والتي أوضح نموذج الدراسة أن لها تأثير معنوي على الفرد عند اتخاذ قرار الهجرة من الريف وهذه العوامل تتمثل في الآتي:-
1- توفير المرافق والبنية التحتية ومختلف الخدمات في هذه المدن مما يساعد على توطن الصناعات والاستثمارات في هذه المدن وهو ما يتيح العديد من فرص العمل للوافدين الريفيين.
2- منح الوافدين من الريف أوالمدن القديمة إلي هذه المناطق العمرانية الجديدة مزايا ضريبية لفترات محددة.
3- إقامة مساكن ذات أسعار منخفضة للعاملين في هذه المدن مما يشجع الريفيين على الاستقرار بها واستقدام أسرهم لتتحول هذه المدن الجديدة إلي نواة لتجمعات سكانية تشجع مزيداً من الريفيين على الاتجاه إليها. كذلك لابد من زيادة الوعي لدى الريفيين بهذه المدن الجديدة وكل ما يتم بها من استثمارات وخدمات جديدة تضاف إليها عن طريق الإعلان الدوري عنها وعن فرص العمل المتاحة بها بصورة دورية في الريف مما يشجع الريفيين على الاتجاه إلي المدن الجديدة المعلن عنها بدلاً من المدن القديمة.
ويمكن تحديد اتجاهين عند الحديث عن إقامة المدن الجديدة:-
1) - الاتجاه إلي الصحراء الغربية وإنشاء مناطق عمرانية بها حيث يمكن إقامة المشروعات الصناعية بها وكذلك التوسع أفقياً في الزراعة بهذه المناطق وهذا من شأنه أن يخلق فرص عمل كثيرة وبالتالي يشجع الهجرة الريفية على التوجه إلي المدن الجديدة بهذه المناطق.
2) - الاتجاه إلي تعمير الصحراء الشرقية من خلال تشجيع الصناعات التعدينية، بالإضافة إلي أنشطة السياحة والصيد مما يتلاءم مع طبيعة هذه المناطق.
هذا ويمكن إضافة سبيل أخر للحد من الهجرية الريفية الحضرية وذلك عن طريق قيام الدولة بتوجيه جزء من موارد التنمية الى تنمية الصعيد والمدن الريفية وتحويلها الى مدن صناعية وذلك عن طريق إنشاء الكثير من المصانع بالريف والصعيد ودعم الصناعات التى تقوم على المنتجات الزراعية كتغليف الخضروات والفاكهة بطريقة وجودة معينة تجعلها قابلة للتصدير للدول الاجنبية وذلك بما يحقق زيادة في عائد المنتجات الزراعية من ناحية ومن الاخرى يوفر العملات الاجنبية للدولة وكذلك توفير العديد من فرص العمل لأبناء الريف .
اما عن تاثير الحرب الروسية الاوكرانية على الهجرة من الريف الى الحضر فى مصر
فانه وحتى تاريخ هذا المقال لا توجد اى دراسات او ابحاث تناولت ذلك الموضوع الا انه من الواضح والملاحظ ان الحرب الروسية الاوكرانية قد ادت الى ارتفاع اسعر الكثير من السلع عالميا وخصوصا سعر الوقود مما ادى اى ارتفاع باقى مواد الطاقة ويادة تكلفتها وكذلك زيادة اسعار النقل وذلك اثر على الكثير من المصانع التى اغلقت ابوابها امام العاملين سواء من القاطنين فى المدن او الوافدين من الريف على حد سواء كما ادى ارتفاع اسعار جميع السلع والخدمات الى زيادة الامور تعقيداً وكذلك بعض القرارات الخاصة باعمال المبانى والمنشأت وقانون ترخيص المبانى الجديد وارتفاع اسعار مستلزمات البناء ادى كل ذلك الى تقليل فرص العمل امام الجميع سواء ابناء الريف او المدن الا و إنه فى ظل مبادرة حياة كريمة تبدو ان هناك بارقة أمل تلوح بالإفق نحو إنفراجة امام الكادحين من ابناء الوطن وتعمل على زيادة مستوى جودة الحياة فى الريف وخلق فرص عمل جديدة خلال مشاريع حياة كريمة بالريف فان كل ذلك قد يؤدى الى تقليل سرعة تيار الهجرة من الريف الى المدن .
اسال الله عز وجل ان يحفظ مصر وأبنائها من كل سواء